يوم رفضت السلطات الأميركية منح تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة للكاتب الكولومبي “غابرييل غارسيا ماركيز” قال قولته المشهورة..هؤلاء الأغبياء لا يعرفون بأن تأثير الكاتب ليس بجسده بل بأفكاره وأفكاري دخلت بلادهم دون تأشيرة دخول..”

بل كلنتون عندما اصبح رئيسا رفع منع دخول الكاتب الكولومبي لانه معجب بروايته “مئة عام من العزلة” والتي أَهّلَته للفوز بجائزة نوبل للآداب

امريكا عندما جعلت العالم قرية بفضل تقنيتها الالكترونية واقمارها الصناعية هل كان في حساباتها بان هذا العالم سوف يتناقل اخبارها كل حسب ميوله ؟، هل كان في حسابها ان هذا العالم سيتناقل جرائم الكيان الصهيوني في غزة ؟ هذه الجرائم لها مثيل قام بها شارون عند اجتياح بيروت بداية الثمانينات وغزة قبل 2005 سنة انسحابه منها ولان في ذلك الزمان لم يكن استخدام النت في العالم كما هو الحال لا سيما مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا تويتر .

دائما الافكار لاسيما الحقيقة فانها لا تحتاج الى جواز سفر ستنتقل للاخر شئنا ام ابينا ، ان لم يكن من خلال الشبكة العنكبوتية فمن خلال الكتب التي تصدرها دور النشر ، ومن هذه الكتب حقيقة هو كتاب حوارات مع التاريخ والسلطة للصحفية الايطالية اوريانا فالاتشي فانها كشفت عن بعض الحقائق لا سيما ما يخص الكيان الصهيوني عبر لقائها بكولدامائير وشارون ، اضافة الى لقائها بالسيد الخميني ومعمر القذافي وحسين الاردن ، بالرغم من ازدواجيتها في مشاعرها الا ان هذه اللقاءات تعتبر وثيقة ومصدر لمن يريد الاطلاع على تلك الحقبة لاسيما الثمانينات وماجرى من جرائم صهيونية في بيروت وفلسطين .

العالم قرية وسرعان ما تناقل حركات واخطاء جو بايدن واخرها انه قدم زيلنسكي خلال تجمع الناتو ـ مليشا ارهابية دولية ـ قدمه على اساس فلادمير بوتين ، وعاد ليصحح خطاه قائلا سيهزمه زيلنسكي ، حقيقة انا شخصيا لا ارى أي اشكال اذا ما اخطا الرجل فانه امر طبيعي لكبر سنه او لكثرة مشاغله ولكن هذا العالم القرية سرعان ما تناقل هذا الخطا لتبدا التغريدات والتعليقات عليها .

هنالك الكثير من الفضائح التي تناقلتها المواقع الخبرية لا سيما التي تخص البيت الابيض وتصبح المادة الدسمة للاعلام وسرعان ما تاخذ طريقها الى النسيان ، فهل العالم قادر على محاسبة امريكا عندما يثبت تورطها في ابادة او جريمة معينة ؟ كلا .

التقى بريمر ببعض الشيوخ في القصر الجمهوري عندما راوه يجلس خلف مكتب الرئاسة انتقده احد المشايخ وقال له لا يسمح لك الجلوس على كرسي مخصص لرئيس العراق ، فما كان من بريمر الا ان ينهض وجلس الى جانبهم وبعد انتهاء اللقاء ودعهم وعاد للجلوس على الكرسي ، فقال لا ايمي سكاي البريطانية نحن نؤمن بالحرية لذا للشيخ الحرية ما يقول ، ما قيمة الحرية التي لا تاتي بنتائج ؟، هاهو العالم برمته نقل لنا مظاهرات الشارع الاوربي والتصويت الاممي لصالح فلسطين فما كان من امريكا الا ارسال شحنات قذائف ثقيلة وحارقة للكيان .

نفس الظاهرة حدثت لبوش عندما تصدى له جندي امريكي في تجمع له صارخا بوجهه انت مجرم قتلت مليون عراقي يجب ان تحاكم وبعد اخراجه بالقوة من القاعة عقب بوش هذا بلدنا الذي يؤمن بالحرية ومن حقه ان يقول ما يريد ، وماذا حصل بعد ان قال اللهم الا اذا لم يدخلونه زنزانة التعذيب ، ولكن بفضل تقنية امريكا جعلنا نطلع على هذه الاحداث وغيرها.

العالم برمته غدا سينظر نظرة ازدراء لا مريكا ولمن معهم في الجرائم والحروب التي اجتاحت العالم لان الاطفال والشباب الكل ادمنوا على متابعة مواقع التواصل الاجتماعي واطلعوا ولا زالوا يطلعون على هذه الحروب

اخيرا لاحظت في الاونة الاخيرة ان المواقع التي تنشر مقالاتي لاسيما ما يخص امريكا لا تظهر في الكوكل .