بعد غد، يوم الجمعة، الموافق 28يونيو؛ ستجري الانتخابات الايرانية؛ لانتخاب رئيس ايراني جديد خلفا للراحل السيد ابراهيم رئيسي، الذي قتل هو ووزير الخارجية حسين عبد اللهيان في حادث احتراق المروحة التي كانت تقلهما مع اخرين في جبال اذربيجان. يتنافس في هذه الانتخابات عدد من المرشحين، ابرزهم سعيد جليلي، وقاليباف واخرون. جميعهم من ضمن دائرة النظام الايراني الذين اخضعوا للفحص والتدقيق من قبل مجلس صيانة الدستور. الانتخابات الايرانية والتي تجري في كل اربعة سنوات للانتخاب رئيس جديد وكذلك؛ للانتخاب اعضاء للبرلمان. وهي انتخابات حقيقية جديرة بالاحترام والاشادة في نظام تمكن من بناء مؤسسات قانونية ودستورية تحظى بالاحترام والالتزام من قبل سواء الشعوب الايرانية او مراكز صناعة القرار والسياسة في ايران، وكذلك المؤسسات الرقابية والتنفيذية. ان من متابعتي، ليس للانتخابات الايرانية فقط، بل لكل الشأن الايراني؛ من السياسة الايرانية الخارجية الى غيرها من المسارات الاخرى؛ التي تحظى بالاهتمام من قبل صانع القرار والسياسة سواء السياسة الخارجية او الداخلية او الاقتصادية او العسكرية، او مفردات ومسارات المواجهة مع الغول الامريكي، وبالذات في الذي يخص البرنامج النووي الايراني. المرشد السيد خامني قال قبل يوم من كتابة هذه السطور المتواضعة؛ ان من المهم انتخاب الاصلح والاصلح هو من يؤمن كليا بمبادىء الثورة.. ان هذا القول في هذا التوقيت له دور فعال في ترجيح كفة اي من المنافسين على مقعد رئيس السلطة التنفيذية في ايران. ان المرحلة الحالية التي هي فيها ايران، مرحلة دقيقة وحرجة وهي اي هذه المرحلة حبلى بالمتغيرات سواء الدولية او الاقليمية او في البرنامج النووي الايراني، التي تواجه ايران بسببه عقوبات قاسية جدا، وتهديد امريكي بتوسعتها وزيادة مفرداتها، بالإضافة الى التوجه الايراني صوب الشرق اي روسيا والصين، والاولى كما يقول الاعلام الروسي من انهما ايران وروسيا على ابواب مرحلة جديد واستراتيجية من الشراكة بينهما. ان المرشد الايراني عندما يقول يجب ان يتم انتخاب الاصلح الذي يؤمن بمبداىء الثورة؛ فهذا القول هو رسالة الى الناخب الايراني بضرورة انتخاب الاصلح، وبمعنى اكثر دقة وتصويب ان صوت المرشد سيكون للأصلح.. وتأثير ذلك وهو تأثير كلي على الناخب الايراني وبالذات الناخب المؤدلج. السؤال المهم هنا من هو الاصلح في نظر المرشد، السيد خامنئي؛ من يواصل متابعة ما بدأه رئيسي، القريب جدا من المرشد، هذا جانب اما الجانب الثاني؛ فهو اولا:- المحافظة الى التقدم الذي تم في البرنامج النووي الايراني. ثانيا:- المحافظة وتطوير القدرات العسكرية وبالذات الصواريخ. ثالثا:- الانفتاح على الفضاءات الاقليمية لجهة التعاون وما له علاقة في ذلك. رابعا:- مواصلة التعاون والشراكة مع الشرق روسيا والصين. النقاط الاربع ان الاصلح من يلتزم بها حرفيا وكليا؛ لأن المرحلة تستوجب منه او من ايران كليا؛ لالتزام التمام بالنقاط الاربع.. بمعنى ان يكون الرئيس المقبل لإيران من المتشددين؛ سبب من ان المرحلة تستلزم ان يكون الرئيس من الاصوليين. مع ان الاصوليين والاصلاحين، انهما اصلا من دائرة النظام كليا؛ الفرق كما هو الفرق بين رئيس امريكي ديمقراطي او رئيس امريي جمهوري؛ الاثنان وجهان لعملة واحدة؛ الفرق هو طريق المتبع لبلوغ الاهداف؛ كذلك الاثنان الاصلاحي والاصولي كلهما يسعيان لبلوغ اهداف النظام الاسلامي الايراني، وهي اهداف راديكالية وثورية كلها تصب لمصالح ايران الاستراتيجية في مقارعة الديناصور الامريكي؛ من الطبيعي هناك فرق مبدئي كلي وتام، بين النظامين الايراني والامريكي. من النظر الشخصية ون المحتمل الكبير ان يكون الرئيس الايراني المقبل هو سعيد جليلي طبقا للتحليل السياسي المتواضع في اعلى هذه السطور والتي هي ايضا متواضعة.