26 أكتوبر، 2024 10:38 م
Search
Close this search box.

“عالم الصناعة” الإيرانية : “بزشكيان” لا يجب أن تخاف !

“عالم الصناعة” الإيرانية : “بزشكيان” لا يجب أن تخاف !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

قررت غرف الفكر السياسي المتشّدد لـ (التيار الأصولي)، استخدام كل إمكانياتها الدعائية في تقديس الحكومة الثالثة عشر في أعقاب كارثة المروحية التي أودت بحياة رئيس الجمهورية المرحوم؛ “إبراهيم رئيسي”، وبالتوازي مع هذا الاتجاه قرر بعض أعضاء الحكومة الثالثة عشر ووسائل الإعلام الحكومية الكتابة والحديث على نحو يوحي بأن الحكومة الرابعة عشر ستكون امتداد للحكومة السابقة دون تغير. بحسّب تقرير “محمد صادق جنان صفت”؛ المنشور بصحيفة (عالم الصناعة) الإيرانية.

ما بين حكومة “رئيسي” وحكومة “بزشكيان”..

ونشرت إحدى الصحف العديد من المقالات الافتتاحية للحديث عن هذا الموضوع، حتى أنها نصّت في عدد السبت 06 تموز/يوليو 2024م، على ضرورة أن تستمر الحكومة الرابعة عشر داخل نفس أطر الحكومة السابقة امتلكت الكامل الفاعلية.

مع هذا فقد شارك: (40%) فقط من المواطنيين في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وهذا معناه الاعتراض على السياسات العامة للحكوة الثالثة عشر. في حين شارك أغلب الإيرانيين في الجولة الثانية من العملية الانتخابية، ورفضوا التصّويت للمرشح الذي أكد أنه سوف يتبع خطى السيد “إبراهيم رئيسي”؛ واختاروا المرشح المنافس الذي ظهر برُفقة شخصيات مثل: “محمد جواد ظريف” و”علي طيب نيا” و”عباس آخوندي” و”حسين تبريزي” والإصلاحيين من حزب (15 خرداد).

وبالتالي فقد رفض المصّوتون عملية تقديس الحكومة الثالثة عشر ومحاولة إجبار الحكومة الرابعة عشر على اتباع نفس سياسات الحكومة السابقة.

بزشكيان” لا تخف..

يتعين على “مسعود بزشكيان”؛ رئيس الحكومة الرابعة عشر التي سوف تقود البلاد على مدار الأربع سنوات المقبلة، اختيار مجموعة المساعدين بالإضافة إلى تحديد أهداف استراتيجية، وكذلك تفكيك الأغلال التي تُقيّد الدولة والمجتمع.

والشرط الأول لنجاح “بزشكيان” وتلبيّة آراء أغلب الإيرانيين، أن يضع بلا خوف معيار اختيار المساعدين منذ اليوم الأول، وقبل التعرض لسّيل من المطالب الصغيرة والكبيرة والمضللة. وقد أثبتت التجارب فشل اختبار التفاؤل تجاه نقل الآخرين للمعرفة. لذلك لا يجب أن تخاف يا “بزشكيان” من فلان المنتمي للتيار المتشّدد،أو فلان من التيار المؤثر، أو فلان الذي تتوقع منه الأحزاب السياسية شيئًا معينًا.

وتشكيل مجموعة من المدراء أصحاب الخبرة والشجاعة، كفريق للرئيس هو ضرورة ملحة، لكن يجب على “بزشكيان” توضيح معايير الاختيار وطلب المساعدة من مجموعة المستشارين. وبإمكان شخصيات مثل “بیژن زنگنه” و”محمد جواد ظریف” و”محمد شریعتمداري” و”عباس آخوندي” و”اسحاق جهانگیري” وآخرين؛ أن يشُّكلوا فريق “بزشكيان” يستشيرهم في مسألة اختيار الوزراء.

قصة العقوبات..

انتبه يا “بزشكيان” فقد تأزمت أعمال وحياة الإيرانيين في سنوات ما بعد عقوبات “باراك أوباما”؛ ثم عقوبات “دونالد ترامب”، حيث يعيش المواطن فترة صعبة.

من جهة أخرى فالعقوبات الشديدة تسببت في وصول البُنية التحتية الإيرانية إلى مرحلة الهلاك النهائية، وبرزت مشكلات كبيرة في جميع المجالات لا سيما الطاقة. والحقيقة أن “إيران” تخلفت حتى عن الدول الصغير بالمنطقة، وتفوقت “تركيا والسعودية”؛ المنافسين الإقليميين لـ”الجمهورية الإيرانية”، من حيث حجم الناتج المحلي.

لذلك لا تخف يا “بزشكيان”؛ وأن تضع هذه الحقائق المريرة على جدول النقاشات الوطنية. ولو يتخلى الرئيس منذ البداية عن المجاملة، ويتعامل بحزم مع مسألة العقوبات والقضايا المتعلقة بها مثل كيفية التعامل مع الغرب، وكيفية التخلص من المشكلة النووية، وكذلك العلاقات مع الشرق، حينها يمكن التفاؤل بإمكانية خروج “إيران” من هذا المأزق، وإلا فسوف تستمر مشكلات الإيرانيين واهدار الثروات الوطنية، وهذا ما لم يصّوت له الشعب.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة