انتهت مشاركة العراق في أولمبياد باريس بعد ان وقف الرباع العراقي علي عمار يسر عند المركز السادس في منافسات رفع الاثقال بعد ان جمع 437 كغم , ويعد هذا الرقم جيد قياسا بالمشاركين معه في النزالات التي شهدت منافسة قوية جدا على المراكز المتقدمة , يُسر يبلغ من العمر عشرون عاما وهو اصغر لاعب من بين المشاركين ضمن وزنه وهذا الامر يعد أمرا مهما خاصة وإنه سيكون له شأن كبير في هذه اللعبة مستقبلا ان تم اعداده بشكل جيد ووفق خطة ممنهجه , هذا اللاعب يحتاج الى رعاية خاصة ليكون صاحب الميداليات مستقبلا , ورعاية هذا اللاعب يجب ان لا تكون كاللاعبين السابقين ممن تم إهمالهم بعد ان حققوا نتائج جيدة في بطولات دولية واقليمية مما ادى الى ضياع مستقبلهم واصبحوا في خانة النسيان بسبب الاهمال او بسبب الاصابة التي ابعدتهم عن الساحة الرياضية .
بالعودة الى الأولمبياد وبعد ختام المنافسات حان الوقت للنقاد والكُتاب والإعلام الرياضي بشكل عام بتقييم مشاركة العراق في هذا التجمع العالمي الكبير , والمنطق يقول إن أي مشاركة في الأولمبياد من دون تحقيق ميداليات فهي مشاركة فاشلة , فالمنتخبات التي لا تصعد على منصات التتويج ويعزف لها النشيد الوطني ماذا يطلق عليها ؟ وفي أي خانة يمكن وضعها ؟ اما الشعارات التي تُطلق هنا وهناك في محاولة لعدم توجيه اللوم لأصحاب الشأن فهي اساليب أكل الدهر عليها وشرب .
اليوم علينا الاعتراف بأن الرياضة العراقية في تراجع خطير في ظل التطور الكبير الذي تشهده الرياضة العربية في الآونة الاخيرة خاصة بعد توج الرياضيين العرب بـ17 ميدالية متنوعة توزعت بين البحرين والجزائر ومصر وتونس والمغرب والأردن وقطر , وهذا يدل على ان هذه الدول رسمت طريقا حقيقيا نحو النجاح وتحقيق الانجازات , لذا علينا ان نقف كثيرا حول مستوى الرياضة العراقية ومراجعة عمل الاتحادات الرياضية الاولمبية التي تتباكى ليل مع نهار بسبب قلة الدعم وهي لا تستطيع ان تقدم لنا لاعبا واحدا يستطيع ان يحقق ما حققه الرباع العراقي عبد الواحد عزيز أكثر من ستون عاما والذي أحرز الميدالية البرونزية في دورة ألعاب الأولمبياد في روما 1960 .
المكتب التنفيذي الحالي لا يتحمل نتائج العراق في الاولمبياد كونه جديد العهد ولكن عليه ان يعمل من الآن للمستقبل , لأن العراق يمتلك الدماء الواعدة في العديد من الالعاب التي من الممكن تطويرها وجعلها تنافس على مستوى العالم ولكنها هي بحاجة الى اهتمام حقيقي وليس شعارات … الختام سلام .