29 أكتوبر، 2024 2:16 ص
Search
Close this search box.

من التقييد إلى نظرية المؤامرة .. طريق “ترامب” للبيت الأبيض أصبح سهلاً !

من التقييد إلى نظرية المؤامرة .. طريق “ترامب” للبيت الأبيض أصبح سهلاً !

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

ما بين الديمقراطيين والجمهوريين؛ أثار حادث اغتيال الرئيس الأميركي السابق؛ “دونالد ترامب”، والمرشح الجمهوري للانتخابات المقبلة، جدلاً واسعًا، اتضح من خلاله ردود أفعال الطرفين والتي تبدو للوهلة الأولى أنها تخدم المسّار السياسي لـ”ترامب” في الفترة المقبلة.

فقد حرم الرصاص الذي دوى في “بنسلفانيا”، الديمقراطيين من حرية انتقاد خصّمهم المرشح الجمهوري؛ “دونالد ترامب”، على الأقل إلى حين.

وانضمت رئيسة “مجلس النواب” السابقة؛ “نانسي بيلوسي”، إلى عشرات الديمقراطيين الذين أصدروا بيانات تعاطف وصلوات من أجل عدوهم اللدود.

هذا الموقف يأتي خلافًا لموقف “بيلوسي”؛ التي أمضت الأسبوع الماضي، تُحذر من مخاطر عودة “ترامب” لـ”البيت الأبيض”، وهو ما يعني أن محاولة الاغتيال أدت إلى تغيّير النقاش السياسي بالكامل وفقًا لما ذكرته مجلة (بوليتيكو) الأميركية في تقريرٍ لها.

إسكات الهجمات السياسية..

وقال التقرير إن إطلاق النار أدى إلى إسكات الهجمات السياسية للديمقراطيين بشكلٍ فعال؛ وهو ما يُمثل تحول جذري عن موقف قادة الحزب الذين استمروا في الهجوم على “ترامب” باعتباره تهديدًا وجوديًا.

وعلى الفور ندّد كبار الديمقراطيين مثل زعيم الأقلية في مجلس النواب؛ “حكيم غيفريز”، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ؛ “تشاك شومر”، بالعنف السياسي.

إدانة العنف وتجنب السياسة..

كما أكد الرئيس السابق؛ “باراك أوباما”، أنه: “لا يوجد مكان على الإطلاق للعنف السياسي في ديمقراطيتنا”، وقال: “على الرُغم من أننا لا نعرف بعد ما حدث بالضبط، إلا أنه يجب علينا جميعًا أن نشعر بالارتياح لأن الرئيس السابق؛ ترامب، لم يصب بأذى خطير”، داعيًا: “لاستغلال هذه اللحظة لإعادة إلزام أنفسنا بالكياسة والاحترام في سياساتنا”.

وكانت استجابة الأغلبية الساحقة من الديمقراطيين في “الكونغرس”؛ هي إدانة العنف لكن معظمهم حرص على تجنب السياسة رُغم حالة الذعر التي تهيُّمن على الحزب (الديمقراطي) بشأن فوز “ترامب” المحتمل.

وقال النائب “لويد دوغيت”: “العنف يولد العنف، سواء كان موجهًا إلى ترامب أو مسّتوحى منه. إنني أدين بشدة جميع أعمال العنف وآمل أن تتخذ إجراءات سريعة لإنفاذ القانون”.

وأضاف “لودغيت”؛ الذي يُعد من أوائل النواب الديمقراطيين الذين حثّوا “بايدن” على التنحي: “في أميركا، يجب أن نجعل أصواتنا مسموعة من خلال بطاقات الاقتراع، وليس الرصاص”.

انقسام الديمقراطيين..

ومن السابق لأوانه معرفة كيف سيؤثر إطلاق النار على الانقسام بين الديمقراطيين في “الكونغرس”، والذي استمر طوال الأسبوعين الماضيين؛ بسبب الأداء الكارثي لمرشحهم؛ “جو بايدن”، في مناظرته مع “ترامب” وهو ما دفع الكثيرون لمطالبة الرئيس بالانسّحاب من الانتخابات فيما نادى آخرون بضرورة التوحد خلف مرشح الحزب.

وألقى الحادث بظلاله على مؤتمر الحزب (الجمهوري)؛ الإثنين، حيث يحظى الاجتماع الذي يُعلن فيه رسميًا ترشح “ترامب” لسبّاق “البيت الأبيض” على اهتمام الأمة بأكملها فيما يحتشد الجمهوريون الآن خلف ممثلهم الذي توقع الكثيرون علنًا أنه بات أكثر يقينًا من الفوز في تشرين ثان/نوفمبر.

لوم الخطاب الديمقراطي..

وبعد ساعات قليلة من إطلاق النار؛ ألقى الجمهوريون باللوم في محاولة الاغتيال على الخطاب الديمقراطي، وقال زعيم الأغلبية في “مجلس النواب”؛ “ستيف سكاليز”، في بيان: “على مدى أسابيع، كان الزعماء الديمقراطيون يغذون الهستيريا السّخيفة بأن فوز؛ دونالد ترامب، سيكون نهاية الديمقراطية في أميركا”.

وأضاف: “من الواضح أننا رأينا مجانين من اليسار المتطرف يتصرفون بناءً على خطاب عنيف”، مشيرًا إلى ضرورة أن يتوقف هذا الخطاب التحريضّي.

تبنّي استراتيجية جديدة..

وتسّعى حملة الرئيس؛ “بايدن”، الانتخابية إلى تبنّي استراتيجية جديدة بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها منافسه الجمهوري؛ “دونالد ترامب”، في ولاية “بنسلفانيا”، بما يشمل قرارًا بعدم مهاجمة الرئيس السابق في الوقت الحالي.

وفي غضون ساعات من إطلاق النار على “ترامب”؛ أوقفت حملة “بايدن” الإعلانات التلفزيونية وعلقت الاتصالات السياسية الأخرى التي كانت تسُّلط الضوء على إدانة “ترامب”؛ في أيار/مايو، بتهم جنائية تتعلق بدفع أموال لنجمة إباحية للتسّتر على فضيحة جنسية قبل الانتخابات الأميركية في 2016.

وقال مسؤولون في حملة “بايدن”؛ رفضوا ذكر أسمائهم، إن “البيت الأبيض” والحملة الانتخابية لن يهاجما “ترامب” في الأيام المقبلة وسوف يُركزان بدلاً من ذلك على مواقف الرئيس السابقة المتمثلة في استنكار جميع أنواع العنف السياسي، بما يشمل انتقاداته الحادة “للفوضى”، التي خلقتها الاحتجاجات الجامعية على خلفية الصراع بين “إسرائيل” و”غزة”.

وكان مستشارو “بايدن” يأملون في توقف الدعوات التي أطلقها بعض الديمقراطيين وغيرهم في الآونة الأخيرة لمطالبة “بايدن” بالتنحي والسماح لمرشحٍ آخر بتمثيل الحزب (الديمقراطي) في انتخابات الخامس من تشرين ثان/نوفمبر.

وقال أحد مسؤولي الحملة عن محاولة الاغتيال: “هذا يُغيّر كل شيء… ما زلنا نُقيّم الوضع. إقامة الحجج على ترامب… ستكون أكثر صعوبة”.

طريق أسهل لـ”البيت الأبيض”..

قال موقع (بوليتيكو)؛ إن الجمهوريون في “الكونغرس” يعتقدون بالفعل أن “دونالد ترامب” سيعود إلى “البيت الأبيض”، مشُّيرين إلى أن إطلاق النار عليه يوم السبت جعل طريقه أسهل.

وقال النائب “ديريك فان أوردن”؛ جمهوري من “ويسكونسن”، للموقع؛ بعد وقتٍ قصير من إطلاق النار: “نجا الرئيس ترامب من هذا الهجوم، لقد فاز للتو في الانتخابات”.

تعزيز الدعم..

وحسّب الموقع؛ ورُغم أن جمهوريين آخرين لم يذهبوا إلى هذا الحد، لكن كثيرين توقعّوا أن يُعزز إطلاق النار دعم الرئيس السابق، وإثارة قاعدته في تشرين ثان/نوفمبر المقبل.

وقال النائب “تيم بورشيت”؛ جمهوري من “تينيسي”، في إشارة إلى صور ومقاطع فيديو لـ”ترامب” بعد استهدافه عبر “الإنترنت”: “سيعمل هذا على تنشّيط القاعدة أكثر من أي شيء آخر. وهو، كما تعلمون، بقبضته في الهواء ولم يكن يريد المغادرة. وهو يصرخ، قاتل، قاتل، قاتل. هذا سيكون الشعار”.

وأوضحت الصحيفة أن إطلاق النار؛ الذي وصفه العديد من المشّرعين الجمهوريين على الفور بمحاولة اغتيال، يُرسل موجات صدمة إلى انتخابات مضطربة بالفعل. فالديمقراطيون، الذين كانوا يتقاتلون على إمكانية انتخاب الرئيس؛ “جو بايدن”، ولم يتحدوا في انتقادهم لـ”ترامب” إلا في الأسبوعين الماضيين، سرعان ما أوقفوا هجماتهم على الرئيس السابق.

وسارع الجمهوريون، الذين ظلوا صامتين وسط المشاجرات الديمقراطية، إلى لوم خطاب الحزب المعارض في الهجوم على “ترامب”.

نظريات مؤامرة..

ونشر بعض الجمهوريين في “الكونغرس”؛ مثل النائب “مايك كولينز”، جمهوري من “جورجيا”، نظرية مؤامرة، مفادها أن: “بايدن أمر بإطلاق النار”، في إشارة إلى تصريحات “بايدن” المجازية التي قال فيها إن الديمقراطيين في حاجة إلى وضع ترامب: “في مرمى النار”.

وقال السناتور “مايك لي”؛ جمهوري من ولاية “يوتا”، في بيان مشترك مع مستشار الأمن القومي السابق لـ”ترامب”، إن: “بايدن يجب أن يأمر على الفور المدعين العامين بإسقاط التهم الفيدرالية ضد ترامب، في جزء من الجهود لخفض الحرارة السياسية”.

وبدوره؛ قال النائب “أنتوني دي إسبوزيتو”، جمهوري من “نيويورك”: “في حين يعتقد أن قضايا مثل أمن الحدود والاقتصاد ستقود ترامب بالفعل إلى النصر، فإن تداعيات إطلاق النار ستجعل الناس يريدون الخروج”.

وقال (بوليتيكو): “جعلت التساؤلات عن إمكانية انتخاب بايدن الديمقراطيين يشكون بالفعل في فرصهم في الاحتفاظ بالبيت الأبيض، في وقتٍ كان الحفاظ على الأغلبية في مجلس الشيوخ، بالفعل صعودًا شاقًا”. وأضاف: “إن إطلاق النار في تجمع ترامب جعل الجمهوريين أكثر تفاؤلاً، بالفوز بالثلاثية الكاملة للسّيطرة على الحكومة الفيدرالية، الرئاسة ومجلسي الكونغرس”.

انقسام جمهوري..

ووفق الموقع؛ من المُّرجح أن تمتد التداعيات إلى ما أبعد من السياسة، حيث دعا أعضاء الحزبين إلى التحقيق في الأمر.

وأشار رئيس لجنة الرقابة في مجلس النواب؛ “جيمس كومر”، جمهوري من “كنتاكي”، بالفعل إلى أنه يُخطط لعقد جلسات استماع حول إطلاق النار، رُغم انقسام بين الجمهوريين، حول توجيه أصابع الاتهام إلى الخدمة السرية للسّماح لمهاجم بالتسلل، أو انتظار ما ستقوله التحقيقات الرسمية.

وقال في بيان: “هناك العديد من الأسئلة والأميركيون يطالبون بإجابات. اتصلت بالفعل بجهاز الخدمة السرية للحصول على إحاطة، وأدعو أيضًا مديرة الخدمة السرية؛ كيمبرلي شيتل، للحضور إلى جلسة استماع. ستُرسل لجنة الرقابة دعوة رسّمية قريبًا”.

ومن جهته؛ تعهد رئيس مجلس النواب؛ “مايك جونسون”، في بيان على منصة (إكس)، بتحقيق “مجلس النواب” الكامل في الأمر. وقال: “يستحق الشعب الأميركي معرفة الحقيقة. سنجعل مدير الخدمة السرية؛ كيمبرلي شيتل، ومسؤولين آخرين مناسبين من وزارة الأمن الداخلي، ومكتب التحقيقات الفيدرالي يحضرون جلسة استماع أمام لجاننا في أقرب وقت ممكن”.

فشل “الخدمة السرية”..

وفي سيّاقٍ متصل؛ وجهت الاتهامات إلى “جهاز الخدمة السرية”، ووصف “بورشيت”، عضو لجنة (كومر)، الأمر: بـ”فشل كامل” وتوقع أن تكون جلسات الاستماع في اللجنة: “حاسمة”.

وقال أحد المشُّرعين الجمهوريين؛ الذي طلب حجب هويته لحسّاسية الموقف: “كيف سمحت الخدمة السرية لشخص يحمل سلاحًا بالاقتراب من الرئيس ؟”.

ولا تأتي مطالب التحقيق من الجمهوريين في “مجلس النواب” فقط. حيث قال السناتور “غوش هاولي”، جمهوري من “ميسوري” إن: “لجنة الأمن الداخلي في مجلسه يجب أن تُحقق في محاولة الاغتيال، وكيف حدث ذلك”.

وحذر “دي إسبوزيتو”؛ المُّحقق السابق في شرطة مدينة “نيويورك”، لوم “جهاز الخدمة السرية” في هذا الوقت المبكر، وقال: “أعتقد مما رأيناه أن عمل جهاز الخدمة السرية ممتاز. أعني أنهم تمكنوا من إبعاد الرئيس عن المنصة في ثوانٍ وتأمينه في مركبة وإعادته إلى طريقه”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة