22 نوفمبر، 2024 6:17 م
Search
Close this search box.

دروس من مرحلة الوقار ومشيب الرأس

دروس من مرحلة الوقار ومشيب الرأس

ماذا لو عاد بنا العمر الى مرحلة الشباب؟؟ وماذا لو عادت الدنيا الى الوراء ثلاثة او اربعة عقود مضت.. ماذا كنا نفعل حينها عندما عرفنا في المرحلة العمرية التي تجاوزنا بها الخمسينات والستينات من اعمارنا ان هناك هفوات كثيرة واخطاء كان لابد لنا ان نتجاوزها حتى لا نقع بين الندامة وبين الملامة أحياناً مع عوائلنا..
هل تأكدنا ان كثير من الامور الحياتية التي كانت تصادفنا هي مجرد وهم وعالم خيالي…
وهل باستطاعتنا ان ندافع عن انفسنا امام الباطل وان نقول للعالم اجمع اننا على حق حتى وان كانت هناك عواقب وخيمة…
الكثير من التساؤلات يطرحها اليوم رجل تجاوز مراحل المراهقة وترك الامنيات المريضة والتفكير في ما يسمى ضمان المستقبل…
رجل وصل في قناعته الى ترك الامور على طبيعتها وعدم المساس او ازعاج الغير في امورهم الخاصة او مجرد الخصام مع اي شخص كان….
اليوم تعيد لنا الدنيا شريط الماضي فتزعجنا بعض المراحل والحالات والامور التي كنا نتصرف بها في مرحلة المراهقة وربما مرحله النضوج والتي كانت تتطلب منا الجشع والتفكير في جمع المال حتى وان كان على حساب الاخرين….
هل يستطيع اليوم شبابنا ان يبني حياته حياة صحيحة ويستفاد من الدروس والاخطاء التي مر به ابائه واجداده لقد كنا نعيش في عالم الممنوع والذي ثبت انه صحيح وليس عليه اي شائبة تذكر….وعالم المسموح والذي تبين انه جزء من الطبيعة الحياتية ولايتطلب امره التفكير به..
لقد كنا نخاف من اشياء اتضح لنا ومع مرور الزمن انها غير مخيفة وربما كنا نجازف مع انفسنا على اشياء لا تستحق تلك المجازفة…
حتى البساطة التي كنا نعيشها كانت فيها اخطاء كثيره لو عاد بها الزمن لقمنا بتصحيح الكثير منها.
الظروف الجوية للطبيعة التي كنا نعيش معها وتتحكم فينا حسب مناخها ونتعرض من خلالها للمرض وتحمل الآلام  تبين لنا فيما بعد باننا يمكن تجنب كل صعابها من خلال الوقاية منها فقط…
الكثير من الامور التي كنا نخاف منها ونبتعد عنها مجاملة او حياء تبينت انها اوهام وان تحقيقها من عدمه غير ضروري….
اصدقاء كثيرون ضحوا بحياتهم من اجل قوانين تعسفية لو عاد بها الوقت لما تكررت..
اشخاص كنا نعتبرهم من اكابر القوم بقوتهم وسطوتهم اتضح لنا انهم فراغ زمني فرضته الدنيا علينا نتيجة ظروف معينة….
ظروف وفرص كثيرة لم نستغلها وتركناها بسبب العجز اوربما الحياء  واحيانا بسبب طيبة القلب او المدح والثناء المفرط  ولو قمنا باستغلالها لأصبحنا اليوم بحال افضل مما نحن عليه…
ماذا لو عادت الدنيا بنا فهل سوف نختار نفس الاصدقاء  ونبقى في نفس دوارة الحياة وهل سوف نختار نفس النساء الموجودة معنا حاليا  بحجة القسمة والنصيب..
هل احسنا تربية عوائلنا ام كان هناك تقصير في مجال معين باستطاعتنا تغييره…وهل كانت تربيتنا لأبنائنا مرنة جداً ام قاسية وهل نجح دلالنا لهم ام قساوتنا معهم…..
هل ترافقنا الندامة احيانا على عمل خير قمنا به مع اشخاص ربما مقربون لنا ولكن ومع مرور الوقت تبين انهم غير اوفياء وكل علاقاتهم كانت مجرد لمصالحهم الخاصة….
اسئلة كثيرة اتركها للقارئ الكريم يجيب بها نفسه وبدون مجاملة لان الزمن قد عض انيابه معه وربما يتحفظ على كثير من اموره الخاصة والعامة من باب الشعور بالفرح  او باب الحسرة الطويلة والندامة الدائمة……

أحدث المقالات