16 يناير، 2025 11:06 ص

مفاوضات النفس الأخير بين “حماس” والاحتلال الإسرائيلي .. هل يُقايض نجاحها إيقاف الرد الإيراني ؟

مفاوضات النفس الأخير بين “حماس” والاحتلال الإسرائيلي .. هل يُقايض نجاحها إيقاف الرد الإيراني ؟

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

تكثفت تحركات الوسطاء الدوليين في الشرق الأوسط لعقد جولة مفاوضات عالية المخاطر؛ مقررة  اليوم، في سباق للتوصل إلى وقف إطلاق نار بعيد المنال في “قطاع غزة”؛ يمكن أن يُخفف التوترات قبل هجوم متوقع على “إسرائيل” من قبل “إيران” و(حزب الله).

وتوقعت صحيفة (نيويورك تايمز)؛ أن تشمل محادثات وقف إطلاق النار، في “الدوحة”؛ بـ”قطر”، أو “القاهرة”، كبار المسؤولين الاستخباراتيين من “مصر وإسرائيل والولايات المتحدة”، فضلاً عن رئيس الوزراء القطري.

إطالة أمد المفاوضات..

ولكن حتى الثلاثاء؛ لم يكن ممثلو (حماس) يُخططون للمشاركة. وقال “أحمد عبدالهادي”، ممثل (حماس) في “لبنان”، في مقابلة؛ إن القيام بذلك يعني: “العودة إلى المربع الأول”، واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، بإطالة أمد المفاوضات.

وقال “عبدالهادي”؛ إن: “نتانياهو؛ ليس مهتمًا بالتوصل إلى اتفاق يُنهي العدوان تمامًا، بل إنه يخدع ويتهرب ويُريد إطالة أمد الحرب، بل وحتى توسيّعها على المستوى الإقليمي”.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مطلعين على المحادثات؛ تحدثا شرط عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة الدبلوماسية الحسّاسة، إن (حماس) ستظل على استعداد للتعامل مع الوسطاء بعد الاجتماع إذا قدمت “إسرائيل”: “ردًا جادًا” على أحدث عرض لـ (حماس)، اعتبارًا من أوائل تموز/يوليو.

وصرح المتحدث باسم “وزارة الخارجية” الأميركية؛ فيدانت باتيل”، إن المسؤولين القطريين أكدوا لـ”الولايات المتحدة” أنهم سيعملون على تمثيل (حماس) في المحادثات، رُغم أنه لم يذكر ما إذا كان أعضاء المجموعة سيحضرون شخصيًا أم سيمُثلهم وسطاء فقط.

وقال “باتيل”: “نتوقع تمامًا أن تمضي هذه المحادثات قدمًا”.

تراجع “إيران” مقابل وقف إطلاق النار !

وأعلن الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، الثلاثاء، أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في “غزة” قد يدفع “إيران” إلى الامتناع عن شّن هجوم على “إسرائيل”؛ ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس)؛ “إسماعيل هنية”، في “طهران”.

وقال “بايدن”؛ للصحافيين خلال سؤاله ما إذا كانت هُدنة بين “إسرائيل” و(حماس) قد تحول دون وقوع الهجوم الإيراني، قال “بايدن” للصحافيين: “هذا ما أتوقعه”.

وأكد الرئيس الأميركي؛ أنه: “لن يستسلم”؛ في وقتٍ “تتكثف” المفاوضات لتحقيق هذا الهدف.

اتهامات وشروط..

وسبق وأن رفض “نتانياهو” الاتهامات بأنه يُماطل؛ واتهم (حماس) بإحباط اتفاق لوقف القتال وإطلاق سراح الرهائن المتبقين الذين تم أسرهم خلال الهجوم الذي قادته على “إسرائيل”، في 07 تشرين أول/أكتوبر، لكن “نتانياهو” أضاف شروطًا جديدة إلى مطالب “إسرائيل” التي يخشى مفاوضوه أن تكون قد خلقت عقبات أمام التوصل إلى اتفاق، وفقًا لوثائق غير منشورة استعرضتها صحيفة (نيويورك تايمز). وقال مكتبه إنه كان يوضح الغموض ببساطة.

وبينما قالت (حماس) إن اتفاق وقف إطلاق النار يجب أن يشمل إنهاء الحرب والانسّحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من “غزة”، قال “نتانياهو” إن “إسرائيل” لن تتوقف عن القتال حتى يتم تدمير القدرات العسكرية والحكومية لـ (حماس).

الوقت حان..

وكان “بايدن” أكد في بيان مشترك مع الرئيس المصري؛ “عبدالفتاح السيسي”، وأمير قطر؛ الشيخ “تميم بن حمد”، الخميس الماضي، إن: “الوقت قد حان” لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن المتبقين في “غزة”.

وقال الزعماء: “لم يُعد هناك وقت نضُّيعه ولا أعذار من أي طرف لمزيد من التأخير”، مبدين استعداداهم لتقديم: “اقتراح نهائي” لإبرام صفقة بين “إسرائيل” و(حماس).

في مؤتمر صحافي عُقد يوم الثلاثاء؛ في “واشنطن”، قال “باتيل” إن “الولايات المتحدة”: “منُخرطة بهذا بوضوح لأننا نعتقد أنه في المصالح الحيوية للمنطقة”، معتبرًا أن وقف إطلاق النار يمكن أن يخلق الظروف اللازمة: “لإخراج المنطقة من هذه الدائرة التي لا نهاية لها من العنف”.

وتعهدت “إيران” بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس)؛ “إسماعيل هنية”، على أراضيها.

ولم تعترف “إسرائيل” بأنها كانت وراء الانفجار، لكن مسؤولين أميركيين قالوا في تقارير خاصة إنها كانت وراءه.

تأجيل للرد الإيراني..

تعليقًا على ذلك؛ يقول أستاذ العلوم السياسية؛ “جهاد حرب”، إن المبادرة التي طرحها الوسّطاء رفعت مستوى الآمال خلال الأيام الماضية بالعودة للمفاوضات، و”إيران” أعربت عن أملها في ألا يؤدي ردها على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس)؛ “إسماعيل هنية”، إلى إلحاق الضرر بالمفاوضات.

وأضاف “حرب”؛ “الولايات المتحدة” متمسّكة بضرورة وقف إطلاق النار، وهو ما أكدت عليه الوسّطاء سواء “مصر” أو “قطر” أو حتي “الإمارات”، في الوقت الذي حذف فيه التلفزيون الإيراني شعار: “الانتقام للضيف”، وهذا على ما أعتقد تأجيل للرد الإيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس)؛ “إسماعيل هنية”، وهي خطوة لتسّهيل إحياء المفاوضات.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية؛ لدينا أكثر من: (40) ألف قتيل و”قطاع غزة” المُّحاصر ألقي عليه: (10) أضعاف ما ألقي على “ألمانيا” في الحرب العالمية الثانية. ومستشفيات “غزة” مليئة بالفرق الطبية من مختلف دول العالم كلهم يؤكدون أن حصيلة القتلى صحيحة.

وأن ما يجري جريمة إبادة و”نتانياهو” مصُّر عليها، حكومته أصبحت خطر على الأمن الدولي وعلى “جو بايدن” لجّمها خوفًا من انزلاق المنطقة إلى الحرب، لافتًا إلى أننا نعرف أن المقاومة في “الضفة” باتت قريبة من إنتاج الصواريخ، والحراك سينتقل من “غزة” إلى “الضفة”.

يصعب التنبؤ بمستقبل المفاوضات..

من جهته؛ قال الدكتور “نبيل أحمد حلمي”، أستاذ القانون الدولي، وعميد كلية الحقوق بجامعة (الزقازيق) الأسبق، إن “مصر” هي الدولة الوحيدة التي تتعامل بشكلٍ سليم في الأزمة؛ وهي الوحيدة التي يمكن أن تضغط على كافة الأطراف للعودة إلى طاولة المفاوضات لوقف إطلاق النار سواء كان من جانب الاحتلال الإسرائيلي المخالف لقواعد القانون الدولي، أو من جانب (حماس)، مشيرًا إلى أنه من الصعب التنبؤ بمستقبل المفاوضات؛ لأن هناك الكثير من النقاط غير مصُّرح بها في العلن من الطرفين، وكيف يرى كل جانب مطالب الجانب الآخر هي لصالحه أم ضده، ولكن هناك تعنُّت إسرائيلي واضح؛ لأن “إسرائيل” تقُّر أن توقف القتال يعني هزيمتها.

وأوضح أن نجاح المفاوضات يتوقف على مدى استعداد الطرفين وتدخل الدول الأخرى؛ مثل “الولايات المتحدة الأميركية”، ومدى دعمها لنجاح المفاوضات، مشيرًا إلى أن مجازر الاحتلال الإسرائيلي مثل مجزرة مدرسة (التابعين)، هي جزء من “جرائم الإبادة البشرية”، وهي جريمة الجرائم وفقًا لقواعد القانون الدولي وفي نظر الباحثين والمحللين، وبالتالي فإنها ضد القانون الدولي والقواعد الدولية.

