خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
(الحرس الثوري) أحد أهم مؤسسات “الجمهورية الإيرانية”؛ حيث تظهر آثار هذا الجهاز “العسكري-الأمني” في جميع الساحات الإيرانية، بداية من الثقافة والسينما والبيئة؛ وحتى الاقتصاد والسياسة والمحاكم القضائية. بحسب تقرير أعده ونشره موقع (إيران واير).
لكن في الوقت نفسه؛ غير مسُّتعد للإجابة على شيء. ويُحاول (إيران واير) البحث في المجموعات العاملة تحت سلطة هذا المؤسسة القوية والسرية؛ حيث جمع للمرة الأولى المعلومات عن كل المجموعات الناشطة تحت (الحرس الثوري)، وتفاصيل تدخل هذه المؤسسة في المجالات المختلفة.
وحدة حماية المعلومات..
وحدات مركزية مستقلة؛ وخلت اللائحة التأسيسية لـ (الحرس الثوري)، من أي إشارة إلى هذه الوحدة، ولكن المادة (8) من قانون إنشاء “وزارة المخابرات”، نصّت على تشكيل: (وحدة حماية المعلومات بالحرس الثوري)، في شكل وحدة مركزية مستقلة تتبع الأركان المركزية لـ (الحرس الثوري).
ووفق القانون يشترط موافقة المرشد والقائد العام للقوات المسلحة، على حُكم القائد العام لـ (الحرس الثوري) بشأن تعيّين المسؤول عن هذه الوحدة. لكن في الواقع وبعد فحص القرارات الخاصة بتعيين مسؤول هذه الوحدة اتضح، موافقة المرشد فقط على مقترح القائد العام لـ (الحرس الثوري).
بدوره يشرف رئيس الوحدة على تعيّين الأفراد العاملين بعد موافقة نائب المرشد في (الحرس الثوري). وقد تعاقب على رئاسة هذه الوحدة؛ “محمد حسین نجات” و”علي سعیدي” و”أحمد وحیدي” و”مرتضی رضائي” و”غلام حسین رمضاني” و”محمد کاظمي”.
استخبارات “الحرس الثوري”..
وفق البند (واو) من المادة (14)؛ من لائحة تأسيس (الحرس الثوري)، يُكلف جهاز المخابرات بالمهام المنصوص المذكورة في القانون، ورُغم سكوت اللائحة عن تشكيل ومهام هذا الجهاز؛ فقد بدأت إدارة مخابرات (الحرس الثوري) عملها عام 1979م، تحت مسُّمى: (وحدة المعلومات والبحوث)، بهدف تجنيد العناصر لـ (الحرس الثوري) والصدام مع المعارضة.
ثم تغيّر المسُّمى إلى: (جهاز المعلومات) وبدأ العمل الاستخباراتي والأمني في نفس العام. ولم يُصدق البرلمان على قانون مستقل للجهاز؛ إلا أن المادة (6) من قانون تأسيس “وزارة المخابرات”، حددت مهام هذا الجهاز في جمع: “المعلومات العسكرية” و”الحصول على المعلومات الازمة من جهاز المخابرات قبل عمليات الضبط القضائي” و”إمداد وزارة المخابرات بالأخبار الأمنية”.
ووفق القانون رئيس (وحدة استخبارات الحرس الثوري)؛ هو عضو مجلس تنسّيق الشؤون التنفيذية بـ”جهاز المخابرات العامة”.
وتنص المادة (5) من هذا القانون؛ أن على (الحرس الثوري) إتباع: “نهج وزارة المخابرات العامة” فيما يخص التعامل مع أعداء الثورة في الداخل وغيرها من المهام المسُّندة إليه.
وقد شهدت الفترة: (1983-1984م) اندلاع الكثير من المواجهات سياسية والأمنية في الهيكل السياسي، وأصدر المرشد؛ آية الله “الخميني”، قرار بإسّناد الجزء الأكبر من (جهاز مخابرات الحرس الثوري) إلى “وزارة المخابرات العامة”.
