19 ديسمبر، 2024 1:07 م

“بن افليك”.. أصغر كاتب يفوز بجائزة أوسكار لكتابة السيناريو

“بن افليك”.. أصغر كاتب يفوز بجائزة أوسكار لكتابة السيناريو

خاص: إعداد- سماح عادل

“بن افليك” ممثل، ومخرج، وكاتب سيناريو أمريكي. حصل علي جائزتا أوسكار وثلاث جوائز غولدن غلوب.

حياته..

وُلد في 15 أغسطس 1972 في بِيركيلي، كاليفورنيا. انتقلت أسرته إلى ماساتشوستس في الثالثة من عمره، وعاش في فالموث وولد أخوه كيسي، ثم انتقل إلى كامبريدج. والدته كريستوفر آن «كريس» معلمة ابتدائية خريجة هارفارد. ووالده تيموثي بايرز أفليك، كاتب مسرحيات طموح، وعاطل عن العمل في الغالب عمل أحيانا كهربائيًا، ونجارا، وميكانيكي سيارات، ووكيل مراهنات، ونادلا، وحاجبا في هارفرد. في منتصف ستينيات القرن الفائت، عمل ممثِلا ومديرا مسرحيًّا في شركة مسرح بوسطن. عانى والده من إدمان كحوليات، وقال عنه أفليك أنه كان «يشرب طوال اليوم… كل يوم». وأنه كان «صعبا جدا»، وشعر أفليك بـارتياح حين انفصل والداه وهو في الثانية عشرة، وخرج والده من منزل العائلة.

واصل والده إدمان الخمر، حتى أصبح متشرد وقضى عامين في شوارع كامبريدج، ثم التحق بمؤسسة إعادة تأهيل في إنديو بكاليفورنيا حين كان أفليك في السادسة عشرة، وعاش فيها 12 سنة ليعمل مرشدا للمدمنين.

نشأ أفليك في أسرة ليبرالية ونشيطة سياسيًّا. وعادة ما حضرا عروضا مسرحية مع والدتهما، ودعما لعمل أفلامهما المنزلية الخاصة. وقاما بلعب أدوار في إعلانات محلية وأفلام، فقد كانت والدتهما صديقة لمدير توزيع أدوار في كامبريدج. ولعب أفليك أول أدواره الاحترافية وهو السابعة. ادَخرت والدته ما كان يكسبه في صندوق ائتماني جامعي، حالمة انه سيكون معلما، معتقدة إن مجال التمثيل غير آمن.

كان “ديفيد ويلر” صديقًا لوالدته، ووتولي مهمة تدريب أفليك على التمثيل، وكان يصفه بأنه «شديد الذكاء والفضول». لما بلغ 13 عاما، صوَر برنامجا تليفزيونيا للأطفال في المكسيك، وأخذ يطوف البلد مع أمه وأخيه، كما تعلم التحدث باللغة الإسبانية خلال عام.

التحق أفليك بمدرسة كامبريدج رندج الثانوية واللاتينية، ومثَّل في مسرحها، وألهمه معلم الدراما “غيري سبيكا”. وأصبح صديقا حميميا لزميله “مات ديمون”، والذي تعرف عليه منذ عمر الثامنة من عمره. وكان ديمون أكبر من أفليك بعامين، وكان لديهما اهتمامات مشتركة ويسعيان وراء التمثيل. سافر الصديقان إلى نيويورك معًا لإجراء اختبارات أداء ووفرا المال لتذاكر القطار والطيران في حساب مصرفي مشترك. بالرغم من أن أفليك حصل على علامات مرتفعة في اختبار سات، إلا أنه كان طالبًا بدون تركيز إلى حد كبير مع حضور ضعيف. أمضى بضعة أشهر يدرس اللغة الإسبانية في جامعة فيرمونت، والتي اختارها لقربها من صديقته وقتها، لكنه تركها بعد أن أُصيب بكسر في وركه أثناء لعب كرة السلة. انتقل إلى لوس أنجلوس في عمر الـ18، حيث درس شؤون الشرق الأوسط في كلية أوكسيدنتال لمدة عام ونصف.

التمثيل..

مثل أفليك احترافيا طوال فترة طفولته، يقول «ليس بمعنى أنه لدي أمًا أرادت أن تأخذني إلى هوليوود أو عائلة أرادت كسب المال مني. لقد صادفت شيئاً ما» ظهر أفليك لأول مرة، في سن السابعة، في فيلم مستقل، النهاية المظلمة للشارع (1981)، إخراج صديق العائلة، جان إغليسون. جاءت أكبر نجاحاته كممثل طفل عندما ظهر في مسلسل بي بي إس للأطفال رحلة الميمي (1984) والرحلة الثانية للميمي (1988)، واللذان تم إنتاجهما لصفوف العلوم في الصف السادس. عمل أفليك «بشكل مُتقطع» على ميمي من سن الثامنة إلى الخامسة عشر في كل من ماساتشوستس والمكسيك. عندما كان مراهقًا، ظهر في مسلسل إيه بي سي الخاص بعد المدرسة، حلقة «مطلوب: رجل مثالي» (1986)، والفيلم التلفزيوني يد غريب (1987)، وإعلان برغر كينغ في عام 1989.

بعد المدرسة الثانوية، انتقل أفليك لفترة وجيزة إلى نيويورك بحثًا عن عمل تمثيلي. لاحقًا، وأثناء دراسته في كلية أوكسيدنتال في لوس أنجلوس، أخرج أفليك أفلاما للطلاب. كممثل، كان لديه سلسلة من «الأدوار الضاربة، واحد إلى الذي يليه». لعب دور ابن باتريك دافي في الفيلم التلفزيوني أبي (1991)، وظهر كضيف شرف كلاعب كرة سلة في فيلم بافي قاتلة مصاصي الدماء (1992)، ولعب دور مساعد كطالب في المدرسة الإعدادية في فيلم علاقات المدرسة (1992). لعب دور كوارترباك بالمدرسة الثانوية في المسلسل التلفزيوني لشبكة إن بي سي ضد التيار (1993) ولاعب كرة قدم بالمدرسة الثانوية يُسيئ استخدام الستيرويد في حلقة من مسلسل قصص حياة: عائلات في أزمة بعنوان «جسد للموت من أجله: قصة آرون هنري» (1994). كان أبرز دور لأفليك خلال هذه الفترة هو دور مُتنمر بالمدرسة الثانوية في فيلم ريتشارد لينكليتر الكالت في حالة ذهول وحيرة (1993).

أراد لينكليتر ممثلًا محبوبًا لدور الخسيس وبينما كان أفليك «كبيرًا ومهيبًا»، كان «ذكيًا جدًا ومليئًا بالحياة… لقد أحببته فقط.» قال أفليك إن لينكليتر كان له دور فعال في إزالة الغموض عن عملية صناعة الفيلم بالنسبة له.

كان أول دور بطولة لأفليك في السينما كطالب فنون بلا هدف في فيلم الدراما الجامعية دوار المجد (1995)، حيث علق ستيفن هولدن من صحيفة نيويورك تايمز أن «أدائه الكئيب ببشاشة يجد التوازن الصحيح بين الكيس البغيض والحزين». ثم لعب دور مُتنمر في الفيلم الكوميدي للمخرج كيفن سميث متسكعى المول (1995) وأصبح صديقًا لسميث أثناء التصوير. أعطي دورًا رئيسيًا في فيلم الكوميديا الرومانسية مطاردة إيمي (1997). كان الفيلم نجاحًا كبيرًا لأفليك. أشادت جانيت ماسلين من صحيفة نيويورك تايمز «بالسهولة الرائعة» لأفليك في لعب الدور، حيث يجمع بين «المظهر المهذب اللطيف مع التوقيت الرائع الكوميدي».

وصفه أوين غليبرمان من إنترتينمنت ويكلي بأنه أداء «مناسب وسريع البديهة». عندما لعب أفليك دور البطولة كمحارب قديم عاد مؤخرًا من الحرب الكورية في فيلم الدراما والبلوغ الذهاب الي نهاية المطاف (1997)، وجده تود مكارثي من فارايتي أنه «ممتاز»، بينما لاحظت جانيت ماسلين من صحيفة نيويورك تايمز أن «ميله نحو الشك الهزلي في الذات ترك انطباعًا قويًا.»

كان نجاح فيلم غود ويل هانتينغ (1997)، والذي شارك أفليك في كتابته ومثل فيه أيضاً، بمثابة نقطة تحول في حياته المهنية. نشأ السيناريو في عام 1992 عندما كتب ديمون سيناريو من 40 صفحة لفصل الكتابة المسرحية بجامعة هارفارد. طلب ديمون من أفليك تمثيل المشاهد معه أمام الفصل، وعندما انتقل ديمون لاحقًا إلى شقة أفليك في لوس أنجلوس، بدآ العمل على السيناريو بجدية. تم تصوير الفيلم، والذي كتباه بشكل أساسي خلال جلسات الارتجال، جزئيًا في مسقط رأسهم في كامبريدج، وهو مُستوحى من تجاربهما الخاصة.

باعا السيناريو إلى كاسل روك في عام 1994 عندما كان أفليك يبلغ من العمر 22 عامًا. خلال عملية التطوير، تلقيا ملاحظات من شخصيات الصناعة السينمائية، بما في ذلك روب راينر ووليام غولدمان. بعد مناقشة مُطولة مع كاسل روك حول المخرج المناسب، أقنع أفليك وديمون ميرماكس بشراء السيناريو. عاد الصديقان إلى بوسطن لمدة عام قبل أن يدخل الفيلم أخيرًا في الإنتاج، إخراج جوس فان سانت، وبطولة ديمون، وأفليك، وميني درايفر، وروبن ويليامز. فور صدوره، أشادت جانيت ماسلين من صحيفة نيويورك تايمز بـ«السيناريو الذكي والمؤثر»، بينما وجده إيمانويل ليفي من فارايتي أنه «مضحك، وغير مبالي، ومُحرك للمشاعر، وغاضب». كتب جاي كار من بوسطن غلوب أن أفليك قد جلب «حنانًا جميلًا ودقيقًا» لدوره كصديق للطبقة العاملة لشخصية ديمون النابغة بالرياضة. فاز أفليك وديمون بالنهاية بجائزة غولدن غلوب وجائزة أوسكار لأفضل سيناريو أصلي. وصف أفليك هذه الفترة من حياته بأنها «شبيهة بالحلم»: «لقد كانت مثل إحدى تلك المشاهد في فيلم قديم عندما تظهر صحيفة تطيل من اللون الأسود على الشاشة. كما تعلمون، ‘100 مليون دولار في شباك التذاكر! جوائز!’» لا يزال أفليك أصغر كاتب (يبلغ من العمر 25 عامًا وقتها) يفوز بجائزة أوسكار لكتابة السيناريو.

أصبح أفليك أكثر انخراطًا في الإنتاجات السينمائية والتلفزيونية في أوائل عقد الألفينات. أنشأ هو وديمون بيرل ستريت للأفلام في عام 1998، والتي سُميت على اسم الشارع الذي كان يجري بين منزلا طفولتهما. سعت شركتهما لايف بلانيت، والتي أسساها في عام 2000 مع شون بيلي وكريس مور، إلى دمج الإنترنت في الإنتاج التلفزيوني والسينمائي السائد. كان أكبر نجاحات لايف بلانيت هو المسلسل الوثائقي مشروع الضوء الأخضر، والذي تم بثه علي إتش بي أو ولاحقًا برافو، والذي يركز على منح صانعي الأفلام لأول مرة الفرصة لإخراج فيلم روائي طويل. ترشح المسلسل لجائزة إيمي برايم تايم لأفضل برنامج واقعي في 2002، و2004، و2005. كان مسلسل بوش، نيفادا، والذي ألفه، وكتبه، وأنتجه أفليك مع بيلي، من نوعية دراما الغموض الذي تم عرضه علي إيه بي سي، والذي وضع لعبة مشاركة المشاهد في إطار العرض. أشادت كارين جيمس من صحيفة نيويورك تايمز بـ«جرأة، وخيال، والكتابة الذكية» للبرنامج، إلا أن روبرت بيانكو من يو إس إيه توداي وصفه بأنه «نسخة مُقلدة» من توين بيكس. تم إلغاء المسلسل من قِبل إيه بي سي بعد سبع حلقات نظرًا للتقييمات المنخفضة. مع مرور الوقت، تحول تركيز لايف بلانيت من مشاريع الوسائط المتعددة إلى إنتاج الأفلام الأكثر تقليدية. وقع أفليك وشركاؤه صفقة إنتاج أفلام مع ديزني في عام 2002؛ انتهت في عام 2007.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة