خاص: كتبت- نشوى الحفني:
بعد ليلة صعبة عاشها الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، خلال المناظرة ضد؛ “دونالد ترامب”، والتي وصّفت بالكارثة، إلا أنه أكد أنها لم تخصّم من إصراره على مواصلة الانتخابات الرئاسية حتى النهاية.
وقال الرئيس الأميركي في تصريحات صحافية غُّداة المناظرة التاريخية: “عازم على الفوز بالانتخابات الرئاسية”، وسّط حديث عن قلق في أروقة الحزب (الديمقراطي) على قدرة مرشحه على استكمال السّباق.
وأضاف: “أعلم كيفية القيام بهذه المهمة”، في إشارة إلى الفوز بالانتخابات الرئاسية.
وتابع “بايدن”: “ترامب؛ لديه سجل من الأكاذيب في المناظرات الرئاسية”، مضيفًا: “هناك محاكمات أخرى تنتظر ترامب”.
“بايدن” واصل الهجوم على “ترامب”، وقال إن الأخير: “لا يحترم النساء”.
كما أقر الرئيس بأن قُدرته على المناظرة: “لم تُعد كما كانت عليه”، لكنه تعهد بالفوز في الانتخابات.
تساؤلات بشأن بقاء “بايدن”..
وخلال الساعات الماضية؛ أعرب مسؤولون في الحزب (الديمقراطي) عن شعورهم بالإحباط من أداء؛ “جو بايدن”، في أول مناظرة مع الرئيس السابق؛ “دونالد ترامب”.
ودفع هذا الأداء البعض إثارة تساؤلات بشأن بقاء “بايدن”، البالغ من العُمر: (81 عامًا)، كمرشح للحزب في الانتخابات الرئاسية المُّقررة تشرين ثان/نوفمبر 2024، بحسّب شبكة (سي. إن. إن) الإخبارية الأميركية.
وظهر “بايدن” على منصّة المناظرة بصوت: “ضعيف متقطع” و”عيون شاخصة”، فيما واجه صعوبات في شرح أفكاره، وبدا متنازلاً عن قضايا يتفوق فيها الديمقراطيون مثل الإجهاض.
ووفق (فرانس برس)؛ حتى أنصار “ترامب” لم يسّعوا لتوجيه انتقادات أكثر حدة لـ”بايدن” بعد أدائه الذي اعتُبر مثيرًا للشفقة.
تحركات “كاميلا”..
ورُغم الانتقادات لأداء “بايدن”؛ صمّمت نائبته؛ “كاميلا هاريس”، على دعمه في أوسّاط الحزب (الديمقراطي)، خلال الساعات الماضية.
وكانت نائبة الرئيس تُدرك أنه كان عليها أن تتحرك وتُحقق التوازن بين أن تبدو منطقية بشأن أداء الرئيس، وفي الوقت نفسه أن تُبرز التباين بين المرشحين، حسّب ما قال مصدران لشبكة (سي. إن. إن) الأميركية.
وبعد لحظات من المناظرة انضمت “هاريس” إلى محادثات تنظيمية، وتواصلت مع مسؤولي الحملة في مكالمة قصيرة، ثم شاركت في مقابلات مُّقررة مسّبقًا.
ويوم الجمعة؛ أجرت “هاريس” اتصالات هاتفية مع المسؤولين الديمقراطيين، في محاولة لطمأنتهم وتذكيرهم بسّجل “بايدن” وجدول أعماله، ومناشّدتهم البقاء متحدين، وفقًا لمصدرٍ آخر.
وعلقت (سي. إن. إن) على نشاط “هاريس”، قائلة إن أداء “بايدن” الباهت في المناظرة يحمل عواقب حقيقية على نائبة الرئيس، سواء كمرشحة للبقاء في منصّبها، أو كشخص لم يتم طرحه بشكلٍ عام كبديل للرئيس وسّط حالة من الذعر بين الديمقراطيين.
احترق.. حان الوقت لرحيل “بايدن”..
أما (بوليتيكو-Politico)؛ فقالت إن: “الديمقراطيين يعتبرون ما حدث في المناظرة أمرًا غير قابل للتصديق، وأنه قد حان الوقت لرحيل بايدن”.
وبحسّب ما ورد في الموقع؛ يشعر الديمقراطيون بالذعر الشديد إزاء أداء “بايدن”: “المتعثّر”، ويُناقش البعض بجدية: “استبداله في الانتخابات”.
ونقل الموقع عن ثلاثة مستشارين مقربين من ثلاثة مرشحين محتملين لرئاسة “الولايات المتحدة” من الحزب (الديمقراطي)، قولهم إنهم: “تلقوا سيّلاً من الرسائل النصّية طوال المناظرة”.
وقال أحد المستشارين إنهم تلقوا مناشدّات لمرشحهم للتقدم كبديل لـ”بايدن”، فيما نقل الموقع عن عضو كبير بالحزب (الديمقراطي)؛ قوله إن: “بايدن احترق”.
وذكر مستشار آخر أن: “ما لا يقل عن (06) من المانحين الرئيسيين قاموا بإرسال رسائل نصية تحتوي على كلمة (كارثة)، ويجب على الحزب أن يفعل شيئًا ما”، لكنه أقر بأنه: “ليس هناك ما يمكن فعله ما لم يتّنح بايدن جانبًا”.
بدائل محدودة..
وحسّب شبكة (إن. بي. سي نيوز) الأميركية؛ قال أحد المشّرعين الديمقراطيين: “كان هذا مثل الملاكم البطل الذي يدخل الحلبة؛ وهو في أوج عطائه، ويحتاج إلى زاويته ليرمي المنشّفة”، مضيفًا أنه يعني أن “بايدن” يجب أن يخرج من السّباق الرئاسي.
وأشارت الشبكة إلى أن الخيارات المتاحة للتبديل محدودة؛ فإذا لم يختر الرئيس المغادرة من تلقاء نفسه، سيتعين أن يكون هناك “تمرد” بين مندوبي “المؤتمر الوطني الديمقراطي”، الذين انتُخبت الغالبية العظمى منهم، بناءً على تعهدهم بترشيح “بايدن”.
وقال عضو ديمقراطي ثانٍ كان مؤيدًا قويًا لـ”بايدن”: “لقد حان الوقت للحديث عن مؤتمر مفتوح؛ ومرشح ديمقراطي جديد”.
وأعرب الديمقراطيون عن مخاوفهم بأن نسّخة “بايدن”؛ التي ظهرت في المناظرة – والتي تشُّبه الصورة الكاريكاتورية التي صورها “ترامب” وحلفاؤه لرجل غير مجهز للوظيفة – لا يمكن أن تفوز في تشرين ثان/نوفمبر المقبل.
وأشارت الشبكة إلى أن أولئك الذين يُريدون مرشحًا بديلًا، يُشّككون في قدرة الحزب على إزاحة “بايدن” جانبًا، كما أنهم غير متأكدين من المرشح الذي قد يفوز بموافقة الحزب في غيابه، ولا يعرفون ما إذا كان قادرًا على هزيمة “ترامب”.
اتخاذ طريق “جونسون”..
وكانت آخر مرة لم يظهر فيها رئيس مؤهل للترشح لإعادة انتخابه في اقتراع عام 1968، عندما اختار “ليندون جونسون”، الذي كان يواجه هزيمة مؤكدة في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية، عدم السّعي إلى ولاية ثانية كاملة.
وقال “ديفيد أكسلرود”؛ أحد كبار مستشاري الرئيس السابق؛ “باراك أوباما”، على شبكة (سي. إن. إن): “هناك شعور بالصدمة من الطريقة التي خرج بها في بداية هذه المناظرة”. وأضاف: “ستكون هناك مناقشات حول ما إذا كان يجب أن يستمر. هو وحده من يمكنه أن يُقرر ما إذا كان سيستمر”.
ومع ذلك؛ توقع العديد من الديمقراطيين أن تتضاعف الدعوات إلى “بايدن”، لاتخاذ طريق “جونسون” في الأيام المقبلة. وقال استراتيجي ديمقراطي مخضّرم عمل في الحملات الرئاسية: “ستتفجر الثرثرة حول الاستبدال بالتأكيد. لا عودة من هذه الكارثة”.
إنهاء الحملة..
وفي الوقت نفسه؛ رفض كبار حلفاء “بايدن” احتمال حدوث تغييّر في أعلى القائمة. وقال حاكم كاليفورنيا؛ “غافين نيوسوم”، وهو ديمقراطي يراه كثيرون في الحزب بديلاً محتملاً لـ”بايدن”، أو مرشّحًا رئاسيًا مستقبليًا، عندما سُئل عما إذا كان سيُّحث “بايدن” على إنهاء حملته: “لا”.
وقال أحد الديمقراطيين: “هذا أمر سييء، بغض النظر عن كيفية تفسّيره. لكن الجميع يعلم أنه فات الأوان للتغيير. لكن المانحين سيتخذون هذه القرارات، كما يفعلون دائمًا”.
تنحي “بايدن”..
وفي حديث إلى مجلة (بوليتيكو)؛ قال استراتيجيون مقربون من (03) مرشحين ديمقراطيين محتملين للرئاسة إنهم تعرضوا لوابل من الرسائل النصّية طوال المناظرة. وقال أحدهم إنهم تلقوا مناشدات لمرشحهم كي يتقدم بدلاً من “بايدن”.
قال مستشار آخر؛ إن: “ما لا يقل عن (06) مانحين رئيسيين كانوا يرسلون رسائل نصية تقول: (كارثة)، وإن الحزب يحتاج إلى القيام بشيء ما”، لكنه أقر بأنه: “لن يكون هناك الكثير مما هو ممكن، ما لم يتنح بايدن جانبًا”.
وكان هؤلاء المانحون من بين ما يزيد على (10) ديمقراطيين تحدثوا مع المجلة نفسها، التي منحت معظمهم حق عدم الكشف عن هويتهم، للتحدث بحرية.
تحول كبير في الحملة..
إن المناشدات من داخل الحزب؛ بالرُغم من عدم ترجيح التقرير أن تؤدي إلى تغييّر في رأس التذكرة تعكس تحولاً كبيرًا في الحملة. تقليديًا، كان أداء الرؤساء الشّاغلين لمنصبهم ضعيفًا خلال مناظراتهم الأولى، إذ كانوا غارقين في متطلبات الوظيفة، وغالبًا ما كانوا غير قادرين على تخصيص وقتٍ جاد للتحضير. لكن مناظرة الخميس كانت فريدة من نوعها، حيث أنها أكدت التصّور المسُّبق لـ”بايدن” بين العديد من الناخبين.
قال مستشار لمانحين رئيسيين للحزب (الديمقراطي)؛ إنهم كانوا يرسُّلون رسائل نصية من اجتماع للمانحين في “أتلانتا”؛ مساء الخميس، وبعضهم يكتب: “تبًا”. وتابع المستشار: “أملنا الوحيد هو أن ينسّحب، أو أن يكون لدينا مؤتمر بوسّاطة، أو أن يموت. وإلا فنحن ميتون”.
مع ذلك؛ إن احتمال عقد مؤتمر بوسّاطة أو تنحي “بايدن” جانبًا أمر غير مُّرجح، وهي حقيقة اعترف بها حتى أولئك الذين اشتكوا سرًا من أداء “بايدن”. قال أحد الاستراتيجيين الديمقراطيين: “شخص واحد فقط يمكنه أن يُقرر، وهو بايدن”.
تعليق حملة “بايدن”..
ردت حملة “بايدن” على انتقادات الرئيس، حيث وصفه أحد مستشاريه بأنه: “الشخص الوحيد الذي هزم؛ دونالد ترامب، على الإطلاق” مضيفًا أنه: “سيفعل ذلك مرة أخرى”. وتابع: “لم يقدم ترامب للناخبين أي سبب للتصّويت له الليلة. وفيما يتعلق بالقضايا، إن الشعب الأميركي يقف مع بايدن”.
وفي بيان؛ قالت رئيسة حملة “بايدن”؛ “جين أومالي ديلون”، إن الرئيس: “قدم رؤية إيجابية وفائزة لمستقبل أميركا”، في حين قدم “ترامب”: “نافذة مظلمة ورجعية نحو الشكل الذي ستبدو عليه أميركا، إذا دخل مجددًا البيت الأبيض”.
وقالت المستشارة الديمقراطية؛ “ستيفاني كاتر”، إن: “الرئيس بايدن؛ هو المرشح الديمقراطي، وهذا لا يتغيّر بسبب أدائه في مناظرة واحدة”. وتابعت: “نحن بحاجة إلى الهدوء والحفاظ على التركيز، لأن ترامب بالتأكيد لم يكسّب أي ناخبين الليلة”.
النقطة المضيُّئة الوحيدة..
بالنسبة للعديد من الديمقراطيين؛ ليلة الخميس، كان الرأي قاتمًا للغاية. قال أحد الديمقراطيين الذين شاركوا في انتخابات على مستوى الولاية: “أقصد أن الأمر ليس رائعًا في أي مكان. رئيسنا يُعاني من إعاقة في النطق، ونّزلة برد، ويبلغ من العمر: (81 عامًا)”.
وقال مستشار بارز لكبار المسؤولين الديمقراطيين: “لم يتوقع أحد درسًا متفوقًا في المناظرة من بايدن، لكن لم يتوقع أحد هذا السقوط العمودي السّريع”.
