24 سبتمبر، 2024 9:24 م
Search
Close this search box.

وسط ترقب عالمي طويل .. لماذا علقت إيران ردها على إسرائيل حتى الآن ؟

وسط ترقب عالمي طويل .. لماذا علقت إيران ردها على إسرائيل حتى الآن ؟

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

انتظر العالم طويلاً الرد الإيراني على “إسرائيل” لدرجة التأكد من أنها لن تقوم بضربة تجاهها؛ وهو الأمر الذي ردت عنه صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية، حيث كشفت خطط “طهران” للانتقام من “تل أبيب”، في أعقاب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس)؛ “إسماعيل هنية”، في “طهران”؛ في 31 حزيران/يونيو الماضي.

وقالت الصحيفة؛ في تقريرٍ نشرته أمس الأربعاء، على موقعها الإلكتروني، إنها حصلت على بيان من البعثة الإيرانية لدى “الأمم المتحدة”، حدّدت فيه “طهران”: (03) محاور رئيسة لطبيعة الرد المتوقع على اغتيال “هنية”، حيث تتهم “الجمهورية الإسلامية”؛ “إسرائيل”، بالضلوع في العملية، بينما لم تُعلّق الأخيرة رسّميًا على الاغتيال.

تعليق الرد على “إسرائيل”..

وأضافت (وول ستريت جورنال): “تؤكد إيران أنها قررت تعليق ردّها على إسرائيل حاليًا، في ظل المباحثات الجارية للتوصل إلى هدنة للحرب في قطاع غزة”.

وتابعت: “وفقًا لبيان البعثة الأممية الإيرانية؛ فإن رد طهران يقوم على: (03) محاور، وهي معاقبة إسرائيل، وردعها عن شنّ هجمات مماثلة في المستقبل، وأن يتجنّب أي رد فعل عكسي يمكن أن يؤثر سلبًا على الهدنة المرتقبة في غزة”.

ونقلت عن البيان الإيراني؛ قوله: “توقيت وظروف وطريقة رد إيران سيتم تنسّيقها بدقة لضمان حدوثها في لحظة المفاجأة القصّوى، ربما عندما تكون أعينهم على السماء وشاشات الرادار الخاصة بهم، ستتم مفاجأتهم من الأرض، أو ربما حتى من خلال مزيج من الإثنين”.

ونقلت عن مسؤول أميركي بارز؛ قوله إن الهدنة المحتملة في “غزة” ليست السبب الوحيد الذي يدفع “إيران” للتفكير مليًّا قبل تنفيذ هجومها، حيث تخشى “طهران” أيضًا أن يؤدي هجوم مباشر للمرة الثانية على “إسرائيل”؛ هذا العام، إلى حربٍ إقليمية واسعة، وهو الأمر الذي ستدفع “إيران” ثمنه غاليًا، في ظل اقتصادها المتعثر، واحتمال أن تدخل “الولايات المتحدة” مباشرة في الصراع.

وقال المسؤول الأميركي: “إنهم لا يُريدون التورط في هذا المسّار”.

مكاسّب تأجيل الرد..

ويكشف تأجيل الرد الإيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس)؛ “إسماعيل هنية”، أن “طهران” تُحقق من ممارسة الضغط على “إسرائيل” مكاسب أكثر، مقارنة بدخولها في صراع مباشر في الوقت الراهن.

ويقول الكاتب؛ “رودغر بويس”، في مقال بصحيفة (التايمز) البريطانية؛ إنه لا عجب أن أسعار الذهب ترتفع إلى عنان السماء. ويبدو أن الحرب التي استمرت (10) أشهر بين “إسرائيل” وجماعة (حماس)؛ في “غزة”، قد تتحول قريبًا إلى حريق إقليمي، وهو ما قد يؤثر على الممرات البحرية وسلاسل التوريد، ويتسبب بانهيار الدول ونوع من الانهيار العالمي.

فمنذ مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس)؛ “إسماعيل هنية”، بات العالم ينتظر الرد.

ويتساءل “بويس”: “هل سيكون ذلك في شكل هجوم متبادل، كجزء من قواعد الصراع الحالي الذي تشُّن فيه إسرائيل إجراءات عقابية ضد الجيوش المختلفة بالوكالة لعدوها اللدود، (الحرس الثوري) الإيراني ؟ ضربة، ضربة مضادة، تليها فترة هدوء”.

