“قاسم محب علي” : لا يجب على إيران أن تلعب في أرض أعدتها إسرائيل !

“قاسم محب علي” : لا يجب على إيران أن تلعب في أرض أعدتها إسرائيل !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

يعيش الشرق الأوسط لحظات مُلتهبة قد تزج بأىٍ من دول المنطقة في حرب مكتملة الأركان، في حين يُطالب أغلب زعماء دول العالم، النظام الإيراني بضبط النفس.

والسؤال الأهم في ظل الظروف الراهنة؛ ماذا سيكون الفعل ورد الفعل الإيراني حيال التوتر المحتمل ؟..

تحدث المسؤولون الإيرانيون عن ردٍ حاسم على اغتيال السيد “إسماعيل هنية”؛ بداخل “طهران”.

في ظل هذه الظروف أعرب الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، عن أمله، في تراجع “إيران” عن تهديداتها. وفي ضوء هذه الأوضاع أدعت هيئة الإذاعة والتليفزيون الصهيونية، أن المراكز العسكرية ستكون عُرضة للانتقام الإيراني، وأن “إسرائيل” سوف ترد في حال تعرضت للهجوم من “إيران”، مع الحرص على ألا يُفضي الرد إلى حرب شاملة.

وفيما يلي أجرت صحيفة (آرمان ملي) الإيرانية؛ حوارًا مع: “قاسم محب علي”، محلل الشؤون الدولية، للحديث عن تداعيات الأجواء الإقليمية الملتهبة…

دراسة الرد الإيراني..

“آرمان ملي” : تصّاعدت مؤخرًا التكهنات حول طبيعة رد الفعل الإيراني على اغتيال “هنية” في “طهران”، كيف ترى هذا الرد بالنظر إلى موقف المسؤولين والأحداث الأخيرة ؟

“قاسم محب علي” : قُدرات “إيران” واضحة ولا تختلف كثيرًا عن الهجوم السابق على “إسرائيل”. وعليه؛ المتوقع أن يكون رد الفعل الإيراني على نفس المنوال ما لم يطرأ تغييّر على السياسات؛ بحيث تُفكر “إيران” في رد قوي على “إسرائيل”.

وتُجدر الإشارة إلى أنه في حال تسبب الهجوم الإيراني بقتل مدنيين إسرائيليين فقد تتغيّر الأوضاع لصالح الكيان.

المصالح الوطنية أولاً..

“آرمان ملي” : لو لم ترد “إيران” على اغتيال “هنية” فسوف تواجه الكثير من الأسئلة، ومن المحتمل في حال بادرت بالرد أن تواجه الكثير من المخاطر. ما هو أفضل قرار في ضوء ما تقدم ؟

“قاسم محب علي” : الدولة التي تتحرك في إطار العقلانية، تلتفت في المقام الأول للمصلحة الوطنية.

وبعض الدول تتحرك في ظل هكذا وضع بعاطفية، وتتخذ موقفًا يُحتم عليها القضاء على الطرف المقابل. في حين مثل هذا التوجهات لا تحظى بالاهتمام في العالم الآن؛ حيث تُقدم كل الحكومات المصالح الوطنية على أي شيء آخر.

وبلا شك من خطط ونفّذ عملية اغتيال “هنية”؛ في “طهران”، إنما يسّعى إلى جّر “إيران” لحرب إقليمية متكاملة.

من جهة أخرى؛ هل تصُّب هكذا حرب في صالح دول المنطقة: كـ”السعودية، وسورية، والأردن، واليمن، والعراق، ولبنان” وحتى “فلسطين” ؟.. اندلاع هكذا حرب بلا شك لا يصُّب في مصلحة “إيران” ولا دول المنطقة.

مع هذا فالمتطرفون في المنطقة أو “الولايات المتحدة الأميركية” الذين يتطلعون إلى هزيمة الديمقراطيين في الانتخابات المقبلة، يسّعون إلى اشعال فتيل الحرب.

وأنا أظن أنه لا يمكن تلبية مصالح “إيران” حال اندلاع حرب مكتملة الأركان، وأن الأفضل ألا تتبع “إيران” هكذا مسّلك. لا يجب على “إيران” أن تلعب في ملعب من تصميم “إسرائيل”، وأن تترفع عن القرارات العاطفية.

“بزشكيان” واحتمالية الحرب المتكاملة..

“آرمان ملي” : بعض المصادر تحدثت عن سّعي “إيران” لاستهداف مراكز عسكرية إسرائيلية. في حال حدث ذلك، من المحتمل أن ترد “إسرائيل”. في هذه الحالة هل تدخل “إيران” و”إسرائيل” مرحلة من التوتر والمواجهات المسُّلسلة ؟

“قاسم محب علي” : مسألة قدرة “إيران” على تحقيق أهدافها بالوسائل العسكرية أو الدبلوماسية تحتاج إلى دراسة دقيقة. ويتعين على صاحب القرار في “إيران” أن يُراعي جديًا تداعيات هذا القرار، والأهم لو تقوم “إيران” بإجراء وراح ضحيته مدنيين إسرائيليين، فالمحتمل أن تتعامل “إسرائيل” بالمثل، وفي ظل هذه الأجواء تزداد احتمالات اندلاع حرب شاكلة في المنطقة.

المسألة الأخرى ازدادت الآمال مع صعود الدكتور “مسعود بزشكيان”؛ إلى رئاسة الجمهورية، بقدرة الحكومة الرابعة عشر على التخلص من المشكلات من خلال اتباع سياسة التعامل والانفتاح على دول المنطقة والعالم؛ إذ يبدو أن المتشّددين في الداخل والخارج يريدون تغييّر مسار الحكومة وإفشالها لأنهم الرابح الوحيد من توريط “إيران” في حرب متكاملة، وهو ما يفرض على الرئيس الإيراني والمحيطين به عدم السماح بإدخال “إيران” في حرب.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة