22 سبتمبر، 2024 10:27 ص
Search
Close this search box.

“الكاتب” الإيرانية تحاول الإيجابة .. هل تسعى “إسرائيل” إلى اشعال حرب إقليمية ؟

“الكاتب” الإيرانية تحاول الإيجابة .. هل تسعى “إسرائيل” إلى اشعال حرب إقليمية ؟

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

ما يزال الحديث والنقاش حول عمليات (حزب الله) اللبناني ضد “إسرائيل”؛ يوم الأحد الماضي، محتدمًا؛ حيث ينكر البعض إصابة المُسيّرات مقر الوحدة (8200) بالقرب من “تل أبيب”، ويتحدثون عن الغموض الذي يُحيط بالموضوع، وانعدام الأدالة والآثار التي تؤكد استهداف الوحدة. والبعض يعتقد في تعرض الهدف المراد إلى القصف بدقة؛ لكن “إسرائيل” تخفي المعلومات. بحسّب تقرير “صابر گل عنبري”، قناة (الكاتب) الإيرانية على تطبيق (تلغرام).

افشال المعادلة الإسرائيلية الجديدة..

ومن المسُّتبعد أن ينتهي هذا الجدال إلى نتيجة مشتركة؛ حيث يضرب هذا الجدل بجذوره في الافتراضات والتحيزات لحساب كلا الطرفين. ويبدو أن الهدف من هجوم (حزب الله) لا يقتصر على الانتقام فقط لاغتيال القيادي؛ “فؤاد شكر”، وإنما إفشال المعادلة الجديدة التي تسّعى “إسرائيل” إلى فرضها بتنفيذ عمليتي اغتيال في قلب “بيروت” و”طهران”.

من ثم بالمعيار الأهم، هو تقيّيم حجم تأثير عملية (حزب الله) على حسابات “تل أبيب”. لذلك علينا أن نصبر قليلًا ثم نرى هل تغيرت هذه الحسابات أم لا.

في السيّاق ذاته سعت “إسرائيل” بمحاولة الاغتيال الفاشلة لمسؤول فلسطيني بمدينة “صيدا” مؤخرًا إلى إيصال رسالة، توحي بعدم حدوث أي تغييّر على حساباتها.

والحقيقة من المسُّتبعد أن يطرأ تغييّر على حسابات “إسرائيل” بعد (عمليات الأربعين) تمامًا؛ كما لم يطرأ أي تغيير بعد عملية (الوعد الصادق) الإيرانية انتقامًا للهجوم على سفارتها في مدينة “دمشق”، بل اتخذت “تل أبيب” خطوة للأمام ونفذت هذه المرة عملية في قلب “طهران”.

تستغل “فزاعة” الحرب الشاملة..

وقبلًا قيل إن اشعال فتيل حرب إقليمية ليس جزءًا من الاستراتيجية الإسرائيلية في ظل الظروف الراهنة، وإنما هي تسعى إلى تحقيق انجازات ملفتة على مستوى ومدى من التوتر دون مستوى الحرب، عبر الاستفادة المشتركة من الأدوات الأمنية، والاستخباراتية، والعسكرية، والزيادة المحسوبة في مستوى التوتر الإقليمي في إطار جهودها إحياء الردع.

وخلافًا للتصور السّائد؛ فإن “بنيامين نتانياهو”، كان ومايزال المعارض الأكبر داخل الحكومة الإسرائيلية للحرب على “لبنان”. والطريف أنه بينما يميل الجيش الإسرائيلي إلى خوض هكذا حرب ضد (حزب الله) اللبناني وإنهاء الحرب على “غزة”، لايزال “نتانياهو” يُركز على “غزة” والتأكيد على خلق معادلات جديدة للردع في المنطقة.

وتلعب “إسرائيل” على مستوى دون الحرب في المجالات الأمنية والاستخباراتية، تتمتع فيها بإمكانيات أكبر فضلًا عن الدعم الاستخباراتي والفني من “الولايات المتحدة” وغيرها من الدول الأخرى، بجانب ذلك وبينما يخاف هو نفسه من اندلاع حرب إقليمية، إلا أنه يستغل بشكل كبير خوف وقلق الأطراف الأخرى من اندلاع الحرب وتداعياتها.

مع هذا فإن خوف واحجام “إسرائيل” عن اشعال حرب إقليمية، لكن هذا لا يعني أن أعداء الكيان سيمتنعون عن الرد وتنفيذ عمليات على كل المستويات بشكل لا يفضي إلى اشعال الحرب. وثمة تفاصيل ودقائق مخبوءة في هذه المعادلة، لا يمكن التوسع فيها هنا.

تحول تاريخي بعقيدتها العسكرية..

لكن في الوقت نفسه، تجنب “إسرائيل” اشعال حرب إقليمية، إنما يبدو نتيجة لتحول تاريخي في عقيدتها العسكرية الكلية، وهذه المسألة غير مسبوقة تقريبًا؛ فبينما كانت تشن في الماضي حروبًا عدوانية وخاطفة باستثناء حرب 1973م، والنموذج الأبرز على ذلك حرب الأيام الستة عام 1967م.

لكنها تواجه في ظل الأوضاع الراهنة مخاطر تتجاوز نسبيًا ما كان في هذه العهود؛ حيث أفسحت الحروب الهجومية العدوانية المجال لهجمات دفاعية محدودة. لكن من المستبعد بالوقت نفسه أن تترك عمليات (حزب الله) اللبناني الأثر المطلوب في تغيير الحسابات الإسرائيلية، في المقابل فالهجوم الاستباقي الإسرائيلي، كان بمثابة هجوم دفاعي يهدف إلى صد هجمات (حزب الله) اللبناني.

علمًا أن من غير المسبوق على مدار تاريخ “إسرائيل” أن تتعرض بشكل مستمر على مدار أحد عشر شهرًا للهجمات اليومية، بشكل أجبرها على إخلاء أجزاء من المستوطنات في الشمال. في حين أنها كانت بالماضي تقوم بشن حرب هجومية واسعة النطاق مقابل استهدافها بالصواريخ بل وحتى قبل التعرض لهجمات محتملة.

بشكل عام يمكن القول إن الحرب الهجومية تخلت عن مكانها في العقيدة العسكرية الإسرائيلية لصالح العمليات الدفاعية المحدودة. في المقابل الصعوبات القوية للتطبيق العدواني للقوة الصلبة بالمنطقة، سواءً بالنسبة لـ”الكيان الإسرائيلي” أو لـ”الولايات المتحدة” باعتبارها الحليف الأكبر للكيان، دفعها في الغالب للتحول إلى الاستفادة من الأدوات الجديدة للقوة في المجالات التي تمثل كعب أخيل بالنسبة للمعارضة، من مثل أدوات الحصار الاقتصادي والجيوسياسي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة