18 نوفمبر، 2024 4:50 ص
Search
Close this search box.

عراق التيه

عندما تسال ما الذي حدث وعن ما اذا كنت قد أظهرت صلابة وقت الشدة وعن ما اذا كنت نادما او فخورا بما فعلت وعن ما قررت تشعر بالاسف وتقرر ان تخبر نفسك قبل غيرك عن ما تشعر به وعن ما حدث لك الا ان تعجز عن ذلك وتشعر بالاسف باستمرار لتقدم اعتذار للجميع وتعجز عن ان تعتذر لنفسك او ان تجدد تبريرا لتبرئة غيرك وتختار ان تقول انه خطاك وحدك او انك  غيرك هو المخطأ  وانك على حق وتود ان تخاطب نفسك لتقول لها الحقيقة الا انها ترفض الاصغاء وترد قائلة ليس الا بعد قليل ليستمر الخوف من المواجهة  لتقرر بانك انتهيت حتى تتحول الذ اللحظات الى جحيم عندما تفقد الإحساس بجمال عطر زهرة الليلكي   وتحاول ان تتحقق من سلامة حواسك رغم تلوث البيئة ورغم كل الضجيج كي تقول لنفسك انك مازلت حيا. ويخالف البعض ليصرخ في وجهك لسنا احياء لسنا حقيقيين نحن وهم نحن نسخة من الاخر استنساخ من الغير لتشعر في داخلك بالغربة عندما تتجول داخل سجنك كي تقوم برحلة  تجد فيها ان تراوح مكانك ولم تكن لتغادر فضاء نفسك لتصرخ  داخل نفسك عند ادنى حدث تافه يكون قد وقع لك مما تنبأت به في ماضيك لكن عندما وقع كأنه لم يخطر في بالك قط وتعود تصرخ في داخلك ما هذا انا لا افهم معنى هذا هل هي خدعة متعمدة انا فيها المقصود وتعود تصرخ سنموت جميعا عندما تسمع اصوات التفجيرات الانتحارية تخرج من البيت تنظر الى السماء لا كي تبحث عن النجم القطبي في مسيرة القافلة بل عن الدخان الذي تستدل به على موقع الانفجار وتقول مطمئنا نفسك سيكون من الصعب الاعتقاد بوجودي هناك او هنا هل يمكن لي ان اقابل نفسي هل سيكون حالي افضل هناك من حالي هنا وتتمنى الموت الذي قد هرب منك كي تستريح من الهذيان ومن ضجيج الطغيان  وعندما تعود الى رشدك تبدأ بسؤال نفسك هل يمكنني التعلم مني؟ هل من المقدر ان ارتكب الاخطاء التي ارتكبتها  هنا وهل سارى الاخطاء تصاحبني هناك فيما لو غادرت؟ هل يمكنني الجلوس والتحدث مع نفسي  وان تكون هي غيري  رغم انك لاتفعل اي شيء سوى الجلوس والتحدث مع نفسك طول الوقت كل يوم وكغيرك هذا الشيء الوحيد الذي تتقنه رغم انك لا تعترف به الصوت في راسك يصرخ بك كل يوم ماذا يفعل؟ ولماذا يفعل ذلك؟ فيما يفكر؟ هل كان صادقا في قوله؟ هل فعل الصواب؟ حالة تكون فيه شخص اخر خارجك طول الوقت وتحاول عبثا القاء نظرة على نفسك في بلد تجذرت فيه ازدواجية الشخصية في عنة الارادة لتتحول الى شيزوفيرنا شعبية مجنونة يكوت له مذاق خاص تجد فيه انك فوق وغيرك فوق وان العراق كبير جدا رغم صغره وتجد انه لافرق بينك وبين اي عراقي اخر فانتم جميعا تقوم بالامر عينه وهي ان تعجز عن ان تقدم لغيرك ما هو محتاج اليه كما انك عاجز عن ان تقدم لنفسك ما هي بامس الحاجة اليه الا وهي نفسك وترغب في الانضمام في الانتماء في الحصول على هوية في القرار مع نفسك ومع غيرك لتدخل حلبة مباراة قتالية افتراضية كالعاب الفيديو لا النصر فيها حقيقي ولا الهزيمة. وتلعب ولا تعرف كيف تريد الدخول الى الغير الى نفسك ولا تعرف كيف ترفع يدك دفاعا عن نفسك لتجنب ضربة او لتوجيه ضربة ولاتعرف كيف ولا تجيد الا التمايل الذي لايجيد غيرك سواه وتمثل بنصر وهمي وتصاب بهستريا العدو الوهمي وتصاب بالذعر الوهمي لكنك لم ترى اي شيء وتعجز عن مساعدة نفسك او عن رؤية غيرك لتحتجب عن الشمس في رؤيتك لحقيقة امرك ولا يمكن لغيرك رؤيتك حين تتحدد معهم اتحادا ساميا واي سمو  هذا يحجب الشمس؟ تختب فيه خلف الشمس لعلك تجد امامها ليس نسخة اخرى منك بل صورة الاصل حين تنسى تنسى ولا تسعفك الذاكرة كأنك لم تخبر نفسك شيئا وكانك لم تعرف اي احد بل وكأنك لم تكون!!!

أحدث المقالات