ولكن هل ستضرب “إيران” موقعًا لـ (الموساد)؛ لأن الاغتيالات التي نفّذتها “إسرائيل” كشفت عن مدى تغلغل (الموساد) في (الحرس الثوري) الإيراني، وتُعتبر ذلك ردًا متناسقًا ؟ أم أن مبادرة “طهران” ستأتي في إطار استعراض ضخم مشترك للقوة، في هجوم صاروخي منسُّق تشُّنه “إيران” و(حزب الله) اللبناني وحلفاؤه الآخرون، متجاوزًا الهجوم الذي شنّته في نيسان/إبريل ؟.

أحبطت دفاعات (القبة الحديدية) الجوية الإسرائيلية هذا القصف، الذي شمل: (170) طائرة بدون طيار و(30) صاروخ (كروز)؛ و(120) صاروخاً باليستيًا، بمساعدة “الولايات المتحدة” وغيرها. ويتعين على أي هجوم لاحق أن يكون أكبر وأكثر فاعلية، وأن يتجاوز مبدأ العين بالعين.

هجوم جوي أم إلكتروني..

ويبدو أن رئيس القيادة المركزية الأميركية؛ “مايكل كوريلا”، يُكرر زياراته لـ”إسرائيل” لمناقشة عملية دفاع جوي معُّقدة أخرى، إذا ما قررت “إيران” اللجوء إلى هذا النوع من التصّعيد. وقد دخلت قوة حاملة طائرات أميركية تحمل مقاتلات من طراز (إف-35 سي) المنطقة، وهناك غواصة صاروخية موجهة في طريقها. ولكن هناك آخرون داخل “إسرائيل” يستعدون لهجوم إلكتروني إيراني.

ويُضيف: “اللافت حتى الآن؛ هو أن شيئًا لم يحدث ـ لا تصعيد، ولا هجمات انتحارية متزامنة. ولم ترصد مراكز التنصّت الغربية المعتادة شيئًا يُشير إلى عمل كبير وشيك. وقد صّعد (حزب الله) من إطلاق النار عبر الحدود من جنوب لبنان إلى إسرائيل، ولكن هذا يُعَد، على الرغم من نزوح المدنيين على جانبي الحدود، مجرد عمل عادي. ولا تزال معضلة (حزب الله) قائمة: كيف يضغط على إسرائيل دون إثارة حرب شاملة”.

حرب لبنان 2006..

وخّلفت “حرب لبنان” الثانية الدامية؛ عام 2006، ندوبًا على جيل كامل. وبدأ الأمين العام لـ (حزب الله)؛ “حسن نصر الله”، في تخفيف لهجته. ويقول: “أنا لا أقول إن هدف هذه المعركة هو القضاء على إسرائيل”،

على الرُغم من أن هذا طموح طويل الأجل لـ (حزب الله)؛ “إن هدف هذه المعركة هو منع إسرائيل من الفوز.. والقضاء على المقاومة الفلسطينية”.

ويبدو أن رجال الاتصال في “طهران” الذين ينسُّقون بين (الحرس الثوري) الإيراني والفيلق الإيراني الأجنبي يحُّثون على رد أكثر حذرًا. ويخشى نظام الرئيس المنتخب حديثًا؛ “مسعود بزشكيان”، أن يؤدي تكثيف الصراع إلى هجوم على مركز الأبحاث النووية الإيراني. ويتجلى الخطر في وصول إدارة الرئيس السابق؛ “دونالد ترامب”، المحتملة إلى جانب سياسة حافة الهاوية التي تنتهجها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، غير المسُّتقرة. في الأسبوع الماضي كانت الطائرات الإسرائيلية تُمارس التزود بالوقود في الجو، وهي مناورة أساسية لشّن غارة على “إيران”.

قد يكون حساب “إيران”؛ مع التركيز على الانتخابات الأميركية، هو ركوب ما تراه موجة عالمية من التعاطف مع “القضية الفلسطينية” بدلاً من إطلاق نداء للتحرك. إنها تُفضل أن يكون (حزب الله) سليمًا يحمي خصِرها الهش بدلاً من أن تُمزقه حرب مع “إسرائيل”. بحسب مزاعم الصحيفة البريطانية والدعايات “الأميركية-الغربية” المضللة.

“حزب الله” أداة ضغط وليس مشُّعل للحرب..

وخلص “بويس” تحليله الدعائي: “تُريد إيران؛ (حزب الله)، كأداة موثوقة للضغط على إسرائيل، وليس كمشُّعل يُثير حربًا واسعة النطاق. عدم الرد على عمليات القتل المسُّتهدفة ينطوي على مخاطر لطهران، ولكن هذه المخاطر تتعلق بسُّمعتها وليس بأهداف عسكرية. وإذا كان لديها أي سلطة متبقية على وكلائها، فيتعين عليها أن تمنعهم، ويتعين على إيران أن تُدرك أن قوتها تكمن في ضبط النفس”.

ويُحذر الكاتب من أن الغرب سيدفع ثمنًا باهظًا لعدم شن الحرب. فقد يُصبح الطريق أمام “إيران” إلى امتلاك ترسانة نووية محدودة أسهل، وبالتالي قد يؤدي إلى تعميق الأزمة. وقد لا يملأ الفراغ الذي خلفته (حماس) المشلولة في “غزة” الديمقراطيون الطبيعيون، بل جماعات إرهابية أخرى أقرب إلى “إيران”. ولا يوجد شيء منظم في هذه الأزمة المتصاعدة. بحسب تعبيرات الكاتب المضللة.

طريقتين لوقف التهديد الإيراني..

إلى ذلك؛ تحدث الكاتب الإسرائيلي؛ “يهودا إلبيك”، من “تل أبيب”، عن طريقتين لمنع “إيران” من تشكيل تهديد جديد لـ”إسرائيل”. الأولى تتمثل في كسر قدرة “إيران” على تمويل شبكة الوكلاء المحيطة بالدولة العبرية، والثانية في كسر إرادة هؤلاء الوكلاء للتضحية بأنفسهم في خدمة السياسة الإيرانية.

وقال في مقال بالقناة الـ (14) الإسرائيلية؛ تحت عنوان: “حتى لا نعود إلى 06 (تشرين أول) أكتوبر.. لا بد من تصعيد إقليمي”، أن الاستراتيجية الأميركية التي يرّوج لها وزير الخارجية الأميركي؛ “أنتوني بلينكن”، بمساعدة جزء من النظام الأمني الإسرائيلي، تهدف إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار لمنع التصّعيد والانزلاق إلى حرب إقليمية، متسائلاً: “من سيمنع (حماس) من العودة إلى السلطة واستعادة قدراتها الهجومية ؟ وكيف سيقنعون سكان قطاع غزة بالعودة إلى منازلهم و(حماس) تجلس على بُعد دقائق قليلة منهم، وكيف سيقنعون سكان الجليل بالعودة و(قوة الرضوان) على مسافة مماثلة ؟”.

ورأى الكاتب؛ أنه في اليوم التالي للاتفاق المتوقع، وبعد تجنب التصّعيد وتجنب حرب إقليمية، سنعود إلى ديناميكيات 06 تشرين أول/أكتوبر، وستزداد (حماس) قوة يومًا بعد يوم على الحدود الجنوبية لـ”إسرائيل”، و(حزب الله) سيزداد قوة على الحدود الشمالية، وسيتضاعف الطموح الإيراني في المنطقة، وسينتهي الأمر بهزيمة “إسرائيل”.

الاقتصاد الإيراني..

وأضاف أنه على الرُغم من أن “إيران” ليست دولة قوية، إلا أنها دولة فقيرة واقتصادها أصغر من اقتصاد “إسرائيل”، وعدد سكانها أكبر بعشرات المرات، وتعتمد بشكلٍ كامل تقريبًا على صادرات “النفط”، مشيرًا إلى أنها أيضًا: “دولة ديكتاتورية تقمع شعبها”، ولكنها مسُّتعدة أيضًا لتخصيص عشرات المليارات من الدولارات أي: (10) أو: (20%) من دخلها، لبناء تنظيمات عسكرية ضد “إسرائيل”، مستطردًا: “أظهرت الحرب في غزة أن تدمير قوة بنيُّت بتكلفة مليار دولار، يتطلب حربًا تكلف أكثر من مئة مليار دولار”.

الاقتصاد الإسرائيلي..

ويُضيف الكاتب الصهيوني سرد مزاعمه؛ أن “إسرائيل” دولة غنية، ولديها اقتصاد قوي ومتنوع، ولديها خطة إدخارية، على شكل احتياطات من العُملات الأجنبية تزيد على مائتي مليار دولار، وعلى الرُغم من كل ذلك، فإن “إسرائيل” ليست غنية بما يكفي لدفع مئة مليار دولار مقابل كل مليار دولار يستثمرها الإيرانيون، ومن المؤكد أنها ليست على استعداد لدفع ألف قتيل في حرب لا يخسّر فيها الإيرانيون جنديًا واحدًا.

نصر نفسي يتحول لسياسي..

وأشار الكاتب الإسرائيلي؛ إلى أن “إيران” تنتهج سياسة ذكية للغاية، حيث تمكنت من تحويل الهزيمة المُّذلة، التي تم خلالها تصفية ضيف رفيع المستوى في قلب منشأة حكومية محمية، إلى انتصار على “إسرائيل”؛ التي تنتظر خائفة ومتعرقة، ورأى أن هذا النصر النفسي قد يتحول بسهولة إلى نصر سياسي حين يتوسل الأميركيون إلى “إيران” لكي تمتنع عن الرد، وفي المقابل يعدون بوقف إطلاق النار واستسلام “إسرائيل” في “غزة”، فضلاً عن مجموعة كبيرة من الحوافز الأخرى التي لم يكشف عنها، مستطردًا: “يجب أن نتذكر أن مثل هذه الحوافز تتحول على الفور إلى قوة عسكرية أخرى متمركزة على حدودنا”.

وأضاف أنه يمكن الافتراض أن الأميركيين سيستمرون في انتهاج سياسة تصالحية تجاه “إيران”، وسيستمرون في رفع العقوبات التي مكنت تمويل (حماس) و(حزب الله)، وآنذاك لن تفتقر “إيران” إلى المال لمواصلة ما كانت تفعله، وستحول خطوة (حماس) المتهورة من خطأ استراتيجي إلى اختبار ناجح للأدوات التي أثبتت صحة استخدامها، وستزيد من جهودها لتدمير “إسرائيل” والسيطرة على الشرق الأوسط.

طريقتان أمام “إسرائيل”..

ورأى الكاتب الصهيوني؛ أنه على “تل أبيب” أن تُدرك أن الحرب لا يجب أن تنتهي حتى تعود ديناميكيات السادس من تشرين أول/أكتوبر، موضحًا أن هناك طريقتين لمنع حصول ذلك، الأولى كسر قدرة “إيران” على تمويل حلقة الوكلاء الإيرانيين حول “إسرائيل”، وذلك من خلال العديد من الأدوات، بما فيها القدرة الجوية أو السيبرانية، أو استهداف المنشآت النفطية، أو أدوات أخرى، بشرط أن تخرج “إيران” من تلك الحملة مهزومة وتفتقر القدرة على مواصلة جهودها لتدمير “إسرائيل”.

أما عن الطريقة الثانية، فهي كسر إرادة الوكلاء بالتضحية بأنفسهم على مذبح السياسة الإيرانية، لأن إلحاق هزيمة كبيرة بـ (حماس) و(حزب الله)، من شأنه أن يُقلل إلى حدٍ كبير من الدافع لخدمة الإيرانيين.

ويقول الكاتب الإسرائيلي؛ إنه في نهاية الحرب: “يجب أن تكون إيران مختلفة، وليست قوة إقليمية متطورة قادرة على توجيه ضربة موجعة لإسرائيل وجعل الولايات المتحدة تستجدي عفوها، يجب أن تصبح إيران على حقيقتها”.

استفزاز “إيران”..

واختتم مقاله: “على إسرائيل أن تستفز إيران وتُذلها، وتخرج من موقف الانتظار المخيف، وتنتقل إلى التهديدات العلنية، وإذا ردت عسكريًا، فستتاح لإسرائيل الفرصة لإيذائها وإلجاق ضرر بنظامها واقتصادها، بإصابة قاتلة، إن الديناميكيات الإقليمية التي كانت موجودة قبل الحرب لم تكن في صالحنا، وهناك فرصة للتغيير، ويجب ألا نضيعها”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة