19 ديسمبر، 2024 10:24 ص

“بلال الحسن”.. من الصحفيين البارزين في صحافة الستينيات العربية

“بلال الحسن”.. من الصحفيين البارزين في صحافة الستينيات العربية

خاص: إعداد- سماح عادل

“بلال الحسن” هو كاتب صحفي فلسطيني مستقل، عاش في دمشق. عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الأسبق، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني. كان ناشطاً في اللجان والمؤتمرات المتعلقة بحق العودة.

حياته..

ولد “بلال محمد سعيد الحسن” في قرية إجزم في قضاء حيفا في 1939، ورحل مع عائلته إلى لبنان بعد النكبة الفلسطينية، ينحدر من عائلة فلسطينية عريقة فهو شقيق خالد الحسن منظر الثورة الفلسطينية الذي ترأس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية والذي عرف بعلاقته الخاصة مع قادة في الخليج ومع الملك الحسن الثاني، وهو شقيق الراحلين هاني الحسن وعلي الحسن، وهما أيضا من الشخصيات الفلسطينية المعروفة. كما أنه عم سعيد الحسن، منسق المؤتمر العام لنصرة القدس.

تنقل بين عواصم عديدة، بيروت، ودمشق، وتونس، والرباط. انتقد لاتفاق أوسلو، واهتم بالدفاع عن حق العودة للفلسطينيين، يعد من جيل الصحفيين الذين أسسوا الصحافة العربية الحديثة، وكتب مئات المقالات حول القضية الفلسطينية وحول قضايا عربية مختلفة.

الصحافة..

وله إسهامات هامة في تطوير الصحافة العربية وجعلها منصة للتفكير النقدي والتعبير السياسي، بدأ مسيرته في الصحافة في مجلة “الحرية” التي تصدرها حركة القوميين العرب من بيروت، ومن كتّابها الروائي غسان كنفاني. ثم أسس جريدة “السفير” اللبنانية في 1974، وهي من أهم الصحف في العالم العربي.

سنة 1982 وبعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان، غادر بيروت واستقر في دمشق، وزات نشاطاته الصحافية والسياسية. ثم إلى تونس ليشرف على تأسيس صحيفة “اليوم السابع”، وهي مجلة فلسطينية دعمت من قبل ياسر عرفات، وقد عرفت هذه الصحيفة بمشاركة نخبة من الكتّاب والأدباء والمفكرين العرب، مثل جوزيف سماحة، محمود درويش، إميل حبيبي، سميح القاسم، وغيرهم، وكان “بلال الحسن” رئيس تحريرها. بعد توقف صحيفة “اليوم السابع” سنة 1991، انتقل للعمل في صحيفة “الحياة” التي تصدر من لندن، ثم أصبح كاتباً في صحيفة “الشرق الأوسط”.

من كتبه..

  • قراءات في المشهد الفلسطيني: عن عرفات وأوسلو وحق العودة. 2008. المؤسسة العربية للدراسات والنشر. بيروت.
  • ثقافة الاستسلام. 2005. دار رياض الريس للكتب والنشر. بيروت.
  • الخداع الإسرائيلي رؤية فلسطينية لمفاوضات كامب ديفيد وتوابعها. 2003. المؤسسة العربية للدراسات والنشر. بيروت.

تألق..

في مقال بعنوان (عن أي بلال الحسن نكتب؟) كتب “معن بشور”: “أن يأتيك خبر رحيل الكاتب الكبير بلال الحسن في مهجره، الرابع أو الخامس في باريس بعد أن غيبّه عنا المرض لعدة سنوات، تحتار فيما تقوله عنه في لحظة وداعه.

تتحدث عن بلال الحسن الصحافي الكبير الذي عرفته أهم الصحف والمجلات العربية منذ ستينات القرن الماضي كـ «الحرية» و«المحرر» و«السفير» ثم «اليوم السابع» التي شكّلت في ثمانينات القرن الفائت واحدة من أهم المجلات العربية في المهجر والتي ضمّت بعض أبرز الكتّاب والصحفيين ناهيك عن كبار المبدعين والأدباء العرب، خصوصاً حين ضاقت بلادنا بأقلامهم المعبّرة، وحين ضاق الحكام بالرأي الآخر حتى ولو كان مفيداً لهم في إدارة شؤون بلادهم.

أم تتحدث عن بلال الحسن الكاتب الفلسطيني اليساري الذي جمع بين الموضوعية في التحليل والالتزام في الموقف، بين الصراحة في التعبير واعتماد المهنية في الأسلوب، فشقّ وهو الفلسطيني طريقه الصحفي بين أبناء أمته من منابر عدة في دمشق وبيروت وصولاً إلى باريس التي أراد من خلال إطلاق مؤسسة «الأندلس الجديد» لكي يجدّد أمجاد أمته عبر كلمات تخرج إلى النور بكل أسبوع في «اليوم السابع» من باريس”.

ويواصل التساؤل: “أم تتحدث عن بلال الحسن العروبي واليساري الذي نشأ في عائلة من المتميّزين المنتمين إلى مدارس فكرية وسياسية متنوعة من حركة الإخوان المسلمين التي كان شقيقه الراحل علي الحسن واحدا من وجوهها البارزة أو في حركة (فتح) التي كان الراحلان الكبيران خالد الحسن وهاني الحسن من قادتها المميّزين، فنشأ بلال في عائلة تجمع بين التنوّع الفكري والسياسي وبين فلسطين كبوصلة ما اختارها فلسطيني أو عربي، أو حرّ في العالم وأخطأ في خياره…

بلال المتفوّق في مهنته، المتألّق في مسيرته، الموضوعي في تحليلاته، والوحدوي في نهجه لم يكن مجرد قلم له شأنه في الصحافة العربية فحسب، بل كان مدرسة في الصحافة الملتزمة، وفي الالتزام الوطني والعربي والأممي”.

