28 أكتوبر، 2024 12:25 م
Search
Close this search box.

“اعتماد” الإيرانية تكشف .. ضرورة تغيير رئيس مجلس مدينة طهران !

“اعتماد” الإيرانية تكشف .. ضرورة تغيير رئيس مجلس مدينة طهران !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

من يتابعون كتاباتي يعلمون جيدًا أنني لم أكتب نقدًا مفصلًا؛ على مدار السنوات الثلاث الماضية، بلدية ورئيس “مجلس مدينة طهران” للعديد من الأسباب، وربما لم تتخطى هذه الكتابات عدة مواقف وكانت قصيرة. بينما استفضت في نقد الحكومة وسياساتها. بحسّب “عباس عبدي”؛ في تقريره المنشور بصحيفة (اعتماد) الإيرانية.

ضرورة التغيير..

وأنا على نفس النهج حتى الآن ما لم يطرأ تغيير كبير. لذلك أريد أن أكتب ملاحظة أخاطب بها أعضاء “مجلس بلدية طهران” المحترمين. تتلخص في ضرورة تغييّر السيد رئيس مجلس المدينة، فقد كان عليه أن يتقدم باستقالته، ولكن بما أن هذا لم يحدث فإن عليكم المبادرة، وذلك للحفاظ على ما تبقى من ماء وجه المؤسسات العامة ومن بينها “مجلس بلدية طهران”.

ومسألة الكفاءة؛ (وإن كان يمتلك كفاءة بالأساس، وهو ما لم آراه في بلدية طهران)، جزء من الحيّثية. وسلوك السيد رئيس البلدية في الأنشطة الانتخابية؛ لا سيما المناظرات والمواجهات مع السيد “مسعود بزشكيان”، رئيس الجمهورية المنتخب، هو إهانة للبلدية و”مجلس مدينة طهران”.

ذلك أن تلك المواجهات، والتهديدات، والافتراءات، والترشح الصوري والتأكيد على البقاء حتى نهاية الانتخابات؛ (في حين علم الجميع أنه مجرد مرشح الصوري)، ثم الانسّحاب، ساهمت في إضعاف مكانته الشخصية بشدة، وهو الأمر الذي انسّحب بالطبع على المؤسسات التي يرأسها.

وربما يريد أحدهم لأسباب شخصية أن يضع مكانته على طاولة المزادات، وتلك ليست مشكلة فهذا بالنهاية قراره الشخصي، لكن سحب هذا الأمر على المؤسسات العامة إنما يعني تضييع حقوق الشعب. فإذا لم ينتبه هو نفسه لذلك الأمر يجب على مجلس المدينة اتخاذ إجراء.

سلوك خاطيء بدون اعتذار..

ومثل هذه الاستقالات متداولة بكثرة في المجتمعات النامية. بل يتقدم المسؤولون في هذه الدول بالاستقالة حال اتهامهم بسوء السلوك، وحتى قبل ثبوت التهمة؛ حتى لا يجعلون مكانة المنصب القانونية ضحية انعدام الثقة الشعبية لا قدر الله. لكن هنا في “إيران” لا يبدو المسؤول حتى الآن على استعداد للاعتذار عن هذا السلوك الخاطيء. لم يعتذر بل لم يقدم حتى أبسط توضيح عن هذا السلوك غير المحبب، والأهم أنه توجه للقاء رئيس الجمهورية المنتخب.

وأنا متأكد أن السيد “بزشكيان”؛ لن يتعامل بالمثل كما لم يفعل أثناء المناظرات، ويتغاضى بخلق حسن عن سلوكيات الأطراف المضادة، إلا أن هذا الأمر لا يعني إلغاء مسؤولية الطرف المقابل. وكان السيد “حسين أنصاري”؛ قد طلب إلى السيد “بزشكيان” في توصية أخلاقية، التغاضي عن سلوكيات منافسيه، وقد كانت النصيحة في محلها وحازت على قبول وتأييد السيد “بزشكيان”، لكن هذه المناقشة لا تتعلق بالمستوى الفردي والأخلاقي، وإنما بمسألة سياسية واجتماعية وعلى مستوى القانون والمطالب العامة.

والواقع أنه حتى لو اعتذر رئيس “مجلس مدينة طهران”؛ فهذا لا يعني الغاء مسؤوليته وعليه الاستقالة، وإلا فإن على أعضاء مجلس المدينة القيام بإجراء. بخلاف ذلك فسوف يعتبر الشعب أن سلوكيات رئيس مجلس المدينة يحظى بقبول وتأييد الأعضاء.

والسؤال: كيف يكون الشخص أو الأشخاص الذين لا يعبأون بمطالب المخاطب والمواطنيين ولا يحترمونها، مفيدًا في منصب رئيس مجلس المدينة أو عضو المجلس ؟.. وإذا كان مجلس المدينة يعتبر نفسه مندوبًا عن الشعب ويريد الخير لهم، فإن عليه إجراء استجواب وإقالة المخطيء بشكل حاسم وسريع. وللأسف لابد من الاعتراف بأن الفضاء الشعبي الإيراني مسُّيس للغاية.

وأي تصريح يصدر يسألون في البداية عن القائل ؟.. فإن كان من التيار السياسي المناويء يرفضون التصريح على الفور. لقد كان من القول. وكم درجة سترتقون بإقالة رئيس مجلس المدينة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة