تلوح في الأفق هذه الساعات أخبار نتائج الانتخابات والتي حصد فيها المالكي أعلى الأصوات ، لا نريد أن نتكلم هنا في مسألة التزوير لكننا نقول لو كان هناك تزوير وهذا (مؤكد) ربما يكون قد زور بحدود ما مجموعه ( 30 ) صوتا من خلال التصويت الخاص وإتلاف بعض الصناديق التي فيها أصابع بنفسجية مضادة لتوجهات مختار العصر وهذا ممكن في بلد مثل العراق يقوده رجال دين منافقون دجالون لا يعرفون قيمة لله يتكلمون بالقيم ، يضحكون على عباد الله وهم لا يعرفون الله لا سراً ولا علناً إذ اتخذوا الشيطان لأمرهم ملاكا واتخذهم له اشراكا فباض وفرخ في صدروهم ودب ودرج في جحورهم فنظر بأعينهم فنطق وهؤلاء هم اتباع الهوى قد صدوا فعلا عن درب الحق وهم الذين نسوا الآخرة وانشغلوا بمتاع الدنيا بعد أن كانوا بلا دنيا ولا آخرة غير حامدين الله ، مقنطين من رحمته ، لا شاكرين نعتمه التي أنعم بها على بني البشر ، هم يعلمون جيدا أن الدنيا لهي دار فناء ، وهي حلوة قد عجلت للطالب والتبست بقلب الناظر دون أن يطلبوا منها البلاغ وهذا هو حال كل دجال لعين ومارق كبير ولص خطير وفاسق مبين ، نعود للنتائج بعد أن استعرضنا استعراضا بسيطا صفات أشباه رجال يعتقدون إنهم مسلمون وهم أكثر شرا من إبليس على المسلمين ، فالنتائج التي نسمعها ونشاهدها وهي تقديرات شبه حقيقة في أغلب الفضائيات سواء كانت ضد المالكي أو معه توحي إلى رقم ربما يصل إلى ( 100 ) مقعد ، هذا يعني أن المالكي حصل بالحقيقة على (70 ) صوتا وبنفس الوقت أن رقم سبعين هو أعلى الأرقام في سلة النتائج كما يعني هذا برأي كاتب السطور أن لا (للمرجعية كلام وكلمة مطلقا) وكأن كلام المرجع الكبير بشير النجفي وهو أحد المراجع الأربعة العظام ( هواء في شبك ) .
لا نعرف هل هي فرحة عمت أم نقمة قدمت ، فالكثير من المثقفين والمتنورين يعولون على الابتعاد عن المراجع الدينية واللجوء للعقل كما هي أوروبا قبل قرون في زمن تم رفض الكنيسة ومن فيها بعد أن ذاقوا الويل والموت علي يد رجال الدين بالفتاوى الباطلة والخرافة المخزية والهلوسة المضحكة بحيث التجأ الناس للمنطق والعقل والحكمة والفلسفة وضُربت بعرض الحائط أقوال ( الدجالون ) من القساوسة وهم لا يختلفون عن رجال الدين الآن وكأنهم صورة مكررة مستنسخة من رجال الدين في هذه الأيام ، هكذا هو العقل فهو بمثابة العدو اللدود لرجال الدين ، فالعقل ضد التبعية مع التحرر ، ورجال الدين ضد العقل مع القيود وشتان ما بين العقل والقيود ، العقل مع العقلاء والقيود مع السذج وما أكثرهم في عراقنا الآن ، لكن يبدو لي أن العقل قد أرتفع نجمه مع عدم الاكتراث لآخر فتوى أصدرها المرجع النجفي بخصوص عدم انتخاب المالكي وقائمته وكانت بسويعات قبل ذهاب العراقيين لصناديق الاقتراع ، لكن من أين جاء هذا الرقم ( 100 ) مقعد للمالكي وهو يعول على شيعة المراجع العظام وهم ضاربون المرجع بعرض الحائط ، هنا نريد أن نسأل كذا سؤال نحب أن نعرف جوابه من خلال استحضار المنطق ونسمع نداء الذات بطريقة السؤال والجواب ومنها هل من المعقول أستطاع المالكي أن يشتري كل هذه الأصوات وسخر أموال الدولة وسندات الأراضي ( 300 ) الف قطعة كما قالوا خصصت لمن ينتخب المالكي ؟ هل قطع الأراضي التي لا قيمه لها لأنها بالتأكيد بمناطق ليست داخل حدود الأمانة بل هي أرض ( بور ) أفضل من فتوى المرجع ؟ هل أصبحت المرجعية ( صورة بلا فعل ) ؟ هل أصبحت المرجعية تنطق بلا صدى ؟ هل أصبحت المرجعية بلا مريدين ؟ هل أصبحت المرجعية ترنيمة قديمة أكل عليها الدهر وشرب ؟ هل أصبحت المرجعية سمفونية منقرضة ؟ هل أصبح نداء المرجعية صراخ بلا سامع ؟ يبدو لي من خلال النتائج التي ظهرت وستظهر أن (لا قيمة للمرجعية في عقول الشيعة) لأنهم لم يبالوا لصوت المرجع وتكالبت الشيعة على الفوز بالدنيا قبل الآخرة وأصبح صوت وكيل الإمام الغائب ( ع ) غائباً تماماً وهم يهرولون لضمان قطعة أرض أو مسدس شخصي أو مبلغ عيني من لدن القائد الفذ نوري أبو السبح ، هذا يجعلنا نقول أن عصر أو زمن القس الشيعي المسكين الساكن في السرداب قد انتهى كما هم قساوسة أوروبا قبل قرون خلت ، لكن قساوسة أوروبا كانوا في كنائس بأعلى الجبال وبأفضل الأماكن وبقرب عيون الماء الرائعة في منظر يجسد روعة الخالق وعظمته وهنا الفرق ما بين السابق والحالي وعذرا إني لم انتقد بل أن اسئلتي كانت من رحم نتائج الانتخابات وهي وليدة صناديق وحبر بنفسجي وتذكير لشعبي بالعقل التنويري .