وأكد أستاذ القانون الدولي؛ أن “محكمة العدل الدولية” في رأيها الاستشاري الأخير؛ قررت أن مجازر الاحتلال الإسرائيلي مخالفة لقواعد القانون الدولي ومباديء “الأمم المتحدة”، مشيرًا إلى أن كل الدول المتحضرة تتحرك ضد جرائم “الإبادة الجماعية” التي تُعتبر جريمة الجرائم، وهو ما ينطبق على مجزرة مدرسة (التابعين).

غير مرتبطة بالأحداث الإقليمية..

من جهته؛ قال الدكتور “أيمن الرقب”، أستاذ العلوم السياسية بجامعة (القدس)، أن البيان الثلاثي الذي صُدر قبل عدة أيام من “مصر والولايات المتحدة الأميركية وقطر”، الهدف الأساس منه تشجيع الأطراف للوصول إلى اتفاق، مشيرًا إلى أن الاحتلال ارتكب عدة حماقات خلال الأيام الماضية؛ لأنه لا يُريد نجاح الهدنة التي تنُادي بها جميع الأطراف، و”مصر” تُدرك ذلك جيدًا، ولكنها تُحاول أن تضع الفرصة الأخيرة لإنقاذ الوضع بشكلٍ عام.

وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة (القدس)؛ أن الاحتلال الذي أقدم على اغتيال “إسماعيل هنية”، رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس)، ثم فجر مدرسة (التابعين) في مدينة “غزة”؛ واستشهد فيها أكثر من: (100) شهيد، يُمارس كل الأساليب لإفشال الهدنة، ولكن رُغم ذلك “مصر” تُحاول وقف الحرب لأنها الوسيلة الوحيدة لحقن دماء الشعب الفلسطيني ونتمّنى أن تنجح في ذلك.

وأوضح “الرقب”؛ أن المفاوضات غير مرتبطة بالأحداث الإقليمية، ولكنه مرتبط بالأحداث في “غزة” لأننا معنيّين بأن تُفضي كل هذه الجهود إلى وقف الحرب التي يدفع ثمنها الأبرياء في “قطاع غزة”، مؤكدًا أن الرد الإيراني لن يؤثر على المفاوضات، كما أن هناك أنباء عن تحقيق صفقة في الكواليس عن محدودية الرد الإيراني مقابل وقف الحرب على “غزة” والدخول في تسّويات سياسية كبرى، وفي كل الأحوال لن يؤثر الرد على وضع الحرب في “غزة” لأنها بحاجة إلى وقف الحرب.

تأجيلها لما قبل الانتخابات..

وأشار أستاذ العلوم السياسية في جامعة (القدس)؛ إلى أنه غير متفائل بنجاح المفاوضات بأكثر من نسِبة: (50%) لأن الأميركان معنّين بألا يكون هناك صفقة أو هدنة حقيقية إلا قبل الانتخابات الأميركية بثلاثين يومًا، وبالتالي قد تؤجل الصفقة إلى أيلول/سبتمبر أو تشرين أول/أكتوبر؛ قبل الانتخابات، لأنه لو تم تطبيق المرحلة الأولى من الهدنة فإنها ستكون (42) يومًا وإطلاق سراح: (33) أسير إسرائيلي و(1200) أسير فلسطيني، وانسّحاب الاحتلال بترتيبات أمنية من معبر (رفح)، مع تأجيل الانسّحاب من محور (فلادلفيا) أو “صلاح الدين”.

وأكد “الرقب”؛ أن “نتانياهو” يُريد تنفيذ المرحلة الأولى من الهدنة فقط لأن المرحلة الثانية هي الأصعب وتتحدث عن وقف الحرب بشكل كامل وإطلاق سراح عدد كبير جدًا من الفلسطينيين؛ وهو أمر سيكون صعب جدًا على “نتانياهو”، ولكن “بايدن” يضغط لتحقيق هدنة أو أي إنجاز يكون داعم للديموقراطيين خلال الانتخابات الأميركية.

قصف مدرسة “التابعين”..

وكانت أحدث المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي؛ قصف مدرسة (التابعين)؛ فجر السبت الماضي، بـ”حي الدرج”؛ بمدينة “غزة”، ما أدى إلى مقتل أكثر من: (100) فلسطيني وإصابة العشرات، بينهم أطفال ونساء.

