19 ديسمبر، 2024 1:57 ص

جدل بيعة المعصوم للخليفة

جدل بيعة المعصوم للخليفة

البيعة ، وهي معمول بها حتى قبل الاسلام ايام الجاهلية بل حتى عند النصارى عندما بايع الحواريون عيسى عليه السلام ، اما البيعة في الاسلام فهي القبول بالمبايع لان يكون الحاكم هذا على المستوى الوضعي ، والخليفة عند العصر الاسلامي مهمته تقتصر على جمع الاموال واغلبها عنوانها الزكاة وغنائم الحروب ، وتعيين الولاة والقضاة ، واعلان الحروب ، وكل خلفاء العصور الاسلامية عندما تعترضهم مسائل فقهية اما الاجابة خطا او قد تتفق مع الشرع او اللجوء الى اهل البيت عليهم السلام للاجابة بالنيابة عنهم ،

بخصوص الاموال مقتل مالك بن نويرة كان بسبب عدم تسليم الزكاة للخليفة الاول ، الثورة على الخليفة الثالث بسبب بعثرته لاموال المسلمين ، وتسلط بني امية وبني العباس على رقاب المسلمين كان بسبب الاموال والشرطة التي تقتل من لم يسدد الاموال او انه من شيعة علي بن ابي طالب ،

ومن بين نصوص الرسائل التي وصلت الى الامام الحسين عليه السلام انهم يرفضون بيعة الامويين ومنهم مثلا رسالة سليمان بن صرد جاء فيها “واستبقى شرارها وجعل مال الله دولة بين جبابرتها ” هذا ما يؤكد مهام الخليفة

عندما التقى هارون الرشيد بعلي بن اسماعيل بن جعفر فسعى بعمه الامام الكاظم عليه السلام إلى الرشيد فقال: أما علمت أن في الأرض خليفتين يجبى إليهما الخراج؟ فقال الرشيد ويلك انا ومن؟ قال موسى بن جعفر….الى اخر الحديث

واما صرفهم اموال المسلمين على ملذاتهم فحدث بلا حرج ، ومن هذا المنطلق اقول ان الكلمات التي نطقها المعصوم ان بايع الخلفاء ماهي ؟ لم اقراها في الكتب على حد علمي ، والمعلوم ان البيعة الشرعية للامام بانه اولى بالمسلمين من انفسهم وذلك لانه يمتلك من العلوم الغيبية بامر من الله عز وجل يستطيع من خلالها تحقيق العدالة والسلام للمجتمع ، العلوم الغيبية نوعان ، الاول ما يخص تاويل الايات القرانية واستنباط الاحكام للامور المستحدثة ، والثاني ما سيحصل مستقبلا اي لبعض الحوادث ، الامر الاخير ليس محل نقاشنا ،

هنالك دراسة لفقهائنا تقول ان الذين سقطوا مع الامام علي عليه السلام في حروبه الثلاثة ان كانت بيعتهم للامام علي كبيعة الغدير فهم شهداء والجنة ماواهم ، وان كانت بيعتهم للامام علي بيعة خليفة للمسلمين فهم ليسوا بشهداء ،يعني الوقوف مع الامام لانه منصب من الله وليس الوقوف معه لانه خليفة المسلمين ( الامام الحسين واصحابه تاليف فضل علي القزويني ( 1290 ـ1367) 1/52)

هنالك اسلوب بلاغي يلجا له من لا حيلة له امام المتسلط وهو اسلوب التورية وقد استخدمه الكثير من شيعة علي عليه السلام ايام الامويين والعباسيين ، وانا اعتقد بل اميل للجزم بان الائمة عليهم السلام كانت بيعتهم للخلفاء بانهم متسلطون على رقاب المسلمين يعني واقعا هم الخلفاء فكان اقرار المعصوم بما هو عليه وضع ادارة المسلمين  اي يا فلان اني اعترف او اقر  انت خليفة على المسلمين ـ هذا حسب راي القاصر ـ ، وهذا واقع ولا يعني انهم افضل من الائمة عليهم السلام ، والدليل انهم لم يلتزموا  اي الائمة باي امر يصدر منهم لا يتفق والقران والسنة ، وثانيا لم يقوموا بتسليم اية حقوق شرعية للخلفاء ، ولم يشاركوا باي حرب تحت مسمى فتوح معهم .

ومسالة لجوء الخلفاء الراشدين والامويين والعباسيين الى المعصوم للاجابة على ما يعترضهم من اشكالات في القضاء والحكم يحدثنا التاريخ عن كثير من هذه الحالات بل كانوا في بعض الاحيان هم اي الخلفاء يخصصون الاموال للائمة عليهم السلام .

أحدث المقالات

أحدث المقالات