20 سبتمبر، 2024 1:00 ص
Search
Close this search box.

الزيارة والزائر

بعيدا عن الجدل الذي يثار هنا وهناك سواء من المخالفين او من ابناء المذهب ، فالزيارة قائمة على ارض الواقع فكل عام وخلال عشرة ايام من صفر تنتهي في العشرين منه تتجه افواج من البشرية سواء من داخل العراق او من خارجه صوب قبلة الاحرار مرقد سيد الشهداء عليه السلام واخيه ابي الفضل العباس عليه السلام .

اتذكر في سنة 2003 اول زيارة اربعينية بعد سقوط الطاغية كانت بعض الدول العربية تروج لفارسية التشيع وان العرب لا يوجد فيهم شيعة ولما خرجت الملايين زاحفة صوب كربلاء وكانوا كلهم عراقيين انذهل العالم وهو يتابع هذا السواد في العراق فتغيرت المعادلة ان فارسية التشيع اكذوبة ، ومن يومها بدا يخرج للعلن صوت الشيعة العرب ليس في العراق فقط بل بقية الدول الاسلامية بما فيها العربية .

لكن سؤال يطرح نفسه ماهي اهداف الزيارة ؟ ما الذي ينتظره ابناء المذهب من هذه الزيارة ؟

من خلال متابعة مواقع النت التي تنقل مقاطع فديوية للزيارة ، فان ما يقارب 75% من الافلام يظهر توزيع وكمية الطعام ، والبقية تظهر سواد السائرين ، اما المتصيدون فانهم يلتقطون التشابيه التي فيها وقفة نقاش

وما يقع على عاتق الاعلام في اظهار روحانية هذه الزيارة الرائعة لم تكن بتلك المهنية بالعموم بل تلتقط صورة طفل او عجوز او معوق وهم جزء من الصورة لكن هنالك صور لا حصر لها فيها اخبار وتقارير وتحقيقات .

الذين يحيون زيارة الاربعين على صنفين صنف يسير وصنف يخدم ويقدم الطعام ، هذه الصورة ان كان دلالتها ان الاربعين هي توزيع الطعام بكثرة مع تنوع الاشكال فانها حققت المطلوب بهدف آني ومن يتحدث عن كرم العراقيين فانه لا يحقق ما يستحقه المذهب ، وانا شخصيا لا انظر الى الزيارة توزيع طعام فهذا النشاط جزء بسيط من صورة الزيارة وليس هو الزيارة .

هذه الجموع المليونية تبعث رسالة للعالم بتمسكها بالحسين عليه السلام ، وهذا امر رائع ولكن التمسك هو مرحلة لبلوغ هدف ، فهل بلغنا الهدف من هذه الجموع ؟ فهل كانت مصدر قوة وذعر لاعداء الاسلام ؟ فهل يحسبون حسابهم اذا ما ارادوا التجاوز على الاسلام ؟ ان قلتم نعم فنحن نعيش تجاوزات على الاسلام بشكل غير مسبوق نعم اهمها غزة والتامر على ايران ، وحتى بقية المسلمين في بقية بقاع العالم فانهم يعانون الاضطهاد ، سواء في الهند او الصين او بورما ، فماذا كانت النتيجة ؟

والصراحة قد تكون جارحة فهل الزيارة تؤثر على اخلاقية الزائر في حياته ؟ القلة نعم لكن الاكثرية ليست بالمستوى المطلوب ونحن نسمع يوميا عن تصرفات غريبة تحدث في بلدي ، الحدث عندما يكون شطط فهي جذوة تطفأ لكن عندما تصبح شرارة مستمرة فانها تحدث حرائق ، مسلح يدخل في موكب ويقتل ثلاثة في الكوفة ؟انه امر خطير .

لنقف عند التشابيه التي عرضت مواقع التواصل الاجتماعي عشرات لا بل لنقل اكثر من مئة مشهد فيها ظواهر يؤسف عليها ولها بشدة .

ومن حقي ان اسال الجهات المعنية في عمل استطلاع او دراسة دقيقة لمعرفة الى اي مدى تم الالتزام بوصايا المرجعية الحكيمة لزائري الاربعينية .

مشكلتنا هنالك زيارة وهنالك زائر ، الزيارة مقدسة ولكن الزائر ليس بمقدس الا اذا جسد اهداف الزيارة بمفردات حياته ، اما كل من يسير له قداسة فهذا امر بحاجة الى نقاش.

الحكومة المركزية والمحلية والمؤسسة المسؤولة عن المواكب يتحملون العبء الاكبر مما ينتج عن الزيارة الاربعينية ، فالتنظيم بعد مرور اكثر من عشرين عاما لم يكن بالمستوى المطلوب بل من وجهة نظري الزيارة الماضية افضل من هذه الزيارة .

ليس من حق كل من هب ودب تحت مسمى موكب ان يعرض مشاهد التشابيه كيف ما يرغب ، وليس من حق كل شاعر ان يختار مفردات قصيدته وفق مزاجه دون ضوابط تاريخية وعلمية وثقافية .

 

ان قرات القران وانا لا افهم ما فيه ، ولا اسال عن ما اجهله فما الفائدة من القراءة ؟

يبقى الحسين عليه السلام رمز للعلم والجهاد والشهادة ، وتبقى الزيارة الاربعينية لها رمزية عظيمة في نفوس الاحرار ويجب ان نحافظ عليها ونظرها بشكل ارقى واروع سنة بعد سنة وان تكون في صميم تصرفاتنا طوال السنة

أحدث المقالات