وتابع: “كان سيئًا في الرسالة، وسيئًا في الجوهر، وسيئًا في الضربات المضادة، وسيئًا في العرض، وسيئًا في الإشارات غير اللفظية. لم تكن هناك نقطة مضيئة في هذا النقاش بالنسبة إليه. النقطة المضيّئة الوحيدة هي أن هذا حدث في حزيران/يونيو لا تشرين أول/أكتوبر”.
تغيّير الترشيح..
وحول ترقية نائبة الرئيس؛ “كامالا هاريس”، للمنصب الرئاسي، قال أحد العاملين الديمقراطيين: “إنهم بحاجة إلى تغيّير الترشيح الآن، أو وضع هاريس على رأس القائمة”.
وبحسّب تقرير لمجلة (نيوزويك) قدم “جو بايدن” أداءً مثيرًا للقلق في مناظرة أمام “ترامب”، الخميس، لكنها ذهبت لتحليل كيف سيكون أداء نائب الرئيس؛ “كامالا هاريس”، وفرصها في التغلب على “ترامب” في حال تم استبدال “بايدن” !
وذكرت المجلة أن “بايدن” و”ترامب” صّعدا المسرح في “أتلانتا”؛ في أول لقاء بينهما منذ ما يقرب (04) سنوات، وكانت مسألة سّن الرئيس تلوح في الأفق خلال مجريات المناظرة، حيث يُعد “بايدن”؛ البالغ من العُمر: (81 عامًا) أكبر رئيس في تاريخ “الولايات المتحدة”.
وخلال المناظرة انفجرت المخاوف بشأن عُمره؛ بعد أن عّانى في بعض الأحيان خلال الحدث من قلة التركيز، وبدا “بايدن” في مرحلة ما خلال المناظرة متلعثمًا ويتراجع أثناء الإجابات، وبعد ذلك، تعالت دعوات بين بعض الديمقراطيين للرئيس للتنحي عن الترشح.
وتقول المجلة أنه في حين لا يوجد مرشح واضح لخلافة “بايدن”، مع بقاء (04) أشهر تقريبًا على يوم الانتخابات، فإن أحد المنافسين المحتملين الواضحين هو نائبة الرئيس؛ “كامالا هاريس”، كون السيدة البالغة من العُمر: (59 عامًا)، أصغر من “بايدن” و”ترامب”، وسيكون من السّهل على الديمقراطيين تحويل ترشيحهم إليها.
بالإضافة إلى ذلك؛ إذا استقال “بايدن” الآن، ستُصبح “هاريس” رئيسة تلقائيًا.
“هاريس” و”ترامب”.. والاحتمالات..
وتُظهر متوسّطات الاستطلاعات المحدودة إلى أن “هاريس” ستواجه عراقيل أكبر من “بايدن”؛ في حال ترشحت ضد “ترامب”، إذ يتقدم الرئيس السابق على “هاريس” بنسّبة: (6.6) نقطة مئوية، مع تأييد: (49.3%) لـ”بايدن” مقابل: (42.7%) لـ”هاريس”.
وتُظهر متوسّطات استطلاع مؤسسة (ريال كلير بولينغ)، أن “ترامب” يتقدم على “بايدن” بفارق: (1.5) نقطة فقط، بنسّبة: (46.6%)؛ مقابل: (45.1%) للرئيس.
وأظهر استطلاع للرأي بحسّب (مورنينغ كونسليشن)؛ في وقتٍ سابق من هذا الشهر، أن ثُلث الناخبين فقط يعتقدون أنه من المحتمل أن تفوز “هاريس” بالانتخابات إذا أصبحت مرشحة عن الحزب (الديمقراطي)، إذ تعرضت “هاريس” لانتقادات واسعة النطاق منذ توليها منصّبها، بسبب دورها المحدود جدًا في إدارة “بايدن”.
وبعد أقل من عام من رئاسة “بايدن”، اضطر “البيت الأبيض” إلى إصدار بيان للرد على الهجمات التي تقول إن “هاريس” لم ترق لمستوى التوقعات.
وفي بيان صدر في تشرين ثان/نوفمبر 2021، قالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض؛ “كارين جان بيير”: “لكل من يحتاج إلى سّماع ذلك، نائبة الرئيس ليست شريكًا حيويًا للرئيس؛ بايدن وحسّب، بل هي قائدة جريئة واجهت تحديات رئيسة ومهمة”.
كما واجهت “هاريس”، التي عيّنها الرئيس لمعالجة أزمة الحدود، انتقادات بسبب استجابتها لتدفق المهاجرين الذين قدموا إلى “الولايات المتحدة” منذ تولى “بايدن” منصبه.
وبعد مرور أكثر من (03) سنوات على تعيّينها مسؤولة عن الحدود في عهد “بايدن”، لا تزال الهجرة تُشكل مصدر قلق كبير بين الناخبين.
