30 أكتوبر، 2024 8:22 م
Search
Close this search box.

أبطال لا يرتدون ستُّرة سلامة .. التردد على الطابق الأخير في جهنم !

أبطال لا يرتدون ستُّرة سلامة .. التردد على الطابق الأخير في جهنم !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

بأي مدينة تسّكن ؟.. ولمن نعلم أنهم اختبروا أعلى درجات حرارة الطقس، كم كانت درجة الحرارة ؟.. وقبل أسبوعين أو ثلاثة انتشرت الأخبار حول ارتفاع درجة حرارة الطقس في بعض أجزاء “خوزستان” إلى: (47) درجة مئوية، مثل مدن “عبادان والأحواز”، فلو أنك من سكان هذه المدن، فأغلب الظن أنك عشّت تجربة ارتفاع درجة الحرارة إلى نحو: (50) درجة مئوية، لكن لابد أن تعلم بوجود من كان يعمل في درجة حرارة: (70) درجة مئوية، وهو عمل يُهدد الحياة. بحسّب تقرير “زينب رجائي”، المنشور بمجلة (مهر) الإيرانية.

ومجرد وصول مهندسي “خوزستان” إلى هذه المنطقة في ظل الظروف العادية ليست مسألة سهلة، ويسّلب الجميع طاقته، لكنهم وقعوا في حب العمل بمحطات توليد الكهرباء، للقضاء على مشكلة بدأت قبل عدة ساعات.

ونجحوا بعد مرور نحو: (18) ساعة من العمل في ظروف صعبة، من الحيلولة دون بروز مشكلة على المستوى الوطني.

عملية في مياه تغلي !

حين نستخدم عبارة: “شديد الصعوبة”، ربما لا نقدم صورة واضحة؛ لكن تُجدر الإشارة إلى أن المتخصصين والمهندسين كانوا يعملون في محيط درجة حرارة توربين تقترب من: (70) درجة مئوية، ودرجة رطوبة أعلى من: (90) درجة، وقد تصّورت بعض وسائل الإعلامي إن بمقدورها تصوير الأجواء للمشاهد عبر الاستفادة من جملة: “عمليات في بحر مياه تغلي”.

وقد بدأت القصة مع تسّرب كثيف في محطة كهرباء (رامين)؛ ووفق المتخصصين فقد تسبب هذا التسّرب في قطع الطاقة عن بعض الأجزاء بالدولة، في أشد الأيام حرارة بالعام !! ثم ازدادت الأوضاع تعقيدًا حيث كان من المقرر بعد التسّريب وقف تشغيل محطة توليد الكهرباء مدة يومين، وبدء عمليات الصيانة.

ووقف تشغيل محطة (رامين)؛ إنما يعني الطاقة الكهربائية عن الكثير من المناطق بالدولة. لكن اتخذ المتخصصون قرارًا إجراء عملية الصيانة دون وقف تشغيل المحطة، حيث استمر عمل الصيانة الهندسية المعقدة في مياه تغلي، مدة: (18) ساعة حتى نجاح المهمة وتوفير الكهرباء دون توقف ولو مدة ثانية واحدة، والحيلولة دون قطع عام للكهرباء في هذه الأيام شديدة الحرارة.

ووفق الأخبار المتداولة في وسائل الإعلام، فقد تردد مهندسي الميكانيكا؛ “رضا خسروي” و”محمد أميري”، المتخصصين في التوربين زنة: (02) طن من بين عشرات المتخصصين، على الطابق الأخير من جهنم للحيلولة سقوط أجزاء واسعة من “إيران” في الظلام.

تقدير مقاتلينا..

الآن وبعد انتهاء علميات المتخصصين، ثمّن نشطاء الفضاء الإلكتروني مجهود المتخصصين بعبارات قصيرة وطويلة؛ حيث حظيت المنشورات المتعلقة بهذا الموضوع بردود فعل واسعة النطاق من جانب النشطاء.

على سبيل المثال نشر “حسام” باسم: “نداى انديشمكـ”، تعليق عن المهندسين في “خوزستان”، وكتب: “أنا فداء مهندسي خوزستان الذين نجحوا بعد (18) ساعة من العمل في درجة حرارة (70) من صيانة محطة توليد الكهرباء والقضاء على خطر انقطاع الكهرباء”.

وقد حظي هذا التعليق القصير بإعجاب وإعادة نشر أكثر من (10) آلاف على موقع التواصل الاجتماعي (إكس). وقد أثنى الآلاف على هذه العملية المثيرة للشرف.

علاوة على ذلك؛ تداولت صفحات كثيرة على تطبيق (إنستغرام) هذا الخبر، وحظيت بسيّل من ردود أفعال النشطاء الإيرانيين على مستوى الجمهورية، الذين أعربوا عن شكرهم وتقديرهم ا لعميق للمهندسين والمتخصصين في محطة توليد الكهرباء.

والمؤكد أن كل هذا التقدير، هو ذلك الشيء الذي ما استطاع الناس القيام به عبر تعليق من سطر أو سطرين على الفضاء الإلكتروني، وربما يستطيع المسؤولون والمدراء في المناصب العُليا تكريم هؤلاء المتخصصين والمهندسين بشكلٍ أكثر لياقة على جهودهم، تلك الجهود التي ربما لا تختلف كثيرًا عن جهاد جندي خلال فترة الحرب “العراقية-الإيرانية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة