ربما ولعلّ التقرير الصادم الذي نشرته جريدة تيليغراف قد صدر من صحيفةٍ غيرها , فلكان الأمر < نصف مصيبة – حسب أحد الأمثال والتعابير اللبنانية – > !, فهذه الجريدة اليمينية المتطرفة ” والعريقة تأريخياً ” من الحرب العالمية الثانية , فإنها ايضا معادية بالمطلق في توجهاتها بالضد من مجمل الشؤون العربية ( وهذه ماركة مسجلة عليها ) لم تستطع ازالتها او مسحها , فقد بانَ وتكشّفَ خلال 24 ساعةٍ ونيف الماضية , أنّ هيأة تحرير هذه الصحيفة قد خبّأت رأسها خلف ” ظَهَرْ ” محررها للشؤون الدفاعية المدعو ” كون كوغلن ” الذي ” ابتكرَ او اخترعَ ” مسألة وجود اسلحة خاصة لحزب الله في مطار بيروت .! فقد ورّط نفسه وايلاجها في حقلِ الغامٍ من التناقضات والتساؤلات المغلّفة بعلائم الإبهام والإستفهام ” اللائي سنتعرّض لها لاحقا في ادناه ” , ففي اللقاء الذي اجرته قناة العربية – الحدث مع هذا المحرر ” الهرِم ” الذي يمكن استقراء ماهيّته من الزاوية الأنثربولوجية ” عدا لغة الجسد ” ولسنا بصدد القول انه كان مدفوع الثمن وكم قيمة الثمن .؟ , فقد إدّعى محرر الشؤون الدفاعية وكررّ قوله لمرتين ” في تلك المقابلة المتلفزة ” بأنّه اعتمد في مقاله لمصادرٍ < شرعيّة > لبنانية في المطار .! لماذا اكّدَ وشددّ على ” الشرعنة ” ومن ذا الذي سأله مسبقاً عن عدم شرعيتها .؟ , وحسبَ وَ وِفق مزاعمه فمن هي الأطراف والمراسلين والصحفيين الذين التقوا < بالمصادر الشرعية > في مطار بيروت , والتي تجنّبَ هذا المحرر الإشارة اليهم والى جنسيتهم ” سواءً بريطانية او افرنجية اخرى او حتى لبنانية افتراضاً ” , ثمّ كيف توصّلت تلك الجهة الإعلامية الى ” تلك المصادر ” التي تتواعد وتتزامن ادّعاءاتهم ومزاعمم الموحّدة بوجود اسلحة لحزب الله في ثنايا مطار بيروت .؟!
لماذا في هذا التوقيت وفي يوم امس تحديداً تفتّقتْ قريحة ” الديلي تليغراف ” ومحررها الدفاعي على هذا الإدّعاء .؟ ولماذا لم يكن قبل ذلك ولو بوقتٍ قصير ولا نقول طويل .! , ايضاً وكذلك : – إلامَ وعلامَ تغدو صحيفة بريطانية لتنشر هذه المزاعم ( التي روّجت لها رويترز بإستحياءٍ او حياءٍ مفترض ) بدلاً من أيٍّ من الصحف الأمريكية التي بلادها منغمسة ” حتى النخاع او الأقدام ” في الصراع – النزاع القائم بين اسرائيل وحماس بالأسلحة والذخائر الأمريكية والمحرّمة دولياً والتي لا تُحترم حرمتها من قِبل ادارة بايدن .!؟
لا نودّ ولا نهوى الإتّهام المسبق لمحرر الشؤون الدفاعية في التلغراف البريطانية ” بالخَرف – الإعلامي والسياسي ” إنّما ولكنّما دليلنا على ذلك هو : – لماذا لم تعرض الأقمار الصناعية الأمريكية والإسرائيلية المسلّطة على لبنان وعلى الجنوب اللبناني ومطار بيروت , وغيرها في ” الضاحية الجنوبية وبعلبك والهرمل وسواهم ” أيّاً من هذه الصور التي ذكرتها التليغراف ومحررها الذي اعتمتدهُ ” زوراً وبهتاناً ” ضمن مقتضيات الإسفاف الرخيص والمبتذل – المنشق عن مبادئ ومفاهيم الحرب النفسية , ومتطلباتها الأكاديمية وما يسبقها .!