22 ديسمبر، 2024 5:58 ص

فحص المخدرات لطلبة الدراسات الأولية والعليا!!؟

فحص المخدرات لطلبة الدراسات الأولية والعليا!!؟

لفت أنتباهي ولربما انتباه الكثيرين أيضا ، الخبر الذي نشرته الصحف الصادرة ليوم الأحد الموافق 18/8/2024 ومنها صحيفة البينة الجديدة الغراء بعددها 4409 ، والذي يتضمن )تحديد دائرة العيادات الطبية والشعبية / التابعة لوزارة الصحة (22) منفذا موزعة في بغداد والمحافظات لأجراء فحص المخدرات ! ، لطلبة الدراسات الأولية والعليا والمعينين الجدد في جميع مؤسسات الدولة!!) . بصراحة لم أهتم بموضوع فحص المتعينين الجدد بذلك ، بأعتباره يدخل ضمن بقية الفحوصات الأخرى لكل موظف جديد يتعين في دوائر الدولة وهو أجراء وسياق عمل معمول به ، ولو أن فحص المخدرات هو فحص جديد وغريب ضمن الفحوصات الأخرى! ، ولكن الذي اثار أهتمامي هو موضوع فحص طلبة الدراسات الأولية والعليا ، لأني وجدته غريبا وله مساس بسمعة التعليم العراق! ( شيكولون علينا العالم!) ، وبالتالي يمس سمعة العراق كدولة بين دول العالم! ولربما يتفق معي الكثيرين في ذلك. وقبل الدخول في التفاصيل ، لابد من الأشارة هنا (( بأن الجامعات العراقية غابت عن تصنيف // مؤسسة شانغهاي رانكينغ كونسلتنسي// ، والذي يعرف بالتصنيف الأكاديمي لجامعات العالم (ARWU) ، لتصنيف أفضل الجامعات في العالم! ، ويعتبر هذا التصنيف الأكثر أعتمادا على مستوى العالم ، من ناحية جودة التعليم والأداء فيما يتعلق بالبحوث العلمية ، حيث يعتمد هذا التصنيف على مجموعة من المعايير يبدو أن غالبيتها غير متوفرة في الجامعات العراقية ولهذا تم أخراج الجامعات العراقية من التصنيف؟!)) . الذي نريد أن نقوله ، بأنه وبقدرما في هذا الأجراء شيء من الأحراج والخجل لطلبة للدراسات الأولية والعليا! ، فأن فيه مساس مباشر وكبير لسمعة التعليم بالعراق بكل مراحله بما فيها الدراسات الجامعية والعليا كما ذكرنا ذلك آنفا!، فأنه بنفس الوقت يثبت وبأعتراف غير مقصود من الدولة طبعا ! بأن أنتشار المخدرات بشكل خطير ومنفلت في عموم البلاد وفي كل مفاصل الحياة بما فيها التعليم بكل مراحله! ، هو الذي دفع الوزارة الى أتخاذ هذا الأجراء وأنه أجراء لابد منه !! ، والذي أرى ومن وجهة نظري ، بأنه سيكون سابقة تسجل على جامعاتنا التي تفرض على طلبة الدراسات الأولية والعليا جلب تقرير طبي يثبت سلامتهم من تناول المخدرات حتى يتم قبولهم! ، حيث لم نسمع من قبل أن الجامعات في دول العالم أقدمت على هكذا أجراء مع طلبة الدراسات الأولية والعليا في جامعاتها!؟ حتى وان كان عليها مؤشر فساد أو انتشار مخدرات! . وقد قيل ( أذا أبتليتم فأستتروا)! ، فأذا كان العراق قد أبتلى بآفة المخدرات ، وأصبحت كوباء ينتشر بين الناس! ، فعلى الدولة أن تستر ذلك جهد الأمكان ، ولا داعي لكل هذا الفضح وبهذه الصورة المخجلة! ، وعلى رؤوس الأشهاد جهارا نهارا كما يقال! ، فهل نسينا بأن العالم أصبح قرية صغيرة بفضل التقدم التكنلوجي ، وأن أية حدث أو لقاء أو صورة أو تصريح أو حديث ، ينتقل بسرعة البرق الى أقاصي الصين!؟ ، وهنا لا أخفيكم سرا بأن موضوع أنتشار المخدرات في كل مراحل التعليم في العراق عرفه ويعرفه العالم أجمع !! وأن الأجراء الأخير لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي مع طلبة الدراسات العليا ، قد أنتشر وسمعت به كل جامعات العالم القريبة والبعيدة ، ( لدور الجوار والمنطقة وحتى في الصين!!) ، لأن هذا الموضوع سبق وقد تم مناقشته على مستوى الأعلام والفضائيات والندوات قبل أكثر من شهر! ، حتى كان هناك أعتراض من قبل غالبية الأساتذة والتدريسيين في الجامعات على الأقدام على مثل هذه الخطوة!!؟. وكنت أتمنى أنه وحتى أذا أضطررنا الى ذلك الأجراء والذي صار لا بد منه ، أن يتم بشيء من السرية البسيطة وبالهدوء!! ، ( كأن يطلب من الطالب المقبول في الدراسات الأولية والعليا ، عند مراجعته للقسم الأداري في الجامعة ، بضرورة أجراء هذا الفحص من أحد المراكز الطبية الصحية التي يتم تحديدها ، لبيان سلامته وكأجراء أحترازي) ، ولا ادري لماذا العراق ومنذ الأحتلال الأمريكي المشؤوم صار ينشر غسيله بكل تفاصيله وتنوعاته أمام العالم بمناسبة وبدون مناسبة!؟ . ومع ذلك أسأل هنا وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بأعتبارها صاحبة القرار، ما الجدوى من ذلك الفحص!؟ ، فبأمكان االمتعاطي للمخدرات ( غير المدمن) ، أن يمتنع عن تناولها لمدة شهر قبل التقديم ، وهذه المدة كافية لأن تمحو أية أثار من وجود المخدرات عند فحص الدم!! ( وهذا ما نقله وأكده المختصين بهذا المجال ، كرأي علمي وطبي!) . ولنفترض شيء آخر وهو وارد جدا ، ( قد يكون الشخص المقبول في الدراسات لم يسبق له أن تعاطى المخدرات ، ولكنه لربما سيتناولها بعد القبول!! ، عن طريق أصدقاء السوء أو باية طريقة اخرى لأن المخدرات منتشرة في الوسط الجامعي وكثيرا ما نقلت الفضائيات ومواقع التواصل الأجتماعي أخبارا عن ذلك!) . ونعود لنكرر السؤال ما الجدوى من ذلك؟ هل أن هذا الأجراء سيقلل أو سيحد من أنتشار المخدرات بالجامعات؟ ، فقد بتنا نسمع العجب العجاب عن مواقع التواصل الأجتماعي ووسائل الأعلام والفضائيات والصحف بخصوص أنتشار المخدرات بشكل كبير بين أوساط الطلبة ( بنين وبنات) وفي كل المراحل الدراسية!! . أرى ومن وجهة نظري أن هذا الأجراء هو خطوة غير موفقة ، وأجراء غير أيجابي ، بل هو أساء الى سمعة التعليم كثيرا ، وزاد من الطين بله كما يقال عن واقع التعليم عندنا!!. أخيرا نقول : أن أنتشار المخدرات في العراق وبهذه الصورة المفزعة! ، ورغم ما تبذله الدولة وأجهزتها الأمنية من جهود جبارة في سبيل منع انتشارها او الحد منها ، فأنه ومع الأسف تحول الى وباء سهل وسريع الأنتشار!! . وقانا الله وأياكم من شرها وشرورها ، وحفظ العراق وأهله من كل سوء .