وقال مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة؛ “إسماعيل الثوابته”، إن: “جيش الاحتلال الإسرائيلي؛ ارتكب مذبحة داخل مدرسة (التابعين)؛ في مدينة غزة، راح ضحيتها أكثر من: (100) شهيد وعشرات الإصابات”.

وأقر الجيش الإسرائيلي بقصفه المدرسة، زاعمًا أن: “عناصر (حماس) استخدموا مقر القيادة بالمدرسة للاختباء والترويج لاعتداءات إرهابية مختلفة ضد قوات الجيش وإسرائيل”، واعتبرت مجزرة مدرسة (التابعين) تصعيدًا خطيرًا في مسلسل جرائم الاحتلال “غير المسّبوقة في تاريخ الحروب”.

استهداف مدرستي “الزهراء” و”عبدالفتاح حمود”..

وفي 08 آب/أغسطس 2024؛ استشهد (17) فلسطينيًا وأصيب العشرات، بينهم أطفال، إثر استهداف طائرات حربية إسرائيلية لمدرستي (الزهراء) و(عبدالفتاح حمود)؛ اللتان تؤويان نازحين في حي “التفاح”؛ شرق مدينة “غزة”.

وأقر جيش الاحتلال الصهيوني بمهاجمته مدرستي (عبدالفتاح حمود) و(الزهراء)؛ في حي “التفاح” بغزة، زاعمًا أنهما استُخدمتا: “كمخابيء” من قبل مقاتلين من حركة (حماس).

قصف مدرستي “حسن سلامة” و”النصر”..

وفي 04 آب/أغسطس؛ أسّفر القصف الإسرائيلي لمدرستي (حسن سلامة) و(النصر)؛ عن استشهاد: (30) شهيدًا وإصابة العشرات، بينهم حالات خطيرة.

وفي 05 آب/أغسطس؛ زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه قتل في قصفه مدرسة تستخدم لإيواء النازحين بمدينة “غزة” قائد (كتيبة الفرقان)؛ بحركة (حماس)، “جابر عزيز”.

وقال الجيش في بيان؛ إنه: “استهدف بناءً على توجيه استخباراتي، مسلحين من (حماس) عملوا في مجمع قيادة وسيطرة تابع للمنظمة، والذي تم تمويهه داخل مدرسة (حسن سلامة) و(النصر) في مدينة غزة”.

قصف مدرسة “حمامة”..

وفي 03 آب/أغسطس؛ أسّفر قصف إسرائيلي استهدف مدرسة (حمامة)؛ في حي “الشيخ رضوان”، بمدينة “غزة”، عن مقتل: (17) فلسطينيًا وإصابة آخرين بينهم أطفال ونساء. وعقب القصف، أقر الجيش الإسرائيلي بمهاجمة المدرسة.

استهداف مدرسة “دلال المغربي”..

وفي 01 آب/أغسطس، قُتل في هجوم شّنه طيران حربي إسرائيلي على مدرسة في حي “الشجاعية”؛ شرق مدينة “غزة”، (15) فلسطينيًا، بينهم طفلان.

جيش الاحتلال الإسرائيلي أقر، في ذلك اليوم، باستهداف المدرسة بزعم أنها مخبأ لمقاتلين من حركة (حماس).

وفي آخر إحصائية صُدرت عن المكتب الإعلامي الحكومي، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف ما يزيد عن: (172) مركزًا للإيواء، في “قطاع غزة”، بينهم مدارس ومستشفيات ودور عبادة، ومراكز ثقافية.

من جانبه؛ قال رئيس المرصد (الأورومتوسطي) لحقوق الإنسان؛ “رامي عبده”، إن: “تبرير الجيش الإسرائيلي المجزرة بالقول إنه استهدف موقعًا عسكريًّا غير مثبُّت ولا يُعد مبررًا لقتل هذا العدد الكبير من المدنيين”.

وأضاف: “لا يمكن لإسرائيل الاستمرار في قتل وحرق وجرح مئات المدنيين يوميًّا، ثم الادعاء بوجود أهداف عسكرية في الأماكن المستهدفة دون تقديم أدلة حقيقية أو السماح لجهات دولية مستقلة بالتحقق من صحة هذه الأدلة”.

وتابع: “إسرائيل في كل مرة ترتكب مجزرة، تسوق لذات الادعاءات باستهداف مواقع أو قيادات عسكرية، ورغم أن هذه الادعاءات ثبت عدم صحتها”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة