خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
رصد “محمد إيماني”؛ في تقرير تحليلي نشرته صحيفة (كيهان) الإيرانية، عدة نقاط حاولت تغطية وقياس الأعمال الإرهابية الأخيرة التي قام بها “الكيان الصهيوني” ضد قادة “المقاومة” سواء في لبنان أو في قلب “طهران” باغتيالها الشهيد “إسماعيل هنية”..
01 – العمليات الإرهابية سهلة بقدر ما هي صعبة، وأبرز مثال على ذلك محاولة اغتيال؛ “دونالد ترامب”، دون تدخل أي أجهزة أجنبية، ورغم عمليات التأمين المُشّددة.
والجانب المهم في عملية اغيتال الشهيد؛ “إسماعيل هنية”، هو سّد الثغرات الأمنية، والأهم توجيه ضربات مؤلمة للمسؤولين عن العملية في عمق وجودهم.
02 – كيف ستُعاقب “إيران”؛ “الكيان الصهيوني” ؟
ثمة تكهنات كثيرة ومتنوعة، ومحُيرة بالنسبة للراصدين الصهاينة. والقضية الآن لم تُعد حول قدرة الصواريخ والمُسيّرات الإيرانية؛ (والمقاومة في لبنان واليمن والعراق وسورية)، على مناورة الرادارات والدفاعات الإسرائيلية، أو إرادة “إيران” وحلفاءها القيام بهكذا عمل من عدمه، لأن الإجابة ببساطة أجل، و”إيران” أثبتت ذلك برد صريح في نيسان/إبريل الماضي؛ حين ضربت قاعدتين عسكريتين ومركز تجسس في عمق الأراضي المحتلة.
وهذه العملية غير مسّبوقة على مدار العقود السبعة الماضية، وكانت قوية لدرجة أن وسائل الإعلام الغربية والعبرية تناولت العملية بالتحليل على مدار عدة أسابيع.
03 – تقدمت “إيران” حاليًا عدة خطوات عما كانت عليه قبل ثلاثة أشهر، وعقاب الصهاينة هذه المرة سيكون أكثر تركيب وتنوعيًا وإيلامًا.
فالصواريخ والمُسيّرات الإيرانية التي استهدفت “الكيان الصهيوني”؛ في نيسان/إبريل الماضي، خرجت من عدة مدن إيرانية، واستهدفت نطاق ضيق؛ (حدود فلسطين المحتلة الشرقية/ عند (60) درجة بحد أقصى)، لكن “الكيان الصهيوني” يواجه حاليًا تهديدًا بنطاق: (360) درجة، ولن يستشعر الصهاينة الأمن في أي اتجاه؛ (شمال، وجنوب، وغرب البحر الأبيض المتوسط).
وقد نجحت مُسيّرات (حزب الله) و(أنصار الله)؛ على مدار الأشهر الأخيرة، من اختراق الأراضي المحتلة.
وكان (حزب الله) قد نشر قبل عشرة أيام، صور اختراق مُسيّرة (هدد-3) سماء “الجيل وحيفا”، وصورت ضمن مسافة طويلة، الشوارع والمنشآت والمناطق العسكرية. جاء هذا الاختراق الناجح؛ بينما كانت “إسرائيل” في ذورة التأهب. وجرى خلال هذه العملية أيضًا تصوير قاعدة (رماة داود) على مسافة: (50) كيلومتر من الحدود اللبنانية.
04 – والأهم من عدة جهات، كان عملية هجوم “المقاومة اليمنية”؛ قبل نحو أسبوعين، على “تل أبيب” بمُسيّرة، حتى أن وسائل الإعلام الصهيونية ذكرت في تقاريرها، أن: “مُسيّرة إيرانية متطورة، حلقت بسرعة: (100) عقدة مدة (16) ساعة، ودخلت تل أبيب عن طريق الفضاء البحري”.
والآن تُحيط المخاطر بـ”إسرائيل” بنطاق: (360) درجة. والمُسيّرة الهجومية التي أسفرت عن مصرع وإصابة: (12) على الأقل في “تل أبيب”، هاجمت مبنى على مسافة: (100) متر من مقر السفارة الأميركية؛ وعلى مقربة من مجمع (كريا) الأمني-السياسي، حيث المؤسسات العسكرية والأمنية والسياسية الهامة.
وعقب الهجوم ذكرت وسائل إعلام صهيونية: “تمكنت مُسيّرة عملاقة تطير على ارتفاع منخفض قادمة من ناحية البحر؛ من الوصول إلى تل أبيب، وضربت منطقة بالغة الحساسية في شارع (بن يهودا)”.
وأعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية أن: “المقاومة ضربت هدفًا مهمًا في تل أبيب بطائرة مُسيّرة جديدة تحمل اسم (يافا) قادرة على تجاوز المنظومات الاعتراضية ولا تستطيع الرادارات اكتشافها”.
05 – تجاوزت الصواريخ والمُسيّرات الإيرانية بعيدة المدى وعالية الدقة اختبارها بنجاح، ومؤكد ستكون جزءًا من خيارات الهجوم.
لكن ربما لا تقتصّر الخيارات على نموذجين أو ثلاثة من الصواريخ والمُسيّرات التي أطلقت من مسافة: (1500) كيلومتر، من جهة واحدة (أعني إيران). والطبيعي أن تكون العمليات الانتقامية هذه المرة أكثر تنوعًا، وتفرقًا، وغير قابلة للتبع، سواءً من بعيد أو من قريب.
والضربات الأكثر إيلامًا هي القاضية التي تكون من مسافة أقرب. واطلاق الصواريخ الفوق صوتية التي لا تتعارض والمفاجأة في عمق الأراضي المحتلة يمكن أن يؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة.
والاختلاف الآخر أن عمليات نيسان/إبريل الماضي؛ استهدفت عدة قواعد خارج المدن الصهيونية، لكن هذه المرة ستكون مناطق في العمق مثل “تل أبيب وحيفا” وغيرها من المراكز الاستراتيجية، لا سيما محل إقامة بعض المسؤولين المتهمين بالتورط في الجريمة الأخيرة جزءًا من الأهداف.
كذلك وعلاوة على الخسائر الاستراتيجية، يجب أن تراعي العمليات الخاصة ايقاع خسائر بشرية مؤلمة.
ومن الأهداف الانتقامية على قائمة العقوبة، سفن “الكيان الصهيوني” التي تضطر للسفر من “المحيط الهندي” حتى “البحر الأبيض”، وستكون الآن عرضة باستهدافها للغرق وهدفًا لهجمات قاتلة.
ولن يكون الاقتصاد الإسرائيلي بمنأى عن العمليات الانتقامية. وقد أوقفت شركات الطيرات الأوروبية والأميركية؛ منذ الآن (رغم عدم انطلاق العمليات) رحلاتها إلى الأراضي المحتلة.