27 أكتوبر، 2024 6:21 م
Search
Close this search box.

وفاة “التيار الإصلاحي” .. الفجوة بين الشعب والنظام أعمق من تجمّيلها !

وفاة “التيار الإصلاحي” .. الفجوة بين الشعب والنظام أعمق من تجمّيلها !

خاص: إعداد- د. محمد بناية:

فاز المرشح الإصلاحي؛ “مسعود بزشكيان”، على منافسه الأصولي؛ “سعيد جليلي “، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية، بعدد أصوات بنحو: (45%) من مجٌّمل الأصوات التي بلغت: (49.8%)، حسّبما أفادت “وزارة الداخلية” الإيرانية.

وفي أول تصريحاته بعد إعلان فوزه تعهد “بزشكيان”، بمد يد الصداقة للجميع، وقال في تصريح للتلفزيون الرسّمي: “سنُّمد يد الصداقة للجميع، نحن جميعنا شعب هذا البلد. علينا الاستعانة بالجميع من أجل تقدّم البلد”.

وأضاف: “أنا غير مدّعوم من حزب أو جهة، والشعب هو من انتخبني”.

انتخابات بلا فائز !

لكن كان للدكتور “مرتضي نعمتي”؛ المفصول من جامعة (چمران) على خلفية دعم المظاهرات الطلابية، رأي آخر حيث أكد عدم وجود فائز في هذه الانتخابات، وكتب على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي (إنستغرام): “استمرار الوضع الراهن على المدى الطويل لا يُمثل فوزًا لأحد، حتى بالنسبة للسلطة ! نحن بإزاء مأزق تاريخي. نحن نُحاول عبثًا إخفاء الفجوة العميقة ليس فقط بين السلطة والشعب، وإنما بين الطبقات الاجتماعية المختلفة، بالجمل الجميلة والرومانسية، أو جعلها تبدو جميلة بطريقة غير واقعية ووهمية. والفجوة بين من المصّوتين والمقاطعين أعمق من أن يمكن التخلص منها بالعبارات الشاعرية”.

وأضاف: “نحنُ حاليًا بصدد ثلاث فصائل متعارضة على الساحتين الاجتماعية والسياسية: مجموعة الأغلبية التي قررت الإمتناع عن المشاركة في لعبة الانتخابات، ومجموعتي الأقلية؛ (يقصد الإصلاحيين والأصوليين)، اللتان تُريدان (على ما بينها من اختلافات طفيفة)، استمرار الوضع الراهن. ذلك أن الأقلية الإصلاحية لا تمتلك قوة كبيرة في مواجهة الهيكل الرئيس لمؤسسات السلطة. لذلك من المتوقع أن نشهد جدالًا مهلكًا بين مجموعتي الأقلية. وكلا المجموعتين يدعي أن الحفاظ على النظام واستمرار الوضع الحالي أفضل خيار. وفي الوقت نفسه هناك مجموعة الأغلبية التي تراقب مجموعتي الأقلية ولن تتهاون في البحث عن مطالبها التي ترتفع عن سقف الإصلاحيين المنخفض”.

وختم بقوله: “ظهرت منذ سنوات مؤشرات واضحة على التعارض المدمر بين المجموعات الثلاث؛ بحيث لا يمكن انكارها أو إخفاءها بالعبارات الجميلة. ومتجر أحلام الإصلاحيين لا يجد مشتري. وقريبًا جدًا سوف يسقط حجر الواقع الثقيل على رؤوس الحالمين”.

وفاة التيار الإصلاحي..

بدوره؛ اعتبر “آيدين آرتا”، الأستاذ الجامعي والباحث بكلية البحوث الفلسفية والاجتماعية، جامعة (نيوإنغلند) الأسترالية، أن فوز “مسعود بزشكيان” بالأصوات، دلالة على وفاة (التيار الإصلاحي) المحسّومة باعتباره تيار إنقاذ اجتماعي، ونجح في رفع نسّب المشاركة في الانتخابات إلى نحو: (50%) والوصول إلى أغلبية من لهم حق التصّويت. لكن الخبر السّيء أن هذا الفوز سيكون الأخير لأن سيقضي على وجود الإصلاحيين في آتون السياسة الإيرانية.

وقال: “لو يريد الإصلاحيين تلبية المطالب الشعبية والوفاء بوعودهم الانتخابية؛ (ولن يريدون ولن يستطيعون)، فسوف يواجهون رد فعل شديد من نواة النظام الصلبة. وفي هذه المواجهة سوف يتعين على الإصلاحيين الارتقاء إلى مستوى التغيير، وهذا سيكون بمثابة نهاية التيار الإصلاحي، أو الالتزام باستمرار بقاءهم الذاتي، وفي هذا الحالة سوف يفقدون الشعبية، وستكون هذه نهايتهم الحاسمة”.

وأضاف: “لن يتمكنوا بعد ذلك من اقناع الشعب بالتصويت في الانتخابات لصالح الإصلاح مطلقًا. وبنهاية الإصلاحيين سوف تنتهي الانتخابات أيضًا. ولن يكون الشعب على استعداد للمشاركة بنسبة: (50%) في ظل النظام الحالي. وانتهاء الانتخابات مرادف لنهاية وجود نظام الجمهورية الإيرانية السياسي، وما سيحدث تاليًا ذُكر مرارًا في كتب التاريخ”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة