24 نوفمبر، 2024 10:01 ص
Search
Close this search box.

أضاءة عن مولد رسول الأسلام

أضاءة عن مولد رسول الأسلام

هذا البحث المختصر ، هو غوص مثير ، في عمق تاريخ مولد الرسول ، وما به من تقاطعات وأساطير ، وهو أضافة متواضعة لزمن الحدث . وسيكون البحث مقسم لثلاث محاور : يوم مولد الرسول ، ومن ثم الشهر ، وأخيرا السنة .

الموضوع :                                                                                                                              1 . يوم مولد الرسول : من موقع / مركز الأشعاع الأسلامي ، يشير أن ” الرسول المصطفى ولد ، يوم الجمعة ، 17 من شهر ربيع الأول من عام الفيل ، و بعد ( 55 ) يوما من هلاك أصحاب الفيل ( عام 570 أو 571 ميلادي ) .” .                                             ولكن في مصدر ثان وهو موقع / موضوع ، هناك رأيا أخرا ، فيبين ” أن الرسول ولد في 12 من شهر ربيع الأول ، في يوم الاثنين من عام الفيل ، سنة 571 م ” . ويُعد هذا الحدث من الأحداث الثابتة في القرآن الكريم ، حيث قال تعالى : ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ / سورة الفيل ) ” .

ومن  مصدر أخر ، وهو موقع / طريق الأسلام ، هناك روايات اخرى ليوم مولد الرسول { قيل : وُلِد في 2 من ربيع الأول . وهذا قول ابن عبدالبر ؛ لرواية الواقدي عن أبي معشر نجيح بن عبدالرحمن المدني . وقيل : في 8 من ربيع الأول . وهذا قول ابن حزم  .. ورجَّحه الحافظ أبو الخطاب ابن دِحْيَة في كتابه : ( التنوير في مولد البشير النذير ) . وبه قال أكثر أهل الحديث ومَن لديه دراية بهذا الشأن .. وقيل : في 9 من ربيع الأول . ومعتمد هذا القول على تحقيق بعض علماء الفلك .  وقيل : وُلِد في 10 من ربيع الأول . وهو مرويٌّ عن الشعبي وأبي جعفر الباقر .. } ، وهناك أقوال أخرى .

* أذن هناك خلاف في روايات يوم الولادة ، ولكنهم متفقون على شهر ربيع الأول ، فمنهم من قال ” ولد في 2 ، 8 ، 9 ، 10 ، 12 و 17 .. والفقهاء يرقعون تلك الفروقات ، بان الحدث مضى عليه أكثر من 14 قرنا ، وليس من توثيق في ذلك .

2 . الشهر الذي ولد به الرسول : هناك روايات كثيرة بهذا الصدد ، منها { فالعلماء اختلفوا في الشهر الذي وُلِد فيه النبي . فقيل : وُلِد في شهر رمضان . وهو قول الزبير بن بكَّار ؛ بناءً على أن أوَّل نزول الوحي كان في رمضان بلا خلاف ، وكان ذلك على رأس أربعين سنة من عمره ، فيكون مولدُه في رمضان . وقيل : وُلِد في شهر ربيع الآخر . وقيل : وُلِد في شهر رجب . وقيل : وُلِد في شهر صفر . وقيل : وُلِد في شهر ربيع الأول – وهم الجمهور .. / نقل من موقع طريق الأسلام} .

 

3 . السنة التي ولد بها الرسول : رجوعا الى سنة ميلاد الرسول ، التي تقول المصادر أنه ولد في عام الفيل ، ولكن وجدنا مصادر أخرى تقول غير ذلك منها ، منها ما ورد في موقع / الأسلام سؤال وجواب – منقول من ” السيرة النبوية الصحيحة  ” (1 / 97 ) قال الدكتور أكرم ضياء العمري { والحق : أن الروايات المخالفة كلها معلولة الأسانيد ، وهي تفيد أن مولده بعد الفيل ب 10سنوات ، أو 23 سنة ، أو 40 سنة ، وقد ذهب معظم العلماء إلى القول بمولده عام الفيل .} .  

أما موقع / أسلام أون لاين ، فيذهب بعيدا بخبر مولد الرسول ، حيث يبين الأتي { على أنه قيل : إن مولده بعد عام الفيل ب 10 سنين ، أو 32 سنة ، أو 30 سنة ، أو 40 سنة ، وقيل : قبل عام الفيل ب 15 سنة ، وقيل أقوال أخرى مفصلة في كتب المواليد وكلها غير معتمدة . وإن كان المشهور : أنه بعده بخمسين يوما أو أربعين } ! .                                   * وحول تعدد روايات مولد الرسول الغير منطقية ، يقول د .محمد الطيب النجار / من ذات الموقع السابق : { ولعل السر في هذا الخلاف أنه حينما ولد محمد ، لم يكن أحد يتوقع له مثل هذا الخطر ، ومن أجل ذلك لم تتسلط عليه الأضواء منذ فجر حياته ، فلما أذِن الله أن يبلغ الرسول دعوته بعد أربعين سنة من ميلاده : أخذ الناس يسترجعون الذكريات .. } .                              * ولكن هذه الرواية تتقاطع مع ما روي في السيرة النبوية عن المعجزات التي حدثت يوم مولده ، التي لا يمكن أن تنسى من قبل المجتمع القبلي : { وفى ​​ليلة مولده انشق إيوان كِسرى حتى سمع صوته ، وسقطت منه 14 شرفة ، وخمدت نار فارس التي كانوا يعبدونها ، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام بل كانت تضرم ليلًا ونهارًا . وغاضت بحيرة “ساوة”وكانت بحيرة عظيمة في مملكة عراق العجم بين “همذان” و”قم” ، فأصبحت ليلة مولده ناشفة يابسة وبني في موضعها مدينة ساوة } . * وخوارق مولد محمد ، غير مؤكدة ! ، لأنها مجرد خيال أسطوري من صنع الفقهاء والمحدثين والمفسرين .

أضاءة :                                                                                                                                  * الموروث الأسلامي متناقض غير موثق ، كل فقيه أو مفسر ، يسرد تاريخا على هواه ، فأذا سلمنا جدلا بأن الأختلاف في يوم مولده ، ممكن التوافق عليه ! ، لأنه بالأيام ، ولكن كيف الأمر بالنسبة للشهر الذي ولد به محمد ، الذي أفاد به الفقهاء ( بين شهر رمضان ، رجب ، صفر ، ربيع الأول أو ربيع الأخر ..) ولكن الذي يثير الأنتباه هو سنة مولده ، وبالرغم من أن الأغلبية قالت عام الفيل ، ولكن البعض نفى ذلك وقال ( إن مولده بعد عام الفيل ب 10 سنين ، أو 23 سنة ، أو 30 سنة ، أو 40 سنة ، وقيل قبل عام الفيل ب 15 سنة ..) أذن مولد محمد غير متفق عليه لا في اليوم ولا في الشهر ولا في السنة. * وبالرغم من خيال وأسطرة الفقهاء حول الخوارق التي حدثت يوم مولد محمد ، ولكن لم يستطيعوا أن يحددوا يوم مولده . * وقد رقع الفقهاء ، عدم الأتفاق على مولد محمد ، بأنه أمرا ليس ذا أهمية ، ومن موقع / أسلام ويب ، أنقل { قال محمد الغزالي في “فقه السيرة” لم يمكن المؤرخين تحديد اليوم والشهر والعام الذي ولد فيه على وجه الدقة ، وتحديد يوم الميلاد لا يرتبط به من الناحية الإسلامية شيء ذو بال ؟ فالأحفال التي تقام لهذه المناسبة تقليد دنيوي لا صلة له بالشريعة } .

خاتمة :                                                                                                                                                1 . أن كل ما ذكرت من وقائع وأحداث وشواهد في جانب ، والأشكال الأعظم ، هو : عدم حدوثواقعة أبرهة الحبشي وهدم الكعبة ، والتي نسبت سنة مولد محمد بها ” عام الفيل ” ، وأنقل في التالي ملخصا عن مقابلة للكاتب العراقي د . فاضل الربيعي – وهي منشورة على موقع (CNN) ، الذي نفى واقعة أبرهة الحبشي { أثار الربيعي ، تفاعلا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ، بعد تصريحات قال فيها : إنه لا توجد أدلة على قيام أبرهة الحبشي بغزو الكعبة وفقا لما تم تناقله تاريخيا .. الزعم أن أبرهة الحبشي غزا مكة ، لا أصل له لأنه طبقا للنقوش التي تركها أبرهة الحبشي في اليمن بما في ذلك النقوش التي تركها على سد مأرب .. كان ( الحبشي ) رجلا مسيحيا ولم يكن وثنيا ، الأمر الآخر ، أن أبرهة توفي عام 535 م وليس 570 م كما يزعم المؤرخون القدماء وأنه قد غزا الكعبة في هذا الوقت ، هناك 35 سنة فرق } .                                                                                                                                    2 . أذن وفق السند التاريخي والتحليل المنطقي للوقائع والأحداث ، أنه لا يوجد غزو للكعبة عام 570 م ، لأن الغازي / أبرهة ، كان قد توفى قبل ذلك الحدث ب 35 سنة ، وهذا الأمر جلل ، لأنه يقاطع أيضا الآية التالية من سورة الفيل ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ..) ! ويلغي مولد محمد بعام الفيل الذي أجمع عليه الجمهور . لعدم حدوث الواقعة أصلا ! .                                                                                                               أخيرا أترك للقارئ العقلاني – مع هذه التناقضات والتقاطعاتوالأساطير، أن يقرر أي تاريخ يراه مناسبا بشأن مولد محمد .

أحدث المقالات

أحدث المقالات