وكالات- كتابات:
كشفت صحيفة (ميدل ايست آي) البريطانية؛ عن مدى الخطورة المحتملة والانزعاج الأميركي المتوقع، جراء التقارب “التركي-السوري”، الذي يقوده “العراق”، فيما أشارت إلى أن التقارب بين البلدين يُهدد “قوات سورية الديمقراطية”؛ التي تحمي معسكرات تضم ما يُقارب: (55) ألفًا بين عناصر من (داعش) وعوائلهم، في تقريرٍ متسّق مع تقارير عراقية سابقة والتي استعرضت إمكانية أن تقود الوسّاطة العراقية إلى: “اغضاب واشنطن وإثارة انتقام (قسد)”.
ونقلت الصحيفة البريطانية؛ عن مسؤولين أميركيين سابقين ومسؤول عربي حالي، قولهم إن: “المسؤولين الأميركيين أبدوا اهتمامًا لفظيًا بالموضوع خلال اجتماعاتهم مع وزير الخارجية العراقي؛ فؤاد حسين، في واشنطن؛ في وقتٍ سابق من هذا الشهر”.
العراق يبلغ “واشنطن” مسبقًا..
وقال المسؤول العربي إن: “العراق أبلغ الولايات المتحدة؛ قبل أن يبدأ هذه العملية، أنه يعمل على التوصل إلى اتفاق مصالحة، لكن الولايات المتحدة لم تُبدِ أي اهتمام”.
وفي حين تواصل “واشنطن” معارضتها رسّميًا لتطبيع شركائها للعلاقات مع “دمشق”، فإنها تخلت تقريبًا عن فرض هذه السياسة بشكلٍ نشط.
ويقول محللون إن مسّاعي “بغداد” للتوصل إلى اتفاق مصالحة بين “تركيا” و”سورية” قد تكون أكثر تأثيرًا على “الولايات المتحدة”، إذا نجحت، بسبب المهمة العسكرية الأميركية في شمال شرق “سورية”.
وقال “روبرت فورد”؛ السفير الأميركي السابق في “سورية”، إن: “العواقب طويلة المدى واضحة، الأسد ضعيف للغاية ولا يستطيع فعل الكثير ضد الأميركيين، لكن من السّهل أن نتخيل أن سورية وتركيا، بالعمل معًا، يمكنهما الضغط على قوات سورية الديمقراطية”.
وأشار “دوغلاس سيليمان”؛ السفير الأميركي السابق في “العراق” من عام 2016 إلى عام 2019: “إذا كان اهتمامك الرئيس هو إبقاء (محور المقاومة) الإيراني تحت السيّطرة، فلن ترغب في رؤية المحادثات تتقدم بين الأتراك والأسد”.
مخاوف أميركية تجاه “روج” و”الهول”..
وتتمثل المخاوف الأكثر إلحاحًا بالنسبة لـ”الولايات المتحدة” في مخيمي اللاجئين في (روج) و(الهول)، اللذين تحرسُّهما “قوات سورية الديمقراطية”؛ ويأويان: (45) ألف شخص بما في ذلك عائلات مسُّلحي (داعش)، كما تحُّرس القوات الكُردية أكثر من: (09) آلاف عضو في (داعش).
وقال “سيليمان”: “ليس من مصلحة العراق أن ينهار الأمن في تلك المعسكرات، وإذا تمكنت بغداد من التوصل إلى حل من خلال وسّاطتها، فقد يكون ذلك في مصلحة الولايات المتحدة”.
ووسّط ذلك؛ أشرت “قيادة القوات المركزية” الأميركية بالفعل تصاعد نشاط (داعش) الإرهابي؛ هذا العام، مقارنة بالعام الماضي، متوقعة أن تكون وتيرة النشاطات مع نهاية العام قد بلغت ضعف المسجل العام الماضي.