16 نوفمبر، 2024 8:03 ص
Search
Close this search box.

“آرمان أمروز” الإيرانية ترصد .. مقاطعة “نتانياهو” والقراءة الخاطئة !

“آرمان أمروز” الإيرانية ترصد .. مقاطعة “نتانياهو” والقراءة الخاطئة !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

مازال عدد نواب “الكونغرس” والسيناتورات الأميركيين الذين قاطعوا خطاب؛ “بنامين نتانياهو”، رئيس الوزراء الصهيوني، في “الكونغرس” غير معلوم حتى الآن، وقد نشرت بعض وسائل الإعلام أسماء: (73) شخص، فيما بلغ عددت وسائل إعلام أخرى أسماء: (100) شخصية. بحسّب ما استهل “صابر گل عنبري”؛ تقريره المنشور بصحيفة (آرمان أمروز) الإيرانية.

وبغض النظر عن الأعداد؛ فقد ربط البعض في تحليل أسباب هذه المقاطعة، بالدعم الشامل لـ”غزة” وتراجع مكانة “إسرائيل” في هيكل السلطة الأميركية والرأي العام.

وهذا غير دقيق، رُغم أن هذه المقاطعة الجماعية قد تصب في مصلحة “غزة”، لكن بشكلٍ عام هذه الخطوة تستهدف “نتانياهو”، فقط وليس “إسرائيل”. إذ أن لذلك القرار الجماعي دوافع متعددة. وغني عن القول إن “رشيدة طليب”؛ قد احتجت وكذلك؛ “جيري نادلر”، المشاركة في الجلسة، والتعبير بأسلوبهما عن الاحتجاج على حضور “نتايناهو” في “الكونغرس”.

الدوافع الحقيقية وراء المقاطعة..

والدافع الرئيس لعدد محدود من المقاطعين؛ هو الاحتجاج على مقتل المدنيين والجرائم الحربية في “قطاع غزة”، من مثل “بيرني سندرز”؛ الذي وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي: بـ”الكاذب مجرم الحرب”. وكانت “داليا راميرز”؛ قد اتخذت موقفًا مشابهًا وأعربت عن احتجاجها على دعوة “نتانياهو”، الذي وصفته: بـ”القاتل”، للمشاركة في جلسة “الكونغرس”.

لكن ثمة دوافع مشتركة وراء قرار المقاطعين، في مقدمتها إبداء الاستياء من دعوة الجمهوريين رئيس الوزراء الإسرائيلي، والاحتجاج على سلوكه، وإقصاء الحكومة الديمقراطية.

يُذكر أن هذا الحدث سبق وأن وقع في العام 2015م؛ حيث لم تكن هناك حرب ضد “غزة”، وقاطع نحو: (60) سيناتور أميركي خطاب “نتانياهو” في “الكونغرس”.

ضد “نتانياهو” وليس تضامنًا مع “غزة”..

فيما يلخص أسباب النواب الذين حضروا الجلسة، يمكن الإشارة أولًا إلى دعم حلفاء اليسار واليمين لـ”الكيان الإسرائيلي” واليمين المتطرف، حتى أن “مايير لائيد” نفسه؛ زعيم المعارضة الإسرائيلية، كان يُعارض منح “نتانياهو” هكذا فرصة.

ثانيًا التعاطف مع أسر الأسرى الإسرائيليين الذين يتطلعون إلى وقف الحرب سريعًا وتبادل الأسرى.

الطريف في الموضوع هو القبض على عدد ثلاثة من أعضاء أسر الأسرى مؤقتًا بالتوازي مع خطاب “نتانياهو” في “الكونغرس”.

وفي هذا الصّدد أكدت “نانسي بيلوسي” عشقها “إسرائيل”؛ إلا أنها تفضل قضاء الوقت في الاستماع إلى أسر الأسرى الإسرائيليين عن الجلوس للاستماع إلى خطاب “نتانياهو”.

ثالثًا: احتجاج “نتانياهو”؛ غير المبرر، على المطالب المتكررة للإدارة الديمقراطية و”جو بايدن”، بوقف الحرب، سواءً بسبب الانتخابات الرئاسية المقبلة أو بسبب تداعيات الحرب على صورة “الولايات المتحدة” في العالم، أو مخاوف الديمقراطيين إزاء تراجع مكانة “إسرائيل” بشدة في العالم وتأثير ذلك على استمرار الدعم الغربي مستقبلًا.

على سبيل المثال؛ اتسم تعامل “تشاك شومر”، أهم شخصية يهودية نافذة في “الولايات المتحدة”، مع “نتانياهو”؛ داخل “الكونغرس”، بالفتور، بسبب تهديد سياساته لمستقبل “إسرائيل”.

السبب الرابع ربما يكون انتخابي؛ حيث من المتوقع أن يُركز بعض الديمقراطيين على رفع شعبية الحزب في الولايات الرئيسة والمصيرية بالنظر إلى تأثير “حرب غزة” على تراجع شعبية “بايدن”.

قلة نادرة..

من خلال ما سبق؛ يتضح أن الدافع الوحيد للقليل من الذين قاطعوا خطاب “نتانياهو” هو الاحتجاج على الإبادة في “غزة”، وإلا فإن اعتراض هذا العدد الكبير (تقريبًا 100 نائب)؛ بشدة أمثال: “سندرز وراميرز وطليب ومورفي” بتلك القوة، ربما يرتبط بتحول إدارة “بايدن” لاتخاذ إجراءات عملية لإجبار “نتانياهو” على وقف الحرب، أو على الأقل عزوف “بايدن” و”هاريس” عن لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، على خلفية الإبادة في “غزة”.

لكن في الحقيقة لم تقدم أي حكومة في تاريخ “الولايات المتحدة الأميركية” مثل هذا الدعم غير المسّبوق لـ”الكيان الصهيوني” مثل إدارة “بايدن”. مع هذا فالمطالب بإنهاء الحرب سواءً من جانب المعارضين لـ”نتانياهو” داخل معسكر حلفاء “إسرائيل”، أو من المعارضين لـ”نتانياهو” و”إسرائيل”، مطلوب رغم اختلاف وتناقض دوافع الفريقين.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة