18 ديسمبر، 2024 8:15 م

( العلمانية منهج فكري ام عقيدة دينية ) قراءة وملاحظات

( العلمانية منهج فكري ام عقيدة دينية ) قراءة وملاحظات

ابتداءً لابد من القول ان الحافز الاساس لكتابة المقال هواهمية ما تناوله الكتاب من مواضيع في وقت استمرار تعرض العلمانية الى حملات تشويه مقصودة ما يفرض ضرورة مواجهة هذه الحملات بالتوعية الدائمة لانصاف العلمانية وتأكيد اهميتها في المجتمع .وقد حرص الصديق مؤلف الكتاب عبدالله سلمان وبدافع شغفه بالعلمانية وايمانيه باهميتها على توزيع الكتاب على الشباب بشكل خاص وفي المقدمة منهم شباب انتفاضة تشرين 2019 والمؤمنين باهدافها من دون ان يفكر بمغنم مادي وتجاري ، لذا فان قراءتي للكتاب تأتي ليست بغرض الدعاية لترويجه تجارياً بل اسهامة متواضعة  مع الكاتب في توضيح معنى العلمانية الحقيقي .. ولن ادعي هنا ان مقالنا يمتلك شروط الاستعرض النقدي للكتاب بل هو وكما جاء في العنوان قراءة مع ملاحظات بسيطة لاتفقد اهمية ما جاء في الكتاب لانها لاتمس جوهره .. ان القراءة الاولية للعنوان تحفز القاريء على متابعة ما جاء في صفحاته ال 252 من مقدمته التي شرح فيها الاستاذ عبدالله سلمان سعيه الى  عدم الاكتفاء باستكشاف تاريخ العلمانية بل ( الخوض في تحليل مفصل لتأثير العلمانية على الحياة الاجتماعية والثقافية واثرها في التفاعل بين الدين والدولة في مجتمعاتنا العربية ) . والكتاب  في ابوابه الاربعة وفصولها ركز على مخاطر تقهقر العلمانية وصعود الايدلوجيات اليمينية في اوربا مع تقديم تفسير الى مفهوم الفكر والعقيدة كما جاء في الفصل الاول والثاني  من الباب الاول بعنوان ( العقائد السماوية والوضعية  اما الباب الثاني الذي يحمل عنوان العلمانية اسباب النشأة ومراحل التطور منذ القرون الوسطى وجذور العلمانية .. وفي حين يتناول الكاتب في الباب الثالث  ( تحولات الفكر والقيم ) بفصوله الخمسة الثورة الفرنسية وتأثيرها العلماني والعلمانية في الولايات المتحدة الاميركية والشيوعية والعلمانية ودين الدولة في دساتير اوربا العلمانية واهم المحطات السياسية المؤثرة في صعود اليمين ، فانه في الباب الرابع والاخير ( افق المستقبل والتحديات ) يستعرض بشيء من الاسهاب في الفصول الثلاثة مخاطر تقهقر العلمانية والرؤى المستقبلية واليمين المتطرف في اوربا حالياً وجذوره التاريخية ..

وفي الخاتمة يضعنا المؤلف الاستاذ عبدالله سلمان الى ابرز ما يواجه العلمانية من تحديات وسبل مواجهتها ..لما للعلمانية من تأثير على العلاقات بين الثقافات والاديان والدول ..

اخيراُ لابد ان اتطرق الى ابرز ما سجلته من ملاحظات اتمنى ان يتسع صدر صديقي المؤلف لها واولها .. اعتقادي بانه وهو يتحدث عن الاديان السماوية والوضعيه لم يشر بشكل واضح الى علاقتها بالعلمانية برغم انه في معرض الكتاب اكد ان العلمانية لاتعني الالحاد .. اضافة الى عدم نقده الصريح للولايات المتحدة الاميركية التي تدعي العلمانية غير انها تمارس اقسى انواع الجرائم الارهابية بحق الشعوب كما اظن انه كان من المهم التطرق الى سياسة التمييز العنصري في اميركا التي اضطهد فيها السود لسنوات طويلة قبل ان ينالوا حقوقهم المدنية .. سياسة عنصرية ما زالت بعض اثارهاالسلبية في اميركا نفسها او في اوربا  .. الملاحظة الاخيرة وجود اخطاء بسيطة وتكرار في بعض الفصول كان يمكن تجاوزها في ما لو تم مراجعة الكتاب بدقة قبل طبعه ..

مرة اخرى اثني على جهود المؤلف وحرصه على تعزيز اهمية فهم العلمانية وانصافها وهو كتاب يستحق القراءة والمناقشة .