18 نوفمبر، 2024 6:40 ص
Search
Close this search box.

لاتحرقوا علي دواي

لاتحرقوا علي دواي

“اغلبية سياسية “شعار طرحه الائتلاف الذي يتزعمه رئيس الحكومة المشلولة نوري المالكي،فتحت شهية الحديث عن شكل الحكومة المقبلة، كتل سياسية مثل الاحرار تسرعت ورشحت المحافظ النشط علي دواي رئيسا للوزراء ورفعت شعارا جميلا على الورق” حكومة خدمات لا ازمات”وآخرى مثل متحدون تسرعت هي الاخرى واجبرت مرشحيها على القسم بالقران الكريم على رفض ترشيح المالكي لولاية ثالثة وآخرى يحلو لها أن تقف على التل مثل التحالف الكردستاني الرابح الاكبر من تشتت القوائم العربية (الشيعية- السنية ) وتشظيها رافق ذلك اراء متطرفة وغريبة لبعض مراجع الدين على الرغم من اصرار مرجيعة السيد علي السيستاني التي تؤكد أنها لاتدعم اي قائمة سياسية على حساب قائمة اخرى.

المالكي وفريقه يعولون كثيرا على الاغلبية السياسية المريحة في البرلمان المقبلة، بينما منافسيه الراغبين باقصاءه من كرسي الرئاسة فهم لايراهنون الا على الائتلاف فيما بينهم على اجتثاثه من الحكومة المقبلة باي شكل من الاشكال وباي ثمن حتى وأن كان هذا الثمن عبر تدخلات اقليمية.

تبقى المعضلة الكبرى والخسارة الفادحة أن البرامج الانتخابية لكثير من الكتل المرشحة فقيرة الحديث عن بناء الدولة الديمقراطية التي اصبحت حلما اطاح به المشروع الطائفي وهي تختصر على الاطاحة بـالمالكي بل أن الحديث قليل عن مرحلة مابعد المالكي .

يفكر البعض بان الازمة في العراق ستنتهي حال وداع المالكي للقصر الرئاسي، لكنه يغض الطرف عن الاجواء التي تحيط بالعملية السياسية، العقل والمنطق يتفقان على أن رئيس الحكومة المقبل الذي سيخرج من الرحم التوافقي سواء كان علي دواي أو باقر الزبيدي أو احمد الجلبي أو حتى المالكي فلن يتعدى دوره اكثر من شرطي مرور ومنظم معاملات وسيكون ريبورت بيد هذه الكتلة وتلك وهذا البلد وذاك وسيستمر الموت الهائج الذي يستهدف العراقيين.

لايفهم من هذا الكلام أنه محاولة للدفاع عن المالكي أو جماعته أو ائتلافه أو اي جهة سياسية آخرى، لكن محاولة للتأكيد أن المشكلة في العراق هو النظام السياسي الذي يخلف نوابا راكعين وساجدين لقادة الكتل السياسية ويفرض كتلاً عرجاء مقيدة بسلاسل اقليمة لن تستطيع أن تقدم لنا شيئاً عملياً .
الحقيقة الثابته هي أن حوارات تشكيل الحكومة المنتظرة لن تكون سهلة على الاطلاق في حال حصلت الكتل السياسية على نتائج متقاربة وسنيعيد سيناريو الحكومات المشلولة (الحكومة الشراكة الوطنية – الوحدة الوطينة ) .

أن طرح اسم محافظ ميسان” العراقي “علي دواي في هذه المرحلة لعبة خاطئة قد تؤدي إلى حرقه، فلايحق للتيار أو لاي كتلة سياسية أن تتحدث في الوقت الحاضر عن شكل الحكومة المقبلة وهي لاتعرف كم ستحصل على المقاعد النيابية بل أن الانتخابات لم تجرّ حتى الان.

اشتياق عيون كتلة الاحرار لكرسي الرئاسة حق مشروع مادام الدستور يتيح للجميع العراقيين الترشح لهذا المنصب لكن ينبغي لها ان تحذر من ان تحرق علي دواي المحافظ فليس كل من ينجح في المحافظة يمكن أن ينجح برئاسة الوزراء، فالعرب تقول مثلها الشائع “لكل مهرة خيال” !

أحدث المقالات