18 ديسمبر، 2024 8:59 م

قصر الامارة … شاهد على الطف

قصر الامارة … شاهد على الطف

ونحن نعيش أيام المصيبة العظمى التي المت بالإسلام وهي شهادة سيد شباب اهل الجنة سبط رسول الله (ص) الامام الحسين (ع) واهل بيته واصحابه في معركة الطف الخالدة حري بنا استذكار كل ما يمت لهذه المأساة بصلة ولعل من اهم ما يتعلق بهذه الفاجعة هو الأدلة التاريخية على حدوث تلك النكبة خصوصا ان هناك من يحاول التشويش عليها او نقل صورة مغايرة او غير حقيقية عنها او إضافة أمور ليست فيها ولعل من اهم الشواهد على حدوث تلك الفاجعة هو الاثار التي بقيت من مسرح الجريمة وهنا يواجهنا اهم شاهد في هذا المضمار وهو قصر الامارة وهو معلم يجاور مسجد الكوفة المعظم ودار الامام علي عليه السلام الذي بقيت معالمه شاخصة شامخة ليومنا هذا، وحين قدم الامام علي عليه السلام الى الكوفة رفض الاقامة في دار الامارة هذا لسعته وكثرة مرافقه وفخامته قائلا: انها دار الخبال وجاء في كتب التاريخ أن عبد الملك بن مروان الأموي جلس ووضع رأس مصعب بن الزبير بين يديه، فقال له عبد الملك بن عمير: “يا أمير المؤمنين، جلستُ أنا وعبيد الله بن زياد في هذا المجلس ورأس الحسين بن علي بين يديه، ثم جلستُ أنا والمختار بن أبي عبيدة فإذا رأس عبيد الله بن زياد بين يديه، ثم جلستُ أنا ومصعب هذا فإذا رأس المختار بين يديه، ثم جلستُ مع أمير المؤمنين فإذا رأس مصعب بين يديه، وأنا أعيذ أمير المؤمنين من شر هذا المجلس. فارتعد عبد الملك فرقا وخوفا وقام من فوره وأمر بهدم القصر . وهذا المكان أوضح مصداق على حدوث تلك الجريمة النكراء وفيه المواقف التي وقفت بها سبايا ال محمد وما حدث بينهم وبينه الطاغية عبيد الله بن زياد وكيف تصدت له عقيلة الهاشميين والجمته ومع ذلك نرى ان هناك تقصيرا واضحا في اظهار هذا الشاهد وهذا القصر ليكون امام الجميع وليستذكر محبو ال محمد (عليهم السلام) ما حدث فيه وماجرت الدنيا على ذرية رسول الله (ص) .