22 نوفمبر، 2024 1:31 م
Search
Close this search box.

الشباب والدولة

في اليوم العالمي للشباب نجد الحديث عن شباب العراق قد يختلف عن شباب اي دولة اخرى، واذا عطفنا النظر على معدل اعمار الشاب نجد ان قد تضعها بعض الدول بين ١٥ الى ٢٤ عاما وهذا ماتم تعريفه في احد تقارير الأمم المتحدة،لنتحدث اليوم قليلا عن الماضي ونعود الى الخلف ونفترض عام ١٩٨٦ مثلا حيث كان الشاب في ذلك الوقت من مواليد ١٩٦٨ والذي يبلغ ٢٤ عاماً ، يعتقد الكثير ان العراق فقط هو من كان تحت تأثير المعارك والصراعات والحروب التي شهدها منذ عام ١٩٨٠ الى عام ١٩٨٨ وقرار وقف اطلاق النار بين الحكومة العراقية آنذاك والجمهورية الإسلامية في ايران ، لكن كل من يعتقد ذلك فهو مخطئ ، لو نظرنا الى الأحداث العالمية نرى ان هناك كوارث كبيرة احداها مثلا انفجار في محطة تشيرنوبل للطاقة النووية الذي ادى الى تعرض ٨ مليون و ٤٠٠ الف شخص الى الإشعاع النووي في الأتحاد السوفياتي سابقا.

لا نبتعد كثيرا عن احداث العراق الدامية والكوارث والمصائب التي خلفت الأرامل وانهيار الأقتصاد العراقي بسبب الحروب التي أثرت بشكل او بأخر على الشباب العراقي لذلك سنأخذ جزءاً من الاحداث الدامية ونذكرها بشكل مختصر في نفس العام ، في معركة مهران والهجومات المتبادلة فقد نحو ١٢ الف جندي عراقي حياتهم في فترة قصيرة ، لنتصور ١٢ الف عائلة مفجوعة بأبنائها و ١٢ الف مستقبل ضاع بسبب حرب عبثية بنيت على اهواء لا على دراسات وخطط حكيمة،واستمرت المعاناة حتى بعد زوال النظام البائد ودخول الاحتلال في نيسان ٢٠٠٣ وتغيير نظام الحكم في العراق.

ان الشاب الذي يبلغ من العمر كمتوسط ١٨ عاما اي انه ولد في عام ١٩٨٥ وجد نفسه ضائعا بين خراب الأمس بلا  مستقبل واضح ، وبعدها الأحداث الطائفية عام ٢٠٠٦ والقتل على الهوية الذي ذهب ضحيته من تأريخ ١/١/٢٠٠٦ والى ٢٠/١١/٢٠٠٦ عدد القتلى ٢٠ الف و ١٠١ شخصا قضوا نتيجة الصراع انذاك، لكننا نرى ان تغييرا كبيرا حدث في السنوات الأخيرة نتيجة الأستقرار النسبي للأوضاع ونتيجة التطور الفكري للشباب كما حدث من الدخول الكبير للشباب في مجال السياسة وتبوئهم مناصب عديدة مؤثرة ومهمة في الجانب التشريعي كمجلس النواب والجانب التنفيذي كمجالس المحافظات وغيرها ، هذا التغيير خصوصا بعد ان عد بعض المراقبين للشأن العراقي ان العراق حديث الديموقراطية يعد تغيير ايجابي ومقبول الى درجة كبيرة،خصوصا بعد تمكينهم في مجالات الثقافة والسياسة والتدريب وبناء القدرات.

مشاركة الشباب الذين يعول عليهم مسك مواقع مهمة في الحكومة يجعل التوازن السياسي قوياً الى حد كبير، وتعميق الشعور بالأنتماء والتخلص من سياسة الأقصاء التي تتبعها الأنظمة الديكتاتورية ، اذ ان ضخ دماء جديدة امر مهم جدا في استمرار العملية الديموقراطية وتقوية الرؤى المناسبة والملبية لأحتياجات المجتمع واهميتهم في صنع القرار خصوصا الشباب القادر على مواكبة المسيرة والتواصل عن قرب مع المواطن.

من مقومات الشاب السياسي اهتمامه بالأمور السياسية وكل حدث له شأن بمستقبل البلد الذي يعيش فيه ، المعرفة السياسية وامتلاكه المعلومات الداخلية والأقليمية والدولية ليرى ماهو في مصلحة البلد ، والمشاركة الفاعلة في الانشطة السياسية والمدنية كمشاركته في العملية الأنتخابية .

أحدث المقالات