25 أكتوبر، 2024 2:33 م
Search
Close this search box.

“الكاتب” الإيرانية تكشف .. “بزشكيان” وتحديات السياسة الخارجية التفاعلية !

“الكاتب” الإيرانية تكشف .. “بزشكيان” وتحديات السياسة الخارجية التفاعلية !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

لم يصل “مسعود بزشكيان”؛ إلى رئاسة “الجمهورية الإيرانية” في ظل أوضاع إقليمية وعالمية طبيعية، ذلك أن المنطقة تعيش حالة بالغة الحسّاسية من عدم الاستقرار بسبب متُّغير الحرب على “غزة”، وانتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية. بحسّب ما استهل “صابر گل عنبري”؛ تحليله المنشور على قناة (الكاتب) الإيرانية على تطبيق (تليغرام).

على الصعيد الدولي أيضًا يواجه العالم تطورات عميقة وأحداث مصيرية من مثل ضرورات الطبيعة الخلافية للنظام العالمي في هذه الفترة شبه الانتقالية.

تحديات ضخمة أمامه..

وقد وضح “بزشكيان” أولويات سياسته الخارجية؛ (في ظل حالة عدم الاستقرار والصراع)، وهي القضاء على العقوبات، وتحديد مصير “الاتفاق النووي”، والتعامل البناء مع دول العالم، والسّعي من خلال تلك الإجراءات للقضاء على الأزمة الاقتصادية بشكلٍ فوري.

لكن الحقيقة أنه يواجه؛ بغض النظر عن العقبات والتحديات الكثيرة الداخلية، حقل ألغام على الساحة الخارجية، يتطلب عبوره والوصول إلى الأهداف السابقة، إلمام عميق بالوقائع المُّعقدة إقليميًا ودوليًا، ووضع برنامج وخطة طريق صحيحة واتخاذ خطوات دقيقة ومحسّوبة.

بين السعادة والتخوفات الدولية..

ووفق ملاحظاتي؛ فإن ترحيب دول المنطقة، وبخاصة ممالك جنوب الخليج، بفوز “بزشكيان”، كان أبعد من المجاملات الدبلوماسية القائمة على نوع من السعادة والرضا.

ويتخوف أنصار (محور المقاومة) بالمنطقة من التأثير المحتمل لعودة الإصلاحيين، وموقف هذا التيار من العلاقات مع “الولايات المتحدة الأميركية” والغرب، والتخلي عن دبلوماسية الميدان. وقد تُمثل ردود الفعل في الميدان تحديث حقيقي لدبلوماسية الحكومة الجديدة.

التقارب “الإيراني-الغربي”..

لكن “سعادة” الأطراف العربية في المنطقة بوصول الإصلاحيين إلى السلطة؛ بينما كانوا في العادة يشعرون بالخوف سابقًا، بسبب تزايد احتمالات تآمر “إيران” والغرب، وبالتالي يكونون ضحية، لذلك كانوا غالبًا يميلون إلى وصول تيار للسُّلطة الإيرانية يكون صاحب زواية عميقة مع الغرب، لكن يبدو أن هذه الصورة والخوف من التقارب “الإيراني-الغربي” بصّدد التلاشي للأسباب التالية:

01 – قناعة هذه الدول بتأمين مصالحها المشتركة والقوية مع “الولايات المتحدة”؛ عبر تكثيف نفوذ وقوة مجموعاتها للضغط في هذا البلد.

02 – بموازنة علاقاتها مع الكتلتين الغربية والشرقية، وربط مصالحها الاقتصادية مع هاتين الكتلتين بالتوازي مع تباين المصالح الإيرانية مع الكتلتين، بلغت هذه الدول مرحلة من الطمأنينة بالبقاء في أمان من التداعيات السلبية المحتملة للتقارب “الإيراني-الغربي”.

03 – الدول العربية الخليجية؛ لا سيما “المملكة العربية السعودية”، ترغب من خلال رسم آفاق عامة للاقتصاد، أن تكون ضمن أفضل الاقتصادات في العالم، وكأنها وصلت إلى قناعة بأن هذا ممكن فقط في ظل وجود منطقة آمنة.

لذلك لا تُرحب؛ كما في السابق، بتوسيّع نطاق التوتر بين “إيران” و”الولايات المتحدة” في المنطقة، بل وتتوسّط للحد من هذا التوتر.

لكن في الوقت نفسه، لاتزال مخاوف هذه الدول تجاه “إيران” قائمة، لكن مع الفارق من حيث الشكل وإدارة هذه المخاوف.

إحياء الاتفاق النووي..

جديرٍ بالذكر؛ أن المنطقة كانت تعيش أوضاع ملتهبة وغير مواتية حين التوقيع على “البرنامج الشامل للإجراءات المشتركة” عام 2015م، وبلغت الحروب بالوكالة ذروتها بالهجوم على مقر السفارة السعودية في “طهران”، وزاد من توتير الأجواء قطع العلاقات، ثم وصول “دونالد ترامب” إلى رئاسة “الولايات المتحدة”، ورأت فيه “السعودية والإمارات”؛ بالتعاون مع “إسرائيل”، ضالتها وأقنعوه بالانسّحاب من “الاتفاق النووي”.

لذلك فإن إحياء هذا الاتفاق وأي اتفاق آخرى دون توفير أجواء إقليمية مناسبة لن يستمر ولن يكون فعالًا بالنسبة لـ”الجمهورية الإيرانية”.

والأجواء الإقليمية العربية حاليًا مناسبة إلى حدٍ ما، والأولوية الأولى قبل الاتفاق مع “الولايات المتحدة الأميركية”؛ هو توفير الأجواء المناسبة إقليميًا وهذا لن يكون ممكنًا بالأساليب النمطية القديمة.

وغني عن القول إن الاتفاق مع “الولايات المتحدة” سوف يواجه؛ (سواء بقي “بايدن” أو عاد “ترامب” إلى السلطة)، تحديات أكبر من ذي قبل نتيجة الحرب على “غزة”.

وبسبب الضعف الاستراتيجي الإسرائيلي في حرب السابع من تشرين أول/أكتوبر، فلن تضع “تل أبيب” فقط المزيد من العراقيل على مسّار هذا الاتفاق، بل إن سياسة “الولايات المتحدة” في الشرق الأوسط؛ في الفترة المقبلة، سوف تُراعي عامل الأمن الإسرائيلي في المنطقة.

والحقيقة أن أي اتفاق مع “الولايات المتحدة” للقضاء على العقوبات؛ يتكامل مع اتفاق إقليمي، ولن يكون الاتفاق مع “أميركا” مجديًا اقتصاديًا بالنسبة لـ”الجمهورية الإيرانية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة