18 ديسمبر، 2024 9:32 م

شمران الياسري” أبو گاطع” وأدب السخرية

شمران الياسري” أبو گاطع” وأدب السخرية

على سبيل التمهيد
حين صدر كتابي عن أبو گاطع (شمران الياسري) والموسوم “على ضفاف السخرية الحزينة” في العام 1998 في لندن كان قد مضى على رحيل الصحافي والروائي الساخر أكثر من عقد ونصف من الزمان، ولعلّ الكثير من جيل الثمانينيات والتسعينيات، وخصوصاً خارج العراق، لم يكن قد قرأ أو ربّما سمع عن ” أبو گاطع”، ناهيك عن التعرّف على نتاجه الإبداعي، خصوصاً عموده الصحافي الذائع الصيت “بصراحة” أو أعماله الروائية متمثلة “بالرباعية”: “الزناد وبلابوش دنيا وغنم الشيوخ وفلوس حميّد” أو “قضية حمزة الخلف” على الرغم من أن الأخيرة طبعت في بيروت بعد وفاته، أما برنامجه الإذاعي الشهير والموجّه حينها إلى الفلاحين بعد ثورة 14 تموز (يوليو) العام 1958 فكاد أن يُنسى، على الرغم من أنه كان حينها مثار اهتمام أوساط واسعة في الريف والمدينة، لكنه مضى زمن عليه فنسيه الكثيرون، كما لم يسمع به من جاء بعدهم.
شيء واحد ظلّ عالقاً بأذهان الناس، بل ذهب مثلاً أحياناً يردّده من يعرف أبو گاطع أو لا يعرفه، ألا وهو عنوان برنامجه الشهير “إحجيه بصراحة يبو كَاطع”، حيث كانت الأفواه والألسن تردّده، كلما أرادوا من محدثهم الإفصاح عن الحقيقة، أو كلما اضطروا إلى مطالبته بالصراحة والوضوح.
أقول ذلك لأن “أبو گاطع” أصبح محظوراً ومحرّماً منذ أواسط السبعينيات، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، لأن الرجل غادرنا قبل الأوان، سواءً إلى الغربة “كلاجئ غير سياسي” على حد تعبيره في العام 1976 ومن ثم توفي باكراً في براغ في 17 آب (أغسطس) العام 1981 ودفن في بيروت في مقبرة الشهداء الفلسطينيين.
وأخمّن أن جميع من أدركهم الوعي وشغلهم الاهتمام بالحرف من جيل الخمسينيات، وخصوصاً بعد الثورة، سمعوا عن “أبو گاطع” وبرنامجه الإذاعي، خصوصاً ما كان يناقشه من مشكلات وإشكالات وقضايا تمثل هموم الريف العراقي بشكل خاص وهموم المجتمع وتطلعاته بشكل عام، لدرجة إنه كان حديث المجالس أحياناً، لكن ما يقارب أربعة عقود ونيّف من الزمان، كانت كفيلة لأن يطوي النسيان صور الماضي، لاسيّما في ظل مشاغل جديدة وأعباء كثيرة ، فما بالك إذا كانت تلك السنون مليئة بالأحداث والانقلابات والحروب الدراماتيكية والصراعات السياسية والحصار والهجرة والاحتلال والطائفية والإرهاب.
ولذلك كانت مسؤولية التصدّي للتعريف بفن وأدب أبو گاطع وعموده الصحافي وبرنامجه الإذاعي ورواياته المملّحة بالسخرية الحزينة، بمثابة “فرض عين وليس فرض كفاية” كما يُقال، والهدف الأساسي إبقاءه في دائرة الضوء وعدم جعل النسيان يتسلّل إلى تراثه وحروفه وكلماته، فقد تمكن أبو گاطع من حرفته، مستخدماً أدواته على نحو بارع مستوعباً الدور المنوط بالمثقف وما ينتظر منه، مستقطباً جمهوراً واسعاً، من خلال نقده الساخر الممزوج بالألم، والذي كان من خلاله يعبّر عن المعاناة الفائقة والزيف الطافح وأجواء اللامبالاة في المحيط الاجتماعي.

الروائي وكتابة التاريخ
وعلى حد تعبير الروائي غائب طعمة فرمان: فأبو گاطع إنسان ثابت في أرضه يعرف كل شبر منها، عاليها وسافلها، حلوها ومرّها، مذاق ثمارها وملوحة عرق الكدح فيها، يتغنّى بشفافية روح، وشجاعة قلب، وحكمة فطرية ومكتسبة بما يمثّل الهيكل الإنساني لحياة ابن الريف. ويضيف فرمان: لقد وظف شمران نباهته ورهافة حسّه ولذاعة سخريته، ووضع كل ذلك في يد صديقه وأخيه الفلاّح، ليلتمس مواطن الضعف والمأسوية في حياته، ويجعل من حياته البسيطة الساذجة في أحيان كثيرة قصصاً يمكن أن ترى وتجلب التعاطف وتسجل تاريخاً لم يجرؤ المؤرخون على تسجيله”.
ويدرك فرمان أن التاريخ لا يكتبه المؤرخون، بل إن من يكتبه هم الأدباء والفنانون وأصحاب الفكر، وحسب مكسيم غوركي، ذلك هو التاريخ الحقيقي للإنسان، فما بالك إذا كان هذا التاريخ وفقاً لهيغل يعيد نفسه أحياناً، وقد يظهر على شكل مأساة وأخرى على ملهاة، ولعلّ الملهاة أو السخرية لا تعني الهزل أو الكوميديا، بقدر ما يترك الضحك من حزن وألم ينظر إليه مفكر وفيلسوف مثل، كارل ماركس على نحو شديد الجدّية، بقوله: إني أقف مما هو مضحك، موقفاً جاداً، وأظنه هو ما كان يقصده الشاعر الكبير أبو الطيّب المتنبي حين قال:
وماذا بمصر من المضحكات … ولكنه ضحكٌ كالبكاء
سلاح السخرية
لقد عرّفتنا سخرية أبو گاطع مشاكل الفلاحين وبخاصة فلاحي الجنوب، وبالقدر نفسه عرفنا حجم الألم والمرارة من خلال المواجهة لواقعه، ومرّة أخرى وذلك عبر جوانب حيّة من حياة المجتمع وشخصياته حيث تمكّن أبو گاطع من ربط ذلك بهارموني دقيق التناسق، لاسيّما بمنظومة الريف، وفقاً لمعايير جمالية وصوراً واقعية، مكتوبة بحسّ درامي يعكس الواقع بكل ما عليه وما له.
لقد حاول أبو گاطع استخدام ما اصطلح عليه الشخص الثالث أو “القُصّخون” في المقاهي البغدادية أيام زمان أو ما يسمّى بالصوت الآخر أو “الفلَتون” حسب استخدام سميرة الزبيدي، وكان صوته الآخر هو الذي يعبّر عمّا يريد أحياناً، لكنه يجعل ذلك بمسؤوليته المحدّث، ومحدثه هو “خلف الدوّاح” مبدعه الباطني ومحاوره ومنولوجه وملهمه، إنه شخصية أوهم أبو گاطع قارئه بأنها “وهمية” أو “رمزية” وغير موجودة، لكنه في واقع الأمر كان شخصية واقعية، موجودة، دماً ولحماً كما يقال، إنه كَعود الفرحان الذي نشرنا صورته لأول مرّة في كتابنا “على ضفاف السخرية الحزينة”، ولعلّ بساطته كفلاح تصلح مدخلاً لتوظيفه من جانب أبو گاطع، ناسباً إليها الحكمة والمعرفة والخزين الاجتماعي للحكايات والأمثال والأشعار والتجارب، فضلاً عن سرعة البديهة وطلاوة اللسان.
خلف الدواح وفن الضحك
لقد رافق أبو گاطع في حياته الإبداعية شيئان لا يستطيع الاستغناء أو التفريط بأحدهما: الأول – صحبته مع خلف الدواح وهي المرحلة الثانية، حيث كان اسم كعود قد شغل المرحلة الفنيّة الأولى، وكعود أو خلف الدوّاح هو رفيق الحرف وصديق الكلمة والثاني السخرية، فقد كان الضحك ملازماً له حتى إن كان يتفجّر حزناً، لأن ذلك واحد من رهاناته ضد أعدائه التقليدين وضد خصومه البيروقراطيين، وعبر خلف الدوّاح والسخرية كان يجد التعبير المتميز عن القرية وحياة الريف العراقي دون اسقاطات أو رغبات في الكتابة عن قوم يحاول التعاطف معهم لأنهم يتعرّضون للظلم، وهي الصورة التي دائماً ما تتكرر عندما يكتب أحد المبدعين عن الريف، ولكن في حالة أبو گاطع إنه كتب من داخل الريف بكل تفاصيله وحيثياته بسلبياته وإيجابياته، بنقاط ضعفه ومصادر قوته، بقبحه وجماله، ولم يكتب عن الريف من خارجه، كما كان يكتب بعض أدباء المدينة، مثلما هي رؤية الأديب ذو نون أيوب “الأرض والسيد والماء”، التي سبقت الرباعية بعقدين ونيّف من الزمان، ففي حين كان الأول أصيلاً في التعبير عن مشاعر الريف والفلاحين، كان الثاني دخيلاً لأنه من خارج البيئة الاجتماعية الحسّية المنظورة وذلك ما رصده الناقد مصطفى عبود.
إنك والحالة هذه لا يمكن أن تفصل بين أبو گاطع وبين السخرية، ففن وأدب وعمود أبو گاطع الصحافي الذي انتشر شفيفاً خفيفاً كان لصيقاً بالسخرية اللاذعة الحزينة التي لم يعرفها الأدب العراقي عموماً، لكنها مع أبو گاطع اكتسبت شكلاً جديداً أكثر عمقاً وشمولاً وخفّة دم كما يقال. وبقدر سخرية أبو گاطع، كانت الرواية شكلاً جديداً للتعبير، مثلما ظلّت الأقصوصات والحكايات مادة طازجة يحتويها عموده الصحفي وبقدر المتعة والضحك، فإنها في الوقت نفسه، تعكس جدّية عالية ووقاراً هائلاً، حتى وإن كنّا نضحك من الأعماق.
مثل المعكَّل بالمرقص
حدثني في إحدى الليالي الخريفية عام 1976 وكان قد فرض على نفسه إقامة جبرية بسبب التباسات الوضع السياسي والحزبي، قائلاً إنه ضمن المشهد السائد يشعر مثل “المعكَّل بالمرقص” (أي من يلبس العقال والكوفية- اليشماغ) وهو يراقص فتاة، وأردف قائلاً نعم أنه معكَّل بمرقص السياسة.
وكان يسمّي علاقات تلك الأيام “عرس واوية” أي “زواج ثعالب” نظراً لتردّي العلاقة بين الأطراف السياسية، لاسيّما الحكومة وحلفائها. كان أبو گاطع يثير الكثير من الأسئلة، وقد تبدو للسامع أو للقارئ، إنها أسئلة سهلة، لكنها من السهل الممتنع، فالأسئلة السهلة هي أكبر الأسئلة وأخطرها: مثل الحرية والإيمان والالتزام والتضحية والعنف والسلام والوفاء والتعايش وغيرها، أما لغته فكانت سلسة وقوية يطرّز فصحاه الخصبة بالعامية الجميلة، وبشيء من المرونة، فيحاور الدولة على لسان خلف الدواح وينتقد الأوضاع السياسية ويناقش الحركات والأفكار ويتمنطق بمصطلحات أيديولوجية وبحبكة درامية، كلّ ذلك مغلّف بالسخرية، لينتقل من حديث المجالس والشفاهة، إلى الكتابة، ومن الريف إلى المدينة، ومن هموم الفلاح، إلى مشاغل المثقف.
وإذا كان غائب طعمه فرمان، روائي المدينة، ولاسيّما بغداد بحواريها وأزقتها، بنسائها ورجالها، بجوامعها وكنائسها وحاناتها وملاهيها وتطلعاتها نحو الحداثة والحرية، فإن أبو گاطع كان بحق روائي الريف بفلاحيه وإقطاعيه، بعاداته وتقاليده، بأنهاره وجداوله، بحياته البائسة وتطلعه نحو التمدّن والعصرنة والعدالة.
أحد خطوط المواجهة الساخنة
كان عمود أبو گاطع الصحافي خطاً من خطوط المواجهة السياسية الساخنة، بقدر ما هو شفيف خفيف وأنيس، يقرأه من كان من محبي أبو گاطع وأدبه، لكي يتمتعوا بحكاياته وأقصوصاته وطرائفه ومفارقاته، مثلما يقيسون به درجة حرارة الجو السياسي والحراك الاجتماعي، وكان خصومه في السلطة وخارجها يقرؤونه أيضاً، ليعرفوا مواطن الخلل في السلطة ذاتها، ولديهم أيضاً، وكان العمود بمثابة البارومتر الزئبقي الدقيق، فكلّما ارتفعت لغة أبو گاطع حرارة، سجّل البارومتر سخونة الوضع السياسي والعكس صحيح، وكان موقع عمود في الصفحة الأخيرة من جريدة “طريق الشعب”، حيث يتربع “بصراحة” وهكذا كان القراء يبدو أن بقراءة الجريدة بالمقلوب، أي من الصفحة الأخيرة، وعندما نقل العمود إلى الصفحات الداخلية، كتب أبو گاطع “نزّلوك لو صعوّدك؟” أي لماذا تم نقل العمود، مع غمز ولمز!!؟.
حنظلة وكاريكاتير ناجي العلي
كان عمود أبو گاطع يعطي جرعات متواصلة من السخرية المشوبة بالحزن تلك التي يخشاها الحكّام والمستبدون والبيروقراطيون من كل صنف ولون وفي كل زمان ومكان، وكانت شخصيته المملحة ” خلف الدوّاح” ما يوازي شخصية حنظلة في ريشة الفنان ناجي العلي، فالقلم والريشة والشخصيتان الأثيرتان مثّلتا ذلك السحر الأخاذ الذي يثير في النفس خيالات خصبة جديرة بكل من يتوق إلى الحرية والتنوير.
عمود أبو گاطع الصحافي مثل كاريكاتير ناجي العلي، يمسّ الروح ويتألق مع العقل وينساب إلى الوعي عميقاً ولاذعاً، وعندما نقول خلف الدوّاح فأنت تقصد أبو گاطع، مثلما تعني ناجي العلي عندما نقول حنظلة، وفي كلا الحالين تعني: مقاومة الظلم والاستبداد والانحياز إلى الإنسان وحقوقه… ولا يمكن تصوّر حنظلة بدون فلسطين، مثلما لا يمكن الحديث عن خلف الدوّاح دون الحديث عن الريف العراقي، والعراق ككل.
هي السخرية في الحالين إذاً: وجوه ومؤخرات، زهورٌ وتوابيت، طيورٌ وبنادق، مظلومون وظالمون، هي السخرية حين ينتصب أمامك الواقع العربي بكل تناقضاته وبؤسه وتشويهاته، مثلما تصوره ريشة ناجي العلي يعكسه قلم أبو گاطع: السخرية المشتركة والهوّية المشتركة والأمل المشترك للمثقفين والمظلومين والمنفيين، وإن اختلفت الألوان والأشكال والاجتهادات.
أدب السخرية العراقي
لم يعرف العراق أدباً وكتابة ساخرة الاّ على نحو محدود، فمنذ العشرينيات وحتى الخمسينيات كانت هناك محاولات جنينية بدأت على يد نوري ثابت صاحب جريدة “حبزبوز”، ثم بدأت مع عبد الجبار وهبي وعموده “كلمة اليوم” في العام 1959 في صحيفة اتحاد الشعب الشيوعية، وكان شاكر مصطفى سليم قد نشر مسلسلاً ساخراً في “صحيفة الحرية” القومية التوجّه العام 1960 بعنوان “يوميات قومي متآمر”، وتشكّل كتابات أبو سعيد “عبد الجبار وهبي” وشاكر مصطفى سليم، ثنائياً لمن يريد التعرّف على تلك الفترة المضطربة والحساسة من تاريخ العراق، خصوصاً امتزاج النقد الاجتماعي بالسخرية السياسية.
ويمكن الإشارة إلى الكتابة الصحفية الفكاهية، فضلاً عن الرسوم الكاريكاتورية في الخمسينيات، كما عكستها كتابات خالد الدرة في مجلة “الوادي” وصادق الأزدي في مجلة “قرندل”، وذلك ارتباطاً بحياة المدينة، ولاسيّما بغداد في جانبها الاجتماعي والسياسي، كما كانت هناك كتابات عكست شيئاً من السخرية في فترة الستينيات مثلما كان يعبّر عنها جليل العطية في جريدة “النصر” وغيرها، لكن السخرية الحزينة استحوذت على أبو گاطع، واختتم هذه المقالة بمشهد كوموتراجيدي، خصوصاً وأنه في رواية “قضية حمزة الخلف” بدا أقل تأثراً بالأيديولوجيا، مما هو في الرباعية، التي حملت إيمانية شديدة وتقريرية روتينية وتبشيرية منحازة، لكن هذا التمثّل خفّ في بنيته السردية في قضية حمزة الخلف.
شرّ البلية ما يضحك
ففي خضم المأساة يجعلنا أبو گاطع نردّد “شرّ البلية ما يضحك”، خصوصاً عندما يقدّم صوراً، متناقضة كومتراجيدية، فعندها يهجم “الحرس القومي” على القرية، حيث يتم تطويق البيت الذي يختفي فيه مطشر اليساري المطلوب من الحكومة، وإذ به يفاجئنا حين يُخرجه عارياً، حيث كان عند عشيقته زينة!! ففي تلك الليلة كان بزينة رغبة للتعرّف على مذاق أصناف أخرى من الحب، شفتاها تنتزعان منه الوعي.
كل الأشياء صارت في ذهنه ضلالاً باهتة. نسي أباه ونسي نوبة الحراسة (المكلّف بها)، لم يعد حقيقياً في الوجود إلاّ زينة وملمس جسدها، وعرف البخور النفّاذ وطعم شفتيها… لكن أبو گاطع مع استغراقه في هذا المشهد الرومانسي وحبكته الدرامية يصوّر لنا الوجه الآخر للدراما القائمة، فإذا بمسؤول مفرزة الحرس القومي يهتف فجأة: تقدّم، فيرتج بيت داود، حيث كان مطشر عند عشيقته، ولكي يحكم حبكته ويصل المشهد إلى ذروته، يُحدث المصادفة، فأفراد الحرس القومي جاءوا يقصدون بيت “عودة الكبر” الذي يقال أنه من الشيوعيين، بينما هم يهاجمون بيت داوود صاحبهم والمخبر لديهم عن طريق الخطأ، وهكذا تنكشف حكاية مطشر وزينة عن دون سابق ترصّد وإصرار، لكن اندلاع الرصاص وتعالي صوته، أدّى إلى خروج مطشر عارياً، واستطاع الهرب ووصل إلى بيته فرآه والده عارياً، وهذه مفاجأة أخرى في خضم المأساة الساخرة أو السخرية الحزينة لدى أبو گاطع بصورتها الكومتراجيدية.

نصّ محرّر بتصرّف من كتاب د. عبد الحسين شعبان “أبو گاطع – على ضفاف السخرية الحزينة”،ط2، دار الفارابي، بيروت، 2017، بمناسبة الذكرى اﻟ 44 لرحيله.

 

الدكتور مع أبو كاطع بعد الدفاع عن أطروحة الدكتوراه

 

 

خلف الدواح

 

الطبعة الثانية، دار الفارابي، 2017

الطبعة الأولى، دار الكتاب العربي، 1998

نشرت في جريدة الوطن الجديد (العراقية) في 10 تموز / يوليو 2024.