“هاريس” تُكافح..
وتُظهر استطلاعات الرأي أن سُّمعة “هاريس” تُكافح للتعافي من الأخطاء التي ارتكبتها في أيامها الأولى.
وذكرت المجلة؛ أن “هاريس” ظلت ثابتة في دعمها لترشيح “بايدن”، ودافعت عنه بعد المناظرة، وقال مراسل شبكة (سي. إن. إن)؛ “أندرسون كوبر”، إنه على الرُغم من أن الرئيس كان لديه: “بداية بطيئة”، إلا أنه أنهى الحدث الذي استمر (90) دقيقة بطريقة قوية.
وقالت “هاريس”: “ما رأيناه الليلة هو أن الرئيس يتناقض بشكلٍ واضح للغاية مع دونالد ترامب في جميع القضايا التي تهم الشعب الأميركي”، ودافعت “هاريس” بقوة ضد قول المذيع إن: “أداء بايدن في المناظرة مخيُّب للآمال”، بالإشارة إلى أنه لا يوجد مقارنة بين منظارة من (90) دقيقة، وبين إنجازات “بايدن” وفريقه على مدار (03) سنوات ونصف منذ توليه رئاسة “الولايات المتحدة”.
وتقول صحيفة (التايمز) البريطانية؛ إنه في السر، يُفضل العديد من الديمقراطيين مرشحًا آخر، ولكن هل هناك خيارات عملية لمنع شّاغل المنصب من الترشح ؟
ماذا سيحدث إذا تنحى “بايدن” ؟
تُصبّح “كامالا هاريس”؛ نائبة الرئيس، رئيسة إذا استقال “بايدن” قبل نهاية ولايته في 20 كانون ثان/يناير 2025، وتُكمل ولايتها. وإذا تخلى “بايدن” عن حملة إعادة انتخابه، فسيّختار الحزب مرشحًا بديلاً في تصّويت في مؤتمره في “شيكاغو”؛ في آب/أغسطس، لأن “بايدن” سيُعفي مندوبيه من التزامهم بالتصويت له.
وإذا استقال “بايدن” بعد تثبيّته في المؤتمر وقبل يوم الانتخابات، تختار “اللجنة الوطنية الديمقراطية” المرشح. إذا تنحى بعد فوزه بإعادة انتخابه في 05 تشرين ثان/نوفمبر، وقبل اجتماعات الهيئة الانتخابية الرسّمية في 17 كانون أول/ديسمبر، فإن الناخبين المجتمعين في عواصم الولايات يختارون الرئيس. وإذا استقال بعد ذلك، يُصبح نائب الرئيس رئيسًا لولاية ثانية.
هل يمكن عزل “بايدن” ؟
هناك عدة طرق يمكن من خلالها استبدال الرئيس الأميركي؛ بموجب التعديل الذي أضيف إلى الدستور عام 1967: إذا مات أو استقال، يتولى نائب الرئيس منصبه، وإذا قرر تعيّين نائبه رئيسًا بالنيابة لأنه: “غير قادر على القيام بسلطات وواجبات منصبه”، وهي خطوة يمكنه التراجع عنها، أو إذا قدم نائب الرئيس وأغلبية أعضاء مجلس الوزراء إقرارًا كتابيًا بأنه غير قادر على الاستمرار في منصبه.
هذا لم يحدث مطلقًا. في هذه الحالة، إذا كان هناك خلاف بين الرئيس ونائب الرئيس، فيجب الحصول على أغلبية الثُلثين في مجلسي “الكونغرس” لإبقاء نائب الرئيس في السلطة، وإلا عاد الرئيس. في الوقت الحاضر، ليس هناك احتمال أن يستخدم “هاريس” والحكومة التعديل الخامس والعشرين.
هل يمكن الإطاحة بـ”بايدن” في المؤتمر الديمقراطي ؟
إذا لم ينسّحب “بايدن”، الذي حصُّل بالفعل على أغلبية المندوبين في الانتخابات التمهيدية بالولاية، قبل التصّويت على الترشيح في مؤتمر “شيكاغو”، فإن مندوبيه: “يتعهدون” بالتصّويت لصّالحه. تنص قواعد الحزب على ما يلي: “يجب على المندوبين المنتخبين في المؤتمر الوطني والمتعهدين لمرشح رئاسي أن يعكسوا بكل ضميرهم مشاعر أولئك الذين انتخبوهم”. وهذا لا يمنع حدوث ثورة، على الرُغم من أن الاتفاقيات الحديثة تدار على نحو مسرحي إلى حد يصعب معه تصوره.