كعادته في الانتهازية والاستخفاف بعقول السذج من العباد ، خرج علينا فيلسوف الكلام المائل للاصفرار الانفعالي ضمن خوارق ديمقراطية تفاعل معجون الطماطة مع غاز أول أوكسيد ( الكذبيتيك ) د . إبراهيم الاشيقر الجعفري برسالة حملت توقيعه باللون الاحمر الزاهي توجه بها إلى ( أحبابه ) العراقيين والعراقيات فوعدهم ببيت لكل واحد وبسيارة ومستشفيات وزراعة وعيش رغيد بلا إرهاب ولا مفخخات ……إلخ من الكذب والتدليس والاستغفال … لكن الحق يدعوني الى القول : إن صاحب الفخامة قد حث الناس على الحضور الى ميدان الانتخابات ، مؤكدا إن عدم الحضور يعني ضعفا لنا وقوة لإعدائنا _ أفلح إن صدق _ ولا أظنه كذلك ! .. هذه فحوى رسالته بإختصار ….
وردا على ما ورد آنفا أقول ومن الله العون والسداد :
لقد كنت _ ايها الجعفرى _ في منأى عن قلمي ، ليس سهوا ولا غفلة مني ، أو أنني ( أحبك ) ، لا والله الذى لاإله سواه ، فأني لا أحب واحدا منكم حتى لو غسل أقدامي صباح مساء ! ؛ إنما إدخرتك لوقت يكون كفافا عليك دون سواك ! .. وها قد آن الآوان لتكن تحت طائلة القلم ، دون إساءة ، ليس خوفا ، إنما توقيرا لشيبتك ليس إلا ..
إنك أيها الشيخ لم تنصف نفسك ، وخالفت الحقيقة ، فحاولت تضليل الناس عما فعلته إذبان فترة حكمك السوداء ، لا أعادها الله ، وأظنك تذكرها جيدا ، نظرا لتمتعكم بصحة راقية ، والنعمة ظاهرة عليكم ، .. ولعل أنكى مصيبة مررنا بها : نيران الطائفية التي أشعلتها أنت وأسيادك ، عليهم ما يستحقون ؛ واعلم أيها الشيخ : ( الناس في هذه الدنيا على سفر .. وعن قريب بهم ما ينقضي السفر ) ، وأود أن تعلم إن في اللغة إسلوبا سوى إسلوبكم الذي كتبتم به ،وإن في أيدي غيركم أقلاما يبرونها على غير طريقتكم ، لقد خيًل إليكم إن رسالتكم ستحوي من العلم الناضج والحجج الدامغة والأيات الباهرة والحكمة الحسنة ما لم يره الراؤون ولم يرو مثله الرواة ، وان الناس ستحوز من كنوز علمها الجم ما لم يعثر النطف على بعضه ، ولم تغلق خزائن قارون على مثله ، ولم يشتمل صدر لقمان على معشاره ! .. لكن قليلا من التدبر يهدي بسطاء الناس الى إكتشاف عجزكم عن توفير ( جزء من مليون جزء ) مما وعدتم به ، لعدة أسباب لعل من أهمها : انكم وحين تتقلدون زمام الامور لايهمكم سوى المكاسب والمغانم .. وليذهب الاخرون الى الى حيث ألقت رحلها أم قشعم !
أيها الشيخ :
لايفعل الخير .. إلا الرجل التقي ، وقد يفعل بعضه من ليس بتقي .. لكني ، وبكل صراحة ، ومعي الكثيرون ، لم نر منكم تقوى أو ورعا ، والادلة كثيرة جدا ، .. أشهد إنك جميل لسان قليل إحسان ، ولم يصدر منك خيرا ولو قدر مفحص قطاة !! ومن كان هكذا فأنى له التقوى ؟ إذن ما هو إلا كذاب أشر ، ولا يوجد تفسير
سواه ! .. سئل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ايكون المؤمن جبانا ؟ قال : ” نعم ” ، قيل أيكون بخيلا ؟ قال : ” نعم ” ، قيل أيكون كذابا ؟ قال : ” لا ” – والكذاب جرئ على الله جبان أمام الناس بكذبه ويجابه الله بلا حياء ..
فيا ايها الشيخ _ يرحمك الله _ عن أي تواضع تتحدث وأنت تلبس أفخر الثياب وتسكن في مساكن الذين ظلموا أنفسهم .. وفي برج لايطاله أحد .. وتركت ( أحبابك ) يلتهمهم الارهاب دون رحمة ولا تمييز .. فهل إن زعمكم المتمثل ( بالاصلاح ) سيتحقق ؟ أترك الجواب لجرير الشاعر : ( زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا .. أبشر بطول سلامة يامربع ) ! ايها الشيخ ، اتراك محبا لكلمة الشيخ ؟ ، أظنك تجاوزت عقدك السادس ، والله أعلم ، وما زلت متشبثا بالسلطة ، اتريد عمرا كعمر سيدنا إبراهيم ، عليه السلام ، أم كعمر سيدنا نوح ، عليه السلام ؟ دعك من هذه الاوهام ، وأعمل لاخرتك ، وأترك المجال للشباب الواعي ليقم بدوره كما ينبغي ، وتنحوا جانبا واتركونا وشأننا فلا بارك الله بكم وساعة ( السودة ) التي عرفناكم بها ، وكل ما أخذتموه بلا وجه حق اسأل الله أن يطوقكم به يوم لاينفع مال ولا بنون ولا سلطة ولا كرسي .. اللهم آميييييييين !