18 ديسمبر، 2024 10:02 م

أحياناً…!
حسب ما يتطلبه الواقع خلق الله للإنسان أذنان ليسمع أكثر مما يتكلم ، الصمت يجهد الآخرين لأن الاقتصاد في الكلام قوة ، والتقليل من الكلام جَهْلٌ لمقاصدك ، ويعطي الشخص جلالاً وهيبة ، ربما الصمت يرهب من حولك ويخضعهم لك .
حين وصف المنافقون رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه أذن قال الله عز وجل ” ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن، قل أذن خير لكل يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم…”
يعني قل لهم يا محمد عليه افضل الصلاة والسلام : هو أذن خير ٍ لا أذن شر .
والصمت وسيلة معرفية للحقيقة ووسيلة علاجية يخلص الإنسان من القلق والتوتر في الحياة .

” في عام ١٨٢٥ م اعتلى نيقولاس الأول عرش روسيا اندلع تمرد يقوده الليبراليون يطالبون بتحديث روسيا لتلحق مؤسساتها المدنية والصناعية بباقي اوروبا
بوحشية سحق نيقولاس التمرد المعروف” بثورة الديسمبرين ”
وحكم بالإعدام على احد قادة الليبراليين هو ” ‘كوندراي ريلييف” يوم الإعدام وقف ريلييف على خشبة الإعدام والحبل ملتف حول عنقه وانفتحت خشبة الإعدام وتدلى ريلييف لكن لحظتها انقطع الحبل وأسقطه على الأرض، في هذا الزمن كانت أحداث من هذا النوع تعني تدخل العناية الإلهية وكانت العادة أن يتم العفو عن الشخص الذي نجا بهذه الطريقة حين وقف ريلييف على قدميه مجروحاً ومتسخاً لكن واثقاً من نجاته قال في الجموع : ” أرأيتم أن روسيا لا تقدر أن تصنع شيئاً جيداً حتى الحبال ”
وصلت الرسالة بسرعة الى قصر الشتاء وأخبر القيصر بفشل عملية الشنق فاغتاظ من هذه المفاجأة ولكنه بدأ في توقيع العفو لكن فجأة توقف وسأل :
” هل قال ريلييف شيئاً بعد المعجزة التي حدثت؟ فأجاب الرسول نعم :
لقد قال إن روسيا لا يعرفون أن يصنعوا شيئاً حتى الحبال !
حين سمع القيصر ذلك” عندئد علينا أن نثبت له عكس ما يقول
ومزّق العفو وفي اليوم التالي أُعيد شنق ريلييف وفي هذه المرة لم ينقطع الحبل ” .
ربّ كلمة تقول لصاحبها دعني .