طيلة مدة احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الامريكية في 20 آذار 2003، كان الشعب العراقي ضحايا لا حول لهم لنظام دكتاتوري تحمل الثمن الأكبر لهذا الغزو، حيث خسر اكثر من نصف مليون شخص حياتهم بحسب احصائيات دولية رسمية، وكلف البلد مليارات الدولارات، بالإضافة الى نشر الفساد والإنحلال بين افراد المجتمع العراقي .
وتشير التقارير الصادرة عن منظمات حقوق الأنسان الدولية، ان بعد بدء العمليات العسكريّة بوقت قصير ظهرت أدلّة على حصول انتهاكات لقوانين الحرب من قبل القوات الأمريكية
التي القت آلاف الذخائر العنقودية العشوائية على مناطق مأهولة بالسكان، وشنت غارات جوية عشوائية أسهمت بقتل مدنيين، وعرضت أيضا القوات الأمريكية المحتجزين في معتقل أبو غريب وهم عراة يشهدون اقسى انواع التعذيب، بما في ذلك الانتهاكات الجنسية .
ولا يخفى على أحد بعد الأحتلال الأمريكي للعراق سرعان ما برز تنظيم القاعدة الذي طبق سياسة الطائفية قبل أن يتحول إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) المدعوم من قبل الولايات المتحدة الامريكية الذي استولى على مناطق شاسعة من العراق، وارتكب جرائم حرب وجرائم ابادة جماعية .
والغريب بالموضوع ان بعد كل ما ارتكبته قوات الاحتلال الأمريكي في العراق من جرائم ضد الإنسانية تصر الحكومات العراقية المتعاقبة تسمية قوات الاحتلال بالقوات الصديقة !!، وتعيش كذبة انسحاب القوات الأمريكية من العراق بموجب الاتفاقية الاستراتيجية !!، حتى جاء تصريح وزارة الخارجية الأمريكية اليوم:”نحن من يملك قرار الانسحاب او البقاء في العراق ونقدر ذلك بحسب مصلحتنا فقط ولا علاقة للحكومة العراقية بذلك”.
تصريح الخارجية الأمريكية خطير جدا ويضع الحكومة العراقية بموقف محرج بتعاملها مع هذا التصريح وعن اجراءها مع القوات الأمريكية في العراق، وربما الشعب العراقي ينتظر موقف رسمي من الحكومة وأصحاب القرار .