22 نوفمبر، 2024 6:07 ص
Search
Close this search box.

الألمان ودورهم في قضايا الشرق الأوسط

الألمان ودورهم في قضايا الشرق الأوسط

كنا ننظر للألمان على أنهم من أذكى شعوب العالم ، فعلمائهم الأكثر عددا ممن ساهموا في الإختراعات الحديثة ، ومن الفائزين بجوائز نوبل ، وإن كانت هذه الأخيرة مسيّسة هي الأخرى ، يكفي أن نعرف أن الإرهابي (مناحيم بيغن) ، رئيس وزراء الكيان الصهيوني السابق من حملة هذه الجائزة ، ولسخرية القدر ، للسلام ! ، كذلك رئيسة (ميانمار) المتهمة بإبادة مسلمي (الروهينغا) ، قد حصلت على هذه الجائزة هي الأخرى ! .

قناة DW الألمانية ، نافذتي الوحيدة للتعرف على هذه البلد ، كوني لم أغادر البلد إلى أي دولة أخرى ، وهنالك الصناعة الألمانية التي لا تُضاهى من ناحية الجودة ، والعلماء الألمان هم من أسّسَ الصناعة العسكرية الحديثة لكل من الولايات المتحدة والإتحاد السوفييتي السابق ، بعد ان تقاسم المنتصرون علماء هذا البلد بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية ، ومنهم (فيرنر فون براون) العالم الذي صمم أول مركبة فضائية أمريكية للقمر (وإن كنت متشككا في وصول الإنسان للقمر) ، و (فون براون) هذا كان من المقرر أن يُحاكم كمجرم حرب لأنه قصف لندن بثلاثة آلاف صاروخ ، راح ضحيته الآلاف من مواطني لندن ، لكن البراغماتية والإنتهازية حوّلته إلى بطل ! .

تبث هذه القناة برامج مفيدة شيّقة ، كبرنامج (صحتك بين يديك) و(عالم السرعة) و(الحياة في أوربا) و(وثائقيات) وغيرها ، إلا أن أكثر الفقرات إزعاجا ، فهو برنامج (جعفر توك) ، لأنه برنامج إستفزازي أكثر منه حواري ، فكونه موجّه للعرب ، نراه يعزف على المثلية وكل المواضيع التي تثير حساسية العرب .

منذ وصول (شولتز) إلى مستشارية هذا البلد بعد السيدة (ميركل) ، بدأ دور ألمانيا بالانكماش ، سياسيا وإقتصاديا ، والسبب التبعية والإنبطاح والتأييد غير المشروط كالببغاء لسياسات أمريكا والكيان الصهيوني ، فالتضخم يضرب البلد ، بسبب عدم إعتمادها على الغاز الروسي الرخيص لأنها تبعت أمريكا كالحمل الوديع من ناحية فرض عقوبات على روسيا ، كذلك غلاء منتجاتها التي تتعارض مع المنطق أحيانا ، كون العالم يمر بأزمة إقتصادية ، كذلك تأخرها في صناعة وإنتاج السيارات الكهربائية ، فقد غلبتها الصين أشواطا في هذا المجال وصار من الصعب اللحاق بها ، هكذا وصل النفاق بألمانيا ، إلى درجة إعلانها انها بصدد القبض على المتهم بتفجير أنبوب (نورد ستريم) الذي يزوّد ألمانيا بالغاز ، مدّعية أنه غواص أوكراني ، رغم عدم إدّعاء اي من الدول المشاركة في الحرب الأوكرانية الروسية عن مسؤوليته في الحادث ولشهور طويلة ! ، هذا بعد أن إكتوت بنقص الغاز الذي يدير ماكنتها الصناعية الجبارة .

نعرف جيدا أن ألمانيا لا تزال تتعرض للإبتزاز من قبل الكيان الصهيوني ، تحت يافطة (تعويض محارق النازية) ، فألمانيا هي من إقترفت هذه الجريمة ضد الإنسانية ، نراها اليوم لا تحرك ساكنا على كل الفضائع التي يمارسها هذا الكيان المجرم والسادي والمتوحش ضد المدنيين ، لكنها تمارس أقسى درجات القمع والتنكيل والضرب ، ضد مجرد محتجين على الحرب في غزة ، بحيث شكلت ممارسات شرطتهم علامة فارقة من ناحية القسوة اللامتناهية في مواجهة المحتجين المسالمين ، لمجرد لبسهم للكوفية العربية ،أو توشحهم بالعلم الفلسطيني ، فلو كان المحتجون ممن يحرق المصاحف ، أو يقذع في شتم الإسلام ورموزه ، لفرشوا له الأرض بالورود .

أجد نفسي وقد ذهبت بعيدا بإنتقاد ألمانيا ، وقد كففت عن إنتقاد الأنظمة العربية ودول المواجهة ، فلا أريد أن أدلو بدلوي ، فسيتنجّس بشتّى أنواع النجاسات ، أجلّكم الله ..

أحدث المقالات