19 ديسمبر، 2024 3:20 م

“سو غرافتون”.. نجاح قصص الغموض في إثارة فضول القارئ معجزة

“سو غرافتون”.. نجاح قصص الغموض في إثارة فضول القارئ معجزة

خاص: إعداد- سماح عادل

“سو غرافتون‏” كاتبة أمريكية شهيرة.

التعريف بها..

ولدت 24 أبريل 1940 في لويفيل، تخرجت في جامعة لويسفيل سنة 1961، بكالوريوس في الأدب الإنجليزي،  هي ابنة كاتب الروايات البوليسية “سي.دبليو.غرافتون”. تعتبر الكاتبة «روس ماكدونالد» أكبر مؤثر في أدبها. كتبت «سلسلتها الأبجدية» في مدينة متخيلة في سانتا تيريزا، كاليفورنيا، التي صنعها ماكدونالد كفضاء مكاني لـ«سانتا باربرا».

لم تحرز غرافتون مالا كافيا ككاتبة حتى أصدرت G is for Gumsheo، واستقالت من وظيفتها الرسمية. رفضت أن تبيع حقوق كتبها لمنتجي الأفلام، وهددت أبناءها بأنهم إذا فعلوا ذلك فستطاردهم بعد وفاتها.

متخصصة بالأدب البوليسي، واشتهرت بسلسلة قصص الجريمة الغامضة “أبجديات كينزي ميلون”، حيثُ كانت كل رواية تبدأ بحرف جديد من حروف الأبجدية. بدأت مسيرتها الأدبية سنة 1982 بأول رواية لها، ثم ترجمت كتبها إلى 26 لغة مختلفة، وكانت تتصدر قوائم الكتب الأكثر مبيعاً في أمريكا.

الكتابة..

صدر أول كتاب لها في بعنوان «إيه إيز فور اليباي» في 1982، وآخر كتاب  في سلسلتها الشهيرة بعنوان «واي إيز فور يسترداي». وأصبحت سلسلتها «كينزي ميلون ألفابت» الأكثر مبيعا في العالم، وتدور أحداثها حول محققة خاصة جريئة تدعى كينزي ميلون وتعيش في بلدة خيالية بولاية كاليفورنيا أطلقت عليها اسم «سانتا تيريزا». ولم تسمح غرافتون مطلقا بتحويل رواياتها إلى أفلام أو عروض تلفزيونية، وقالت ابنتها إنها كانت دوما ضد من يكتبون عن الأشباح.

وكان ذكاء غرافتون وشخصيات رواياتها محل إشادة دائما، وكرمت من جهات عديدة، منها الرابطة البريطانية لكتاب الجريمة والرابطة الأميركية لكتاب الغموض.

وكتبت ابنتها على «فيسبوك»، “كثيرون منكم يعلمون أنها كانت تعتمد موقفًا قاطعًا إزاء ضرورة عدم تحويل كتبها إلى أفلام أو مسلسلات تلفزيونية، هي لن تسمح يوما بكتابة أحدهم أي رواية باسمها». وأضافت الابنة بعد وفاة أمها: “لهذه الأسباب كلها، وبفعل الحب العميق والاحترام الذي تكنه عائلتنا لعزيزتنا سو، الأبجدية ستنتهي الآن بحرف واي».

حكمة الكتابة..

كان رأي “سو غرافتون” في الكتابة: “لا توجد هناك أسرار، وليست هناك طرق مختصرة، الأشياء التي عليك معرفتها بصفتك كاتبا طموحا هي أن تعلم الكتابة يأتي عن طريق التعلم الذاتي، وإتقان الكتابة يحتاج لسنوات.

عليك بمراجعة كل جملة وكل فقرة وكل صفحة تكتبها مرة تلو الأخرى حتى ينتظم الوزن والإيقاع، والنغم، على نحو تنسجم معه أذنك الداخلية.

معرفة كيفية الحصول على وكيل، أو العثور على ناشر، أو كيف تكتب رسالة استفسار جيدة، أو كيف تكتب خطابا لطرح قصتك، أو كيف تخوض في شبكات الاتصال، جميع هذه الأمور لا أهمية لها إلا بعد أن تتقن الحرفة وتصقل مهاراتك. إن تنجح من خلال كتاب واحد، ثم تظن أنك مستعد لهجر عملك في النهار وتتفرغ تماما للكتابة، يشبه أن تتعلم عزف مقطوعة «ثلاثة فئران ضريرة» على البيانو وتتوقع أن يحجز لك مكان في صالة كارنيجي.

الغرض هو إخفاء غاية الكاتب، وتشتيت انتباه القارئ فيما تغرس الأدلة التي ستشير في نهاية المطاف إلى الحل. إذا كانت القصة معقدة فسينزعج القارئ في محاولته تتبع الانحناءات والالتواءات غير الضرورية وغير القابلة للتصديق. وإذا ما أصبحت القصة بسيطة أكثر من اللازم، وكان الجواب لسؤال «من فعلها؟» بديهيا، فسينزعج القارئ لسلبه لذة محاولته التفوق على ذكاء الكاتب الذي يحاول حجب بصر القارئ. أن يفلح أي من كتاب قصص الغموض في هذه المهمة المتعذرة، لا يمكن سوى وصفه بالمعجزة.

(من كتاب: لماذا نكتب – ميريدث ماران)..

وفاتها..

توفيت بعد صراع سنتين مع مرض السرطان، عن 77 عاما.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة