20 سبتمبر، 2024 12:59 ص
Search
Close this search box.

تنبيه الامة بين النائيني والسيستاني

تنبيه الامة بين النائيني والسيستاني

تعدد الادوار ووحدة الهدف هذا ما طرحه السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره بخصوص الادوار المختلفة لاهل البيت عليهم السلام لاجل هدف واحد ، هو بعينه اختلاف الادوار بين علمائنا الابرار لاجل هدف واحد.

قد يكون هنالك شبه في وضعية العراق بين ما كان عليه في بداية القرن الرابع عشر الهجري والقرن الخامس عشر الهجري ، الوضع السياسي في العراق متاثرا بالوضع السياسي في ايران بسبب مواقف العلماء من الاحداث ، وبسبب ذلك كان للشيخ محمد حسين النائيني ( 1276 ـ 1355) كتاب رائع هو تنبيه الامة وتنزيه الملة الذي شرح فيه طبيعة الامة الاسلامية وما هي واجباتها اتجاه الاستبداد السياسي والديني . واعتبر الاخير اخطر من الاول .، وكانت اولى معالجاته هو استنهاض الامة وتوعية الشعب ، وهذا ما اكد عليه السيد السيستاني في مرحلتنا الراهنة واستخدم ما هو متاح لديه من وسائل ( خطبة جمعة ، بيانات ، نصائح ) واكثرها اهمية هي النصائح التي اعتبرها نصيحة مجتمع حيث تناولت شرائح المجتمع المهمة عسكرية ( للمجاهدين ) ومهنية ( الاطباء ) وشبابية ، هذا ناهيكم عن اجوبة الاستفتاءات على ما يعترضنا من اشكالات .

لكن التاكيد على توعية الشعب فان الشيخ النائيني اكد عليه لانه المفتاح لتشكيل حكومة ترعى الثوابت الاسلامية وتحقق العدالة بين المجتمع ، فلا يمكن تحقيقها اذا كان المجتمع غارقا بجهله والاسوء الجهل المركب الذي اشار اليه كذلك .

يؤكد الشيخ النائيني على توعية الشعب قبل محاربة الطواغيت لانه يعلم ان النتائج تكون اذكاء الفتن ويصبح الظالم هو الافضل ، قال الامام علي عليه السلام ” وال ظلوم افضل من فتنة تدوم ” وهذا اليوم واقعنا ، كم من نداء للسيد السيستاني في توحيد الشعب العراقي وتوحيده يبدا من توحيد الكتل السياسية ولانها لم تتوحد وكل كتلة تبحث عن مصالحها النتيجة اصبح التغيير امر عسير ، لذا عقد الامل السيد السيستاني على المشاركة الواسعة في الانتخابات لانه يعلم علم اليقين ان الشعب العراقي اكتوى من هذه الكتل على امل انتخاب كتل مستقلة ، لكن التجاوب لم يكن بالشكل المطلوب .

تطرق الشيخ النائيني الى اسلوب الظالم في ذر الرماد بعيون الشعب وجعلهم يتوهمون بعد رحيله وانتشار الفتنة والفوضى بانه كان الافضل ،حيث اكد النائيني ان النظام الذي يفرضه الظالم على شعبه خصوصا واد الجريمة هو لضمان بقائه في الحكم والا فانه يمارس اسوء من الجريمة بشكل دستوري في مؤسساته .

وهذا هو وضعنا اليوم فهنالك من يرى ان الطاغية افضل من هؤلاء وهو واقعا افضل من بعض مظاهر الفوضى التي كان يمنعها الطاغية للحفاظ على كرسيه ويطبق نظامه بشكل انتقائي لمن يرغب ومن لا يرغب .

حاول السيد السيستاني عبر خطب الجمعة واللقاءات معه السياسيين والتواصل عبر وكلائه لان ينصحهم بان يغيروا من تصرفاتهم والقضاء على الفساد وتطبيق النظام الا ان المحاصصة اخذت ماخذها بينهم .

وكم من لقاء كان للشيخ عبد المهدي الكربلائي وللسيد احمد الصافي مع بعض مسؤولي السلطة يشخصون لهم اخطائهم وحتى ينتقدونهم بشدة لانهم لم يكونوا بالمستوى المطلوب .

وهو بعينه ما يؤكد عليه الشيخ النائيني بضرورة انتخاب الشرفاء وتعيين مجلس متخصص لمتابعة القوانين وتنفيذها وعدم التهور في اتخاذ القرار .

وتحدث كذلك عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فان لم نعمل به سيسلط علينا شرار القوم وهذا حالنا اليوم الذي دائما يؤكد عليه السيد السيستاني بضرورة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى لا يتسلط علينا الاشرار .

أحدث المقالات