26 أكتوبر، 2024 2:37 م
Search
Close this search box.

فائدتان و3 مفارقات مريبة .. علامات استفهام معلقة فوق اتفاقية العراق مع تُركمانستان بشأن الغاز !

فائدتان و3 مفارقات مريبة .. علامات استفهام معلقة فوق اتفاقية العراق مع تُركمانستان بشأن الغاز !

وكالات- كتابات:

بعد حوالي (08) أشهر من توقيع “العراق” اتفاقًا مع “تُركمانستان” لاستيراد “الغاز” المطلوب لتشّغيل المحطات الكهربائية، وقّعت “إيران” اتفاقية مع “تُركمانستان” لمّد شبكة الإنابيب لتوريد “الغاز التُركمانستاني” إلى “إيران”، في اتفاق سيدفع “العراق” بموجبه لشراء “الغاز التُركمانستاني”، لكن دون أن تدخل ذرة واحدة من هذا الغاز إلى المحطات العراقية.

وأعلنت حكومة “تُركمانستان”؛ وكذلك الجانب الإيراني، قبل حوالي (03) أيام، توقّيع اتفاقية توريد (10) مليار متر مكعب من “الغاز” من “تُركمانستان” إلى “إيران”، وهو ما يُعادل أكثر من: (25) مليون متر مكعب يوميًا.

تُعادل هذه الكمية بالضبط ما يسّتورده “العراق” بالمتوسّط من الجانب الإيراني؛ بالرُغم من أن حاجته تصل لأكثر من (50) مليون متر مكعب يوميًا في أوقات الذروة، لكن عمومًا أن هذا العقد سيؤدي لحل معضلتين في آنٍ واحد.

تتمثل المعضلتان اللتان سيتم حلهما في نفس الوقت؛ هو أن “العراق” سيتخلص من الانخفاضات المفاجئة في “الغاز الإيراني”؛ المّورد إلى محطاته بسبب تصاعد حاجة شمال “إيران” للغاز أحيانًا، ما يؤدي إلى قطعه عن “العراق”، كما أنه سيحل بنفس الوقت مشكلة تسّديد أموال “الغاز” المسّتورد إلى “إيران”، وهو ما يمكن وصفه باستراتيجية “التفاف” على تطلعات “واشنطن”؛ التي مازالت تنتظر أن يُعلن “العراق” أخيرًا إيقاف استيراد “الغاز الإيراني”.

لكن هذه الاتفاقية “ثنائية الفائدة”، تحمل الكثير من المفارقات وعلامات الاستفهام والتساؤلات، الأول أن “الغاز التُركمانستاني” سيتشريه “العراق”؛ لـ”إيران”، أي أنه سيدفع أمواله إلى “تُركمانستان”، لكنه لن يستلم هذا “الغاز” أبدًا، بل سيذهب هذا “الغاز” إلى الشمال الإيراني، بالمقابل تُعطي “إيران” غازًا بنفس الكميات ربما إلى “العراق” من غازها المحلي بنفس الوقت.

هنا سيقوم “العراق” بتسّديد إثمان “الغاز الإيراني”؛ لكن دون تسّليم “إيران” الأموال بل تسّليمها إلى “تُركمانستان” مما سيؤدي إلى تجاوز مسألة العقوبات.

أما التساؤلات الأخرى؛ فتتعلق بسعر “الغاز التُركمانستاني”، فهل سيشتري “العراق”؛ “غاز تُركمانستان”، بنفس سعر “الغاز الإيراني” أم أنه سيدفع أموالاً أكبر ل‍ـ”تُركمانستان” مقابل الحصول على نفس “الغاز الإيراني” الذي كان يسّتورده سابقًا ؟، كما أن السؤال الثالث هو هل سيتحمل “العراق” كُلفة الأنبوب الممتد من “تُركمانستان” إلى “إيران” ؟، باعتبار أن “إيران” غير محتاجة لإنشاء هذه الشبكة واستيراد “غاز تُركمانستان”؛ بل انها أقدمت على هذه الخطوة لصالح “العراق” فقط؛ فهي تستطيع الاكتفاء بغازها المحلي وتوقفه عن “العراق” وتستخدمه للاستهلاك الداخلي.

كما أن التساؤل الثالث والخطير بذات الوقت، هل ستتعامل “إيران” على أن الغاز القادم من “تُركمانستان”؛ والذي يدفع “العراق” أمواله، هو ليس غازًا للمُّقايضة تأخذه “إيران” مقابل منح “العراق” جزءًا من غازها ؟، أي بمعنى آخر هل ستعتبر “إيران” نفسها إنها: “أرض مرور” لـ”الغاز التُركمانستاني” نحو “العراق”؛ بالتالي تأخذ رسّوم عبور إضافية ؟، بالرُغم من أن ما سيحدث ليس كذلك فـ”الغاز التُركمانستاني” لن يصل إلى “العراق” أبدًا بل ستتم مبادلته، أي تأخذه “إيران” وتمنح “العراق” جزءًا من غازها المحلي الذي تزوده لـ”العراق” منذ سنوات.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة