خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
هل كان اغتيال “إسماعيل هنية”؛ بسبب اختراق، أم لابد من البحث عن جذور هذه العملية في جميع المجالات ؟.. سبب هذه السؤال في حالة من الغموض الكبيرة في الأوساط العامة، وبرزت الحاجة للبحث عن إجابة للسؤال. بحسب ما استهل “مهدي بيك أغلي”، تقريره التحليلي المنشور بصحيفة (اعتماد) الإيرانية.
وحجم التناقضات بخصوص هذا السؤال؛ كان بالقدر الذي تسبب في انعدام وجود صوت واضح وسيناريو واضح داخل البرلمان.
والحقيقة أن للنواب وجهات نظر مختلفة وأحيانًا متعارضة بخصوص جذور العملية؛ حيث تحدث بعضهم عن احتمال حدوث اختراق، وبالعكس أكد آخرون أن الحديث عن اختراق في النظام الأمني بلا فائدة.
وبالأمس تحدث؛ “أحمد بخشايش أدرستاني”، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان، في حوار مع موقع (ديده بان)، عن تلوث، واختراق في النظام الأمني للدولة، وتوقع أحد سيناريوهين.
ثم أعلن “إبراهيم رضائي”؛ المتحدث باسم لجنة الأمن القومي بالبرلمان الثاني عشر، أن اغتيال “هنية”؛ لم يكن نتيجة اختراق.
وبالنظر إلى أهمية الموضوع قصّدنا اثنين من الخبراء لاستطلاع آرائهم بهذا الشأن:
لابد من الكشف عن سلسلة الاختراق..
طرح “حشمت الله فلاحت پيشه”؛ عضو لجنة الأمن القومي الأسبق، زاوية مختلفة للموضوع وشّدد على ضرورة مكافحة تحركات العدو؛ وقال: “أعتقد أن السيناريو الأهم فيما يخص اغتيال (هنية)، والذي يسّتدعي الانتباه، هو سيناريو الاختراق ولابد من اخضاع هذا الموضوع للفحص الدقيق من المنظور التحليلي. وآمل أن السيناريوهات التي تقدم بها بعض الخبراء في وسائل الإعلام الراديكالية، لم تكن هربًا من تقديم إجابات. على كل حال لا توجد دولة على مستوى العالم ليس لها أعداء بقدر إيران، وانطلاقًا من حصول المؤسسات الأمنية والعسكرية على الميزانية الأكبر، تثور الكثير من الأسئلة حين يقع حادث اختراق”.
مضيفًا: “وللأسف فقد انتشرت في الإذاعة والتليفزيون الكثير من الفرضيات حول حادث اغتيال الشهيد (إسماعيل هنية)، تثير الحيرة وتخلق حالة من التداعيات النفسية في المجتمع؛ حيث يطرح البعض باستمرار فرضية الطائرات المُسّيرة. وبعض الأخبار تتحدث عن مشاركة مقاتلات، وبعض وسائل الإعلام الأجنبية تتحدث عن تفخيخ المبنى”.
لكن ما حدث هو عملية اغتيال في أكثر المناطق الإيرانية؛ (العاصمة)، تأمينًا، وهو ما تسبب في صدمة للرأي العام.
والآن يسعى بعض الأفراد والتيارات إلى إدخال البلاد في دوامة الانتقام سريعًا من خلال طرح مسائل تتعلق بحيثية الدولة، دون تقديم أدنى نقد لأداء الحكومة الثالثة عشر فيما يخص هذه المسألة. وتسعى الكثير من صحف اليمين إلى خلق حالة من الضغط تهدف إلى دخول البلاد سريعًا في مرحلة الانتقام، دون أن تطرح على الإطلاق الأسئلة عن أسباب عدم تقييم الجوانب الأمنية للقضية بدقة، وعدم الشفافية.
متابعًا: “وكان مسؤول بالحكومة الثالثة عشر قد أعلن بوضوح عن كشف وإحباط كل مجالات نفوذ الصهاينة في إيران، لكن الأحداث على غرار اغتيال الشهيد (هنية) تثبت وجود جيوب أمنية حتى الآن، الأمر الذي يستدعي اتخاذ إجراءات أساسية سريعة للقضاء عليها”.
لا توجد أدلة على وجود اختراق..
علق “سيد جواد حسيني كيا”؛ النائب البرلمان في البرلمان الثاني عشر، على مسألة وجود اختراق من عدمه بقوله: “انتشرت مؤخرًا التصريحات المختلفة بخصوص وجود اختراق فيما يخص اغتيال الشهيد (هنية)، لكن دون تقديم وثيقة أو مسّتند على ذلك. وقد أعلن المسؤولون المعنيون داخل البرلمان، عدم وجود اختراق في عملية الاغتيال. وبحسّب آراء وتصريحات المسؤولين الأمنيين والعسكريين، لا توجد أدلة على اختراق أجنبي في هذا الملف.
مضيفًا: “وعليه لا توجد ضرورة للتمسك بهذه المقولة. على كل حال أحيانًا يسيء العدو استغلال التكنولوجيا الحديثة ويرتكب الجرائم. وإيران قوية وسوف ترد بقوة على هذه الحركة الإرهابية، وسوف يتسم هذا الرد بالعقلانية وبما يخدم المصلحة الوطنية الإيرانية”.
مستدركًا: “ولا يجب أن نربط الأجواء الداخلية بنظرية تتعلق باحتمال وجود اختراق. والمسألة الأساسية هي اغتيال الصهاينة ضيف إيران؛ الشهيد (هنية)، وعلى إيران الرد على هذه الحركة. وبلا شك سوف ترد إيران بقوة كما حدث في المرات السابقة، وسوف تتغير الأوضاع لصالح إيران”.