31 أكتوبر، 2024 6:19 م
Search
Close this search box.

هارب في “بلجيكا” .. “بي. بي. سي” تلاحق إمبراطور الهجرة غير الشرعية “جبل” العراقي !

هارب في “بلجيكا” .. “بي. بي. سي” تلاحق إمبراطور الهجرة غير الشرعية “جبل” العراقي !

وكالات- كتابات:

انطلاقًا من حادثة غرق قارب في البحر شمال “فرنسا”؛ قبل حوالي شهرين، ما أدى لوفاة خمسة أشخاص، من بينهم طفلة تُدعى: “سارة”؛ قادت شبكة (بي. بي. سي) البريطانية، تحقيقًا وملاحقات طويلة للمهرب الرئيس المسؤول عن وفاة هؤلاء الأشخاص؛ بينهم الطفلة “سارة”، والمُّهرب عراقي كُردي، يُطلق عليه لقب: “جبل”.

يتحدث فريق (بي. بي. سي)؛ عن كيفية تمكنه من التوصل الى “جبل” العراقي في “بلجيكا”، ويقول وصّلنا إلى: “أنتويرب في أيار، وبدأنا العمل على خطة لتحديد موقع جبل ومواجهته، وقد زودنا أحد عملائه السابقين بصورة له، كما زودنا مصدر آخر بنسّخة من جواز سفره العراقي وبطاقة هوية أوروبية يبدو أنها صُّدرت في عام 2021؛ في بلدة إيطالية نائية على أحد التلال، حيث تجري هناك تحقيقات في عمليات الجريمة المنظمة”.

اكتشفنا أن الاسم الحقيقي لهذا الشخص الملقب: “جبل”، هو: “ريبوار عباس زنكنة”، كُردي من شمال “العراق”، غير متزوج، ويبدو أنه مسُّلم متدين، “جبل” نفسه مهاجر، لكن وضع هجرته غير واضح، ومن المعروف أنه كان يعيش مؤخرًا في “كاليه وبروكسل وأنتويرب”، قيل لنا إنه عمل مع شريكين وقد يكون هناك شخصية أكثر أهمية في “العراق”.

التقى زميلنا “محمود”؛ الذي يتحدث العربية ويتظاهر بأنه مهاجر يبحث عن طريق إلى “بريطانيا”، بوسّيط في صالون حلاقة في “أنتويرب”، والذي أكد أنه يعرف “جبل” وسيُّرتب له الاتصال بنا، انتظرنا قرابة أسبوعين، ولكن في النهاية رن هاتفنا في وقتٍ متأخر من إحدى الليالي.

جاء الصوت في الهاتف: “مرحبًا. إذن، هل تُريد الذهاب إلى بريطانيا ؟ كم عدد المقاعد التي تحتاجها ؟ هل أنت مسُّتعد ؟”.

فريق (بي. بي. سي) كان يُراقب المهرب “جبل” في معسكر للاجئين في “لوكسمبورغ”، حيث حاول الاختفاء هناك، تحدث “جبل” إلينا بعبارات قصيرة ومختصرة. وفي تلك المكالمة، وفي مكالمتين هاتفيتين لاحقتين، أكد لنا أنه لا يزال مهتم جدًا بالموضوع، مؤكدًا لنا أن الرحلة عبر القناة كانت “آمنة”، وأنه طور من الأداء منذ وفاة “سارة”.

سألنا “جبل”: “كم شخص منكم مستعد ؟”، مضيفًا أنه ليس من الممكن العبور في اليوم التالي نظرًا لأن الطقس في “كاليه” لم يكن جيدًا بما يكفي، ولكن بعد ساعات من تلك المكالمة الأولى، علمنا من مصدر أن “جبل” غادر “أنتويرب”؛ مؤخرًا، على عجل. وكان السبب أنه الاعتقال لتورطه في الوفيات الخمس التي وقعت في نيسان/إبريل، كان “جبل” هاربًا.

في ذلك المساء الأول في “لوكسمبورغ”، تمكن زميلنا من التحدث إلى “جبل” عبر الهاتف، وادعى أيضًا بأنه مهاجر يُدعى “محمود”، وفي تحرك منسّق، قام زميل آخر من (بي. بي. سي) بالتجول حول محيط المجمع في نفس الوقت، وأطلق بوق السيارة على فترات منتظمة ـ وعند الاستماع إلى المحادثة، سمعنا بوضوح صوت بوق سيارة زميلنا الآخر في خلفية المكالمة مع المهرب للتأكد من أنه موجود في هذا المجمع”.

لقد كان “جبل” هنا في المجمع، ولكن كيف نغُّريه للخروج دون إثارة الشكوك ؟ إذا هرب مرة أخرى وفشلنا في تعقبه، فسنعود إلى نقطة البداية، كان الخيار الوحيد هو المراقبة، وهكذا، لمدة ثلاثة أيام، ظل فريقنا يُراقب، ويرصّد مدخل المجمع، وكان هناك من يراقب من نقطة عالية تطل على المركز، مما يمنحنا رؤية للداخل.

وأخيرًا في اليوم الثالث وقبل الساعة الثالثة ظهرًا بقليل رصدنا “جبل”، وكان يخرج مع مجموعة من المهاجرين الآخرين، استدار إلى اليسار، متجهًا نحو محطة الترام، عندها بدأ فريقنا في الركض نحوه، كان المهرب يتجول بلا مبالاة عبر ساحة عامة تغمرها أشعة الشمس، ولم يكن ليدرك أن هناك أحدا يلاحقه.

بدا رجلا قصير القامة، ممتلئ الجسم، يبلغ من العمر 39 عاما، يرتدي بدلة خضراء شاحبة وقبعة بيسبول، وكأنه شخص عادي يقوم بنزهة بعد الظهر سيرا من مركز استقبال المهاجرين إلى محطة ترام قريبة، قلنا له لقد عرفناك انت المهرب، وبينما كنا نتحدث إليه، بادرنا قائلا، “ليس أنا يا أخي. لا أعرف أي شيء ما مشكلتك؟”، بدا قلقا، لكنه حافظ على صوته منخفضا ولم يواجهنا بينما كان يتراجع نحو محطة الترام.

أخرجت صورة لسارة، وسألته عما إذا كان هو المسؤول عن وفاة الطفلة البالغة من العمر سبع سنوات. هز رأسه مرة أخرى، ثم اتصلنا برقم هاتفه، كان بإمكانه تجاهله، كان بإمكانه الانتظار في صمت حتى وصول الترام، ولكن عندما طلبنا منه الرد على هاتفه، وإظهاره لنا، بدا مرتبكا للحظة، لكنه فعل ما طلبناه، اقتربنا، ورأينا شاشة الهاتف ورأينا رقم هاتفنا الذي كنا نستخدمه للاتصال به منذ أيام لتنظيم رحلة بالقارب إلى بريطانيا، الآن تأكدنا لا يمكن أن يكون هناك شك في هويته.

وفي أعقاب مواجهتنا مع جبل، أبلغنا الشرطة الفرنسية، التي تقود التحقيق في الوفيات التي وقعت في أبريل/نيسان، بالنتائج التي توصلنا إليها، فقالوا إنهم لن يعلقوا في هذه المرحلة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة