خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
تُمثل تصريحات المرشد “علي خامنئي”؛ في أيام الاقتراعات والسبت الذي يلي الانتخابات، رمزًا على التطورات السياسية وموقفه من الفائز، وآفاق السنوات الأربع في “إيران” بعد الانتخابات. بحسب تقرير “إحسان مهرابي”؛ المنشور على موقع (إيران واير).
وكانت بعض رسائله؛ في يوم السبت، بعد انتخابات العام 2009م، قد تصّدرت وسائل الإعلام، بل وأثرت على السنوات التالية. وكان قد أرسل بطاقات تهنئة إلى الفائز؛ (رغم المطالب بإبطال الانتخابات وبداية الاحتجاجات والتظاهرات)، وهو ما اُعتبر تأيدًا للنتائج حتى قبل فحص “مجلس صيانة الدستور”، وقد كانت سابقة آنذاك ولم تتكرر بعد ذلك.
كما أثارت رسالته في العام 2021م؛ الجدل بعد الحديث عن المشاركة الملحمّية رغم برودة الانتخابات.
أطول تصريحات المرشد وأقصّرها..
أمس الجمعة؛ حاول المرشد الإيراني أثناء عملية الاقتراع تحفيّز المترددين على المشاركة في الانتخابات وقال: “استمرار الجمهورية الإيرانية وعِزتها وماء وجهها في العالم متوقف على المشاركة الشعبية”. تلك التصريحات كانت محددة نسبيًا لأجواء الانتخابات؛ والأجواء خلف الانتخابات، وتوحي بأنه من غير المتصور حدوث توترات.
في المقابل تصريحاته في العام 2009م؛ انطوت على توقعات باندلاع احتجاجات؛ حيث قال: “ربما يريدي الأشرار إثارة التوتر في مراكز الاقتراع، وأي توترات من شأنه الحاق الضرر بصناديق الاقتراع، بعبارة أخرى الحاق الضرر بالشعب وأصوات المقترعين؛ فإذا كان هناك من يُريد ذلك، فلن يسمح لهم الشعب”.
ثم وصف بعد يوم واحد من إغلاق الصناديق، وحتى قبل التأكيد الرسّمي من “مجلس صيانة الدستور” واندلاع احتجاجات عارمة؛ (مشاركة أكثر من: (80%) من المقترعين وحصول رئيس الجمهورية المنتخب على عدد (24) مليون صوت) بالعيد الحقيقي، وطلب إلى أنصار المرشحين الآخرين الترفع عن أي سلوكيات أو أقوال من شأنها تحفيز المواطنيين.
مقارنة الرسائل عقب انتخابات 2009م مع ما قبلها..
بعد الاحتجاجات على رسائل “خامنئي”؛ كتبت وسائل الإعلام الأصولية، أنه اعتاد في الدورات الانتخابية السابقة مثل انتخابات العام 2005م، و1997م، نشر رسائل في يوم السبت الذي يلي الانتخابات وتهنئة الفائز.
في حين لم تُقارن وسائل الإعلام بين الانتخابات المذكورة سلفًا وانتخابات العام 2009م. ففي العام 1997م، هنأ “ناطق نوري” نفسه الفائز؛ “محمد خاتمي”، كما لم يطرح “مهدي كروبي”، رُغم الانتقادات الشديدة للجولة الأولى، وانتقاد “هاشمي رفسنجاني” للجولة الثانية، موضوع إبطال الانتخابات.
وكان المرشد قد وصف انتخابات العام 1997م: بـ”الملحمة التاريخية”، وطلب إلى أنصار “خاتمي” أن يعتبر هذا الفوز هداية إلهية وأن عليه أن يطلب المساعدة الإلهية في كل مجالات حياته.
كذلك وبعد فوز “خاتمي” بدورة رئاسية أخرى؛ في العام 2001م، طلب “خامنئي” إلى مؤيدي جميع المرشحين والمهمتمين بالشأن السياسي: “تقدير هذه النعمة الإلهية، والحيلولة بقوة وذكاء دون حدوث ما قد يُغضب الله والناس”.
كذلك كتب “خامنئيط؛ بعد فوز “أحمدي نجاد”، على “هاشمي رفسنجاني”، في العام 2005م: “بعد انتهاء الانتخابات، لابد من أن تحل الرُفقة والتعاون محل الإثارة. وعلى الجميع سواء أنصار المرشح الفائز أو أنصار المرشحين الآخرين، إبراز الحلم، ولا يجب أن يؤثر أي شعور سواء الفرح والسرور أو الاستياء على سلوك الناس”.
وفي انتخابات العام 2021م؛ أثارت رسالة المرشد والتي وصف فيها الإقبال الشعبي على صناديق الاقتراع بالمّلحمي، رُغم انخفاض معدلات المشاركة، الجدل حتى أن موقع (تابناك) علق على اختلاف هذه الرسالة عن سابقاتها؛ وكتب: “كانت رسائل التقدير والتهنئة في الانتخابات؛ التي تقترن بنهاية عمل الدول القائمة بالفعل، تنطوي على توصّيات هامة للفاز، وتقدير سائر المرشحين على المشاركة في الانتخابات، لكن الرسالة الأخيرة والخاصة بانتخابات العام 2021م؛ لم تشتمل على اسم الفائز”.
لكن المرشد في انتخابات أمس، تطرق للحديث بشكلٍ مجمل على خلال العادة والتوقعات، رغم أن الخطاب اشتمل على كلمات مفتاحية بخصوص المرشحين. فقد هاجم “مسعود بزشكيان” بشكلٍ ضمني دون تصريح، وهو ما اعتبره البعض رد فعل على مسُّاندة “محمد جواد ظريف”؛ للمرشح “بزشكيان”، في هذه الدورة الانتخابية.