18 ديسمبر، 2024 7:07 م

نيجيرفان بارزاني عرّاب الدبلوماسية في العراق!

نيجيرفان بارزاني عرّاب الدبلوماسية في العراق!

مازال القادة الكرد في اقليم كردستان يبذلون قصارى جهدهم الدبلوماسي لحل الاشكالات القائمة مع بغداد وتطبيع العلاقات معها رغم العقوبات القاسية التي فرضتها على الاقليم طوال السنوات الماضية والتي شملت كل الميادين السياسية والاقتصادية والعسكرية بحجج واهية غير دستورية ، وازاء اصرارهم على التوصل الى اتفاق شامل مالي وسياسي وعسكري يقضي بانهاء حالة الحصار المفروضة على الشعب الكردي منذ 2014 ويعالج ازمة رواتب موظفي الاقليم بشكل نهائي.
يبدو ان جهود الطرفين قد تكللت بالنجاح اخيرا وان لغة الحوار والدبلوماسية الناعمة في النهاية قد تغلبت على لغة الرفض والتطرف ، وبدأ الجانبان الى الاحتكام الى العقل والمنطق والدستور لمعالجة المشاكل العالقة..والفضل الكبير في هذه المصالحة الوطنية الشاملة يرجع بدرجة اساس الى رئيس الاقليم “نيجيرفان بارزاني” رجل الدولة والسياسة الذي قاد حملة السلام بحنكة ونشاط دبلوماسي مكثف وقام بزيارات مكوكية متواصلة الى بغداد باعتبارها “البعد الاستراتيجي لاقليم كردستان وليس مكان آخر ولابد من حل الخلافات معها”، يشاركه في هذا الانجاز الكبير ، رئيس الوزراء العراقي “محمد شياع السوداني” الذي خاض غمار المحادثات واللقاءات الشاقة مع القادة الكرد بتجرد وروح رياضية عراقية حتى توصلوا الى صيغة عقد اتفاق وشراكة وطنية رفع من خلالها الحيف والظلم عن كاهل الشعب الكردي الذي تعرض للتجويع القاسي لسبع سنوات عجاف!
وقد ادرك قادة العراق من السنة والشيعة والكرد على حد سواء اهمية الدور الذي يقوم به “نيجيرفان” كعرّاب السلام في العراق والاقليم بين الاحزاب الكردية المتخاصمة ، لذلك عولوا عليه في حل الكثير من ازماتهم الصعبة لانه ” يمتلك مرونة سياسية وشخصية مقبولة لدى جيمع قيادات الداخل والرؤساء على المستوى ‏الخارجي” ‎على حد قول رئيس مركز التفكير السياسي الدكتور”احسان الشمري”، ولو قدر له ان يقود العراق لعمّ الاستقرار والسلام في ربوعه وتغلب على الكثير من ازماته الصعبة بفترة قياسية .
وقد رأى “مقتدى الصدر” ببصيرته النافذة فيه صفات القائد الذكي الحكيم العابر لحدود الطائفية والعنصرية لذلك قال له عندما استقبله في مقر اقامته ب”حنانة” (لماذا لا تكون انت المرشح لرئاسة الجمهورية العراقية؟!) وياريت القادة الكرد قد سمعوا كلام الرجل ورشحوه لهذا المنصب الحساس الذي يحتاج الى خبرة سياسية وحنكة دبلوماسية وتجربة حكم عملية مثل تجربته ؛( رئيس الحكومة في اقليم كردستان من 2006ــ 2019) وخلال هذه الفترة من ادارته ، شهد الاقليم استقرارا سياسيا واقتصاديا وتقدما عمرانيا وخدميا كبيرا ، وعلى الصعيد العراقي ، فقد حاول بكل الطرق ان يقلص الهوة بين الفرقاء السياسيين ويقرب وجهات نظر بعضهم الى بعض ، وقد لخص اهم مشكلة العراق منذ تأسيسه في سؤال جوهري وهو ؛ “هل تريد بغداد عراقا مستقرا من الناحية السياسية؟ عراقا مستقرا من الناحية الاقتصادية؟ اجاب هو بنفسه من خلال خبرته السياسية الطويلة واضعا يده على الجرح تماما ؛ الشرط الاول من اجل استقرارالعراق يجب حل مشاكله مع اقليم كردستان اولا ، وهذا شرط رئيس لكل من يتولى الحكم في بغداد!”
وحل المشاكل مع الاقليم بسيط للغاية لايحتاج الى اتفاقات سياسية معقدة ولا الى مواثيق وعهود مزيفة ولا الى طرح حلول ترقيعية كما فعلت بغداد مع الاقليم طوال سنوات العشرين الماضية ، كل ما يحتاج اليه العراقيون هو ان يفكروا على اساس العائلة الواحدة وليس على اساس “القوة والضعف”( فبقناعتي لا یمکن حل مشاكل العراق بمعیار من هو القوي ومن هو الضعيف، مشاكل العراق مشاكل عائلة واحدة، ومشكلة عائلة واحدة بحاجة إلى الجلوس والحوار والوصول إلى حلول علی طاولة المفاوضات‏!)
واذا ما ادركنا ان هذه الطريقة هي التي يرسخ السلام والامان والاستقرار في وطننا ، فاننا ملزمون بتطبيق خارطة الطريق GPS وهي الدستور لايصالنا الى برّ الامان!