مع هذا فقد تمكن (جهاز مخابرات الحرس الثوري) من استعادة مكانته السياسية والأمنية، لا سيما خلال فترة ما بعد الحرب مع “العراق”. ووفق المعلومات التي نشرها موقع (سجام نيوز)؛ عام 2014م، تعمل “إدارة فعالة” تحت مجموعات مخابرات (الحرس الثوري)، وتضم تحتها مجموعة من الإدارة باسم: (البيوت الآمنة)، تعمل على توفير أنظمة موازية لكل وزارة من خلال رصد أنشطة الوزارات الحكومية وتنفيذ عمليات تخريبية ضد هذه الوزارات.
وتعمل (البيوت الآمنة) تحت مسُّميات مثل المؤسسات الثقافية والعلمية والإعلامية.
جهاز الحراسات بـ”الحرس الثوري”..
يُكلف هذا الجهاز بحراسة المنشآت الحيوية، واجتماعات رؤساء السلطات الثلاث مع مرشد “الجمهورية الإيرانية”، والشخصيات رفيعة المستوى بالنظام، وكبار الضيوف، المطارات والرحلات الجوية.
ويضم الجهاز مجموعة من الوحدات على النحو التالي:
01 – (جيش أنصار المهدي): يتولى مهمة حراسة الشخصيات السياسية، والتنفيذية، والعسكرية رفيعة المستوى؛ سواءً داخل “إيران” أو خارجها، وكذلك تأمين المنشآت الحيوية.
وترجع جذور تأسيس هذا الجيش إلى قرار؛ آية الله “الخميني”، عام 1979م، والذي ينص على: “تكليف (الحرس الثوري) ورؤسائه بحراسة الشخصيات الثورية المهمة، ومراقبة التحركات المشبوهة”.
مع هذا يطلب المسؤولين استبدال (الحرس الثوري) بالقوات الشرطية، المكلفة بحراسة المسؤولين من الدرجة الوسطى.
02 – (جيش حماية الطيران): تشكل هذا الجيش عام 1984م، بقرار المرشد؛ آية الله “الخميني”، بهدف تسّكين وحدات من (الحرس الثوري) داخل المطارات، وتولي مسؤولية تأمين الرحلات الجوية، والتصدي للعمليات التخريبية، ومحاولات خطف الطائرات.
03 – (جيش ولي الأمر): هو نسُّخة مطورة من وحدات حراسة المرشد التي تشّكلت في العقد الأول للثورة بمكتب؛ آية الله “الخميني”، قبل أن تؤول مسؤولية هذا الجيش إلى (الحرس الثوري)؛ عام 1988م.
وتُشكل في البداية من عناصر (اللواء 66) المحمولة جوًا، و(جيش 6)؛ بـ (الحرس الثوري)، المسؤولان عن تنفيذ عمليات خارج الحدود.
وكان يشمل في البداية (04) وحدات رئيسة، قبل انفصال هذه الوحدات، وتكليف (جيش ولي الأمر) بالمحافظة على حياة المرشد فقط. ويُقدر عدد أفراد هذا الجيش بنحو: (12) ألف فرد.
قيادة الدفاع السيبراني لـ”الحرس الثوري” الإيراني..
تأسست عام 2013م، وتوصف بأنها منظمة أمنية في الفضاء المجازي، ومن أهم نشاطاتها: “الرصد والتحقيق في الجرائم الإرهابية، والتجسّسية، والاقتصادية، والاجتماعية في الفضاء المجازي”، و”مكافحة تدمير النظام الثقافي والاجتماعي للمجتمع”، و”رصد عمليات انتهاك وإهانة القيم الثورية”، و”تحسين أمن الفضاء الإلكتروني” و”إنتاج المحتوى”.
وينشط تحت هذه القيادة (مركز التحقيق في الجرائم المنظمة للدفاع السيبراني) و(موقع ﮔرداب).
ويتولى هذا المركز إدارة عدة مشاريع مثل (مضلين)؛ الذي كان يهدف إلى تحديد المواقع الإباحية وإغلاقها، ومشاريع (الفتنة العميقة) و(دارك ويب) و(مرصاد)؛ التي تُركز على مراقبة المواقع السياسية والثقافية المعارضة للنظام.