خلود..

وفي مقالة أخري بعنوان (بلال الحسن الذي لا يُنسى) كتب “معن البياري”: “لمّا تستعرض سيرة بلال الحسن، الذي تُوفّي أمس في باريس عن 85 عاماً، تلتقط فيها حسْماً أجراه لصالح الصحافي المهني وصاحب الرأي في شخصه، عندما استشعرَ أن ثمّة تنازعاً بين تطلّعه إلى أن يكون في هذه الصفة وصفته فاعلاً سياسياَ مشتغلاً في العمل السياسي الفلسطيني، التنظيمي منه خصوصاً، بعد أن وجَد، في أواخر عشرينيّاته ومطالع ثلاثينيّاته، أن مغادرته الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وكان عضواً في مكتبها السياسي مدّة قصيرة، بعد أن اختارها في الانشقاق عن الجبهة الشعبية (1969)، وكذا تركُه عضوية اللجنة التنفيذية لمنظّمة التحرير، فعلاً ضرورياً يتّسق مع عودته إلى مزاولة الصحافة التي يُريد، الصحافة التي في وُسعه أن يضيف ويُجدّد ويُبدع فيها، وهو الذي كان قد زاولها في منبرٍ حزبيٍّ، مجلة الحرية التي كانت تُصدرها في بيروت حركة القوميين العرب، قبل أن ينتقل إلى صحيفة المحرّر. وقد برز اسمُه، في تلك الأثناء، واحداً من الكفاءات الشابّة الواعدة في صحافة الستينيات العربية، البيروتيّة خصوصاً، مع رفاقه وأصدقائه الذين لمعوا لاحقاً، ومنهم طلال سلمان وغسّان كنفاني.

وجاء لافتاً أنه صار نائب رئيس تحرير “السفير” البيروتية، في بواكيرها وعند صدورها (1974)، وهو اللاجئ الثلاثيني الفلسطيني (مواليد حيفا)، وقد أدّت هذه الصحيفة دوْراً لا يُنسى، حتى توقّفها (ديسمبر/ كانون الأول 2016)، وزاوجت بين إيقاعها الصحافي الرفيع وأنفاسها العروبيّة”.

ويؤكد: “لا ينتسب صاحب هذه الكلمات إلى الجيل الذي عايش المراحل الأولى من مهنيّة بلال الحسن الإعلامية، غير أنه لا ينسى التجربة الأكثر تميّزاً في الصحافة العربية المهاجرة، مجلة اليوم السابع، والتي صدرت في باريس في أكتوبر/ تشرين الأول 1983 وتوقفت في مطالع 1991. ولا تزيّد في القول إن جيلنا مدينٌ لهذه المجلة التي ترأس تحريرَها الفقيد الكبير، لما توفّر فيها من حرفيةٍ عالية، وحس نقديٍّ ملحوظ، ومتابعاتٍ وإضاءات متنوّعة في السياسة والثقافة والفنون، اتّصفت برقي اللغة وأناقة العرض، فضلاً عن جماليات إخراجها وخطوطها (بأداء زميلنا إميل منعم ولمساته). ولئن يتذكّر المتابع من بين عدّة أسبوعياتٍ صدرت في باريس ولندن تميّز أولى أعداد “الوطن العربي”، في نهايات السبعينيات وبعض الثمانينيات، قبل أن تتراجع إلى مستوىً مؤسفٍ وبالغ الرثاثة، فإنه ليس منسيّاً أن “اليوم السابع”، بالذي كنّا نقرأه فيها لبلال الحسن ورفيقه مدير التحرير جوزف سماحة، ولأسماء لبنانية وفلسطينية ومغاربية (توفّي أخيراً منهم الناقد السينمائي التونسي خميس خيّاطي)، حافظت، حتى قرار ياسر عرفات وقفها (وهو الذي وفّر تمويلها) في لحظةٍ عربيةٍ حسّاسة (بعد غزو الكويت وقبل حرب تحريرها)، على سويّتها وأناقتها”.

“ثقافة الاستسلام”..

كتاب “ثقافة الاستسلام” ل”بلال الحسن” عمل نقدي يتناول موضوعات متعلقة بالسياسة والثقافة الفلسطينية، ويستعرض تأثيرات الاستسلام والتسوية على النضال الفلسطيني، يناقش في هذا الكتاب كيف أن بعض الاتجاهات والسياسات قد تؤدي إلى تراجع في مقاومة الاحتلال وتأثيرها على الثقافة الفلسطينية وتطلعات الشعب الفلسطيني.

الكتاب يعكس رؤية الحسن تجاه التحديات التي تواجه الفلسطينيين في ظل الظروف الراهنة ويعرض تحليلات حول كيف يمكن أن تؤثر سياسات الاستسلام على مستقبل القضية الفلسطينية.

وفاته..

توفي “بلال الحسن” يوم 8 آب/ أغسطس في 2024، في باريس عن عمر الخامسة والثمانين.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة