18 ديسمبر، 2024 10:10 م

أنهار وأهوار العراق .. تصارع الموت والحياة

أنهار وأهوار العراق .. تصارع الموت والحياة

ينبع نهر دجلة من جبال طوروس في تركيا، ويبلغ طوله حوالي 1718 كيلومتراً, ومعظم مجراه داخل الأراضي العراقية بطول يبلغ حوالي 1400 كيلو متر.. يعبر النهر الحدود السورية التركية ويسير داخل أراضي سوريا بطول 50 كلم تقريباً، ليدخل بعد ذلك أراضي العراق عند قرية فيشخابور ويصب في النهاية في الخليج العربي.. يتفرع دجلة إلى فرعين عند مدينة الكوت العراقية هما نهر الغراف والدجيل.
ويعد نهر الفرات، الذي ينبع من جبال طوروس أيضاَ، ثاني أكبر نهر في الجزيرة العربية بعد نهر النيل، ويبلغ طوله 2940 كيلومتر ومعدل تدفقه 356 مترً مكعبً في الثانية , موزّع بين كلٍّ من (تركيا وسوريا والعراق )، أمّا نصيب تركيا منه فيقدّر حوالي 1176 كيلو متراً، أما في سوريا فيقدّر تقريباً طول الفرات بحوالي 610 كيلو متراً، في الوقت الّذي يقدّر فيه طوله في العراق بحوالي 1160 كيلو متراً.
بعد أن يتدفق عبر شمال شرق سوريا، يتدفق نهر الفرات إلى العراق وينضم إلى نهر دجلة بالقرب من مدينة القرنة ليشكل نهر شط العرب الذي يبلغ طوله 180 كيلومترًا، والذي يتدفق بعد ذلك إلى الخليج العربي.

 

وبين هذين النهرين وعلى ضفتيهما قامت أولى الحضارات الإنسانية كما نعرفها اليوم: الحضارة السومرية، والأكادية، والبابلية، والآشورية، والكلدانية.
كانت القرى المسورة موجودة في هذه المنطقة منذ الألفية السادسة قبل الميلاد, وبحلول الألفية الرابعة قبل الميلاد، أصبحت هذه القرى مدنًا وممالك، واخترعت الكتابة المسمارية، وتطورت علوم الطب والفلك والرياضيات، وتم إصدار القوانين، وازدهر الفن بجميع أنواعه، وظهرت كلمة “بلاد ما بين النهرين”. وقد صيغت مرادفا لعبارة “نهضة الحضارة”

وفي السنوات الأخيرة، شهدت شبكات الأنهار وروافد نهري دجلة والفرات نقصا غير مسبوق في المياه.
أذ تعتمد دول مثل تركيا على بناء السدود على نطاق واسع لتوفير المياه للزراعة والطاقة الكهرومائية، لكن بناء السدود يؤدي إلى تفاقم المشاكل القائمة الناجمة عن تغير المناخ، وتكافح الدول المجاورة من أجل التغلب على الآثار .
وقد واجه العراق أزمات حادة في مختلف أنحاء البلاد في السنوات الأخيرة، خاصة بسبب بناء (سد إليس ) التركي على الروافد العليا لنهر دجلة، فضلا عن السدود التركية الأخرى المبنية على روافد أصغر حجما هي الأكثر تضررا نقص المياه.
وندرج ادناه لائحة الانهار التي قطعتها ايران عن العراق وغيرت مسارها لتجعلها داخل إيران فقط!:-
1- نهر الوند : المار عبر مدينة خانقين محافظة ديالى.
2- نهر الزاب الصغير: في محافظة السليمانية.
3- نهر كارون : ينبع من مرتفعات ” بختياري ” الإيرانية، ويصب في شط العرب في محافظة البصرة عند ميناء “خرمشهر ” المحمرة.
4- نهر دويريج : ينبع من المرتفعات الإيرانية، ويدخل الحدود العراقية قرب ” مخفر الفكة ” العراقي في محافظة ميسان, ثم يتجه غرباً ويصب في ” هور المشرح” .
5- نهر كرخة : ينبع من المرتفعات الإيرانية، ويصب في ” هور الحويزة” المشترك بين العراق وأيران ضمن محافظتي البصرة وميسان .
6- نهر الطيب : ينبع من الأراضي الإيرانية، ويدخل الأراضي العراقية في منطقة ” جمشة ليلة ” في محافظة ميسان التي تبعد عن المخفر الحدودي بنحو 2 كم من ناحية الشمال، ثم يسير النهر بمحاذاة الحدود لمسافة 2 كم تقريب .
7- نهر كنجان جم : غيرت مسار هذا النهر الذي كان ينبع من مرتفعات ” بشتكوه ” الإيرانية ويجري باتجاه الجنوب الغربي نحو العراق .
8- نهر وادي كنكير : بلغ تصريف النهر عند الحدود العراقية قرب قضاء مندلي في محافظة ديالى.
9- نهر قره تو : يدخل الحدود العراقية عند قرية ” طنكي حمام ” بعد اجتيازه مناطق سهلية إيرانية وتصب به عدة روافد صغيرة بعد دخوله. الأراضي العراقية .
10- نهر هركينه : يعتبر النهر وروافده، الخط الحدودي الفاصل بين ” بناوه سوته ” و (( هركينه ” العراقية و ” بايوه ” و ” باشماق ” الإيرانية)) .
11- نهر زرين جوي الكبير : يروي الأراضي الواقعة على جانبي حدود البلدين لمسافة2كم.
وسط ذلك، فإن الوضع المائي في العراق، تحول من مرحلة الأزمة إلى مرحلة المعضلة المائية، كما يرى خبراء البيئة .

 

ومن المعروف للمختصين بهذا المجال أن الأهوار العراقية تستمد المياه من نهري دجلة والفرات وتوفر موطنًا طبيعيًا للأسماك والطيور والحيوانات, وبالإضافة إلى مناظرها الخلابة وجمال طبيعتها، تعتبر تلك الأراضي الرطبة نقطة استراحة وعبور لآلاف الطيور المهاجرة بين سيبيريا وأفريقيا، ما يجعلها من أشهر الوجهات السياحية في العراق.
ويقول خبراء البيئة إن المخاطر التي تجتاح الأراضي الرطبة حاليا لا تشمل فقط تدمير واحدة من أعظم المعالم الطبيعية القديمة في العراق واختلال التوازن البيئي في مناطق واسعة من البلاد.

 

ولكن أيضا التهديد الذي يواجه سكان الأراضي الرطبة نتيجة هجرة أعداد كبيرة من الأشخاص إلى المدن والمناطق العراقية.
ويتسبب الأمر بضغوط كبيرة ديمغرافيا واقتصاديا وخدميا على المدن والبلدات والقرى، التي يقصدها سكان الأهوار، إذ يعتمدون غالبا على مياه الأهوار لرعي وسقي جواميسهم وصيد السمك والزراعة وخاصة زراعة الأرز .
المصادر
كتاب .. أهوار جنوب العراق أرضاً وسكاناً / حسين الزيادي/ دار الرافدين للطباعة والنشر والتوزيع- بغداد 2019.
سعاد حسن الجوهري/ جريدة الصباح العدد5280 السبت 6 كانون الاول/ 2021
صحيفة المثقف / زلزال تركيا وانهيار الدولة/ جواد السعيد العبادي 22 شباط 2023.
موقع للعلم/ مقالة بقلم الكاتبة المصرية رحمة ضياء/ كيف أسهمت الحروب والتغيرات المناخية في شح المياه بالعراق/ 30 يونيو 2019.