22 نوفمبر، 2024 2:57 م
Search
Close this search box.

التجاعيد محطات من تاريخ العمر.. فيا سيدتي إزالتها بجراحات التجميل لن تزيل سنوات العمر

التجاعيد محطات من تاريخ العمر.. فيا سيدتي إزالتها بجراحات التجميل لن تزيل سنوات العمر

–     التجاعيد هي تاريخ أجسادنا..  تاريخ يومياتنا المليئة بألاحاسيس والمشاعر .

–     جمال المرأة بعقلها وليس بالتشبيب ألقسري بجراحات التجميل .

–     لا يمكن إن يختزل قيمة (المرأة) في معايير مرتبطة حصرا بالجمال .

–    (المرأة) المتزنة برجاحة عقلها ومنطقها الشخصي ترفض رفضا قاطعا أن تكون نسخة من (الفاشينيستات) هذا العصر .

–     الجمال الحقيقي هو (جمال الروح) الذي يبقى على الدوام نابضا بنبضاته الجميلة في أعماق القلب؛ وهو جمال الضمير.. وجمال الحب.. والفضيلة.. والخير للجميع .

–     أنت أجمل في عمر الذي أنت فيه الآن؛ لان لكل سنة من سنوات العمر جمالها؛ وبما يلاءم عمرك .

–     كل خط من خطوط (التجاعيد) التي رسمها الزمن في وجوهنا؛ هي محطات من تاريخ أحاسيسنا.. ومشاعرنا.. وتجاربنا.. وأوجاع الروح.. وأوجاع القلب.. وأوجاع الآلام على من فارقناهم في الحياة من أحبة.. وأصدقاء  .

 

–    عمليات التجميل لغرض العلاج تعتبر حاجة وضرورة؛ ولكني (عمليات التجميل) لغرض زيادة (الجمال) الخارجي للوجه فتلك هي المشكلة .

–    كل تغيير تقبل النساء على إجرائه في شكلها الطبيعي؛ إنما يأتي نتيجة ضعف الثقة بالنفس .

–    على كل إنسان؛ وتحديدا (المرأة)؛ إن يتصالح مع عمره الذي يتقدم به إلى الأمام؛ لأننا لن نعيش أبد الدهر؛ لأننا سنشيخ.. وسنتعب.. وسنموت .

–     (المرأة) الناضجة (لا) تسمح لـ(مشرط الجراح) أو لـ(مراكز التجميل) بأن يفصلها عن تاريخها.. وعن تاريخ جسدها؛ لان ذلك بمثابة وضع (قناع) و(تصنيع) وجها جديدا لها لا يشبهها .

–     على (المرأة) إن تحاور ذاتها وهي تشاهد وجهها في المرآة  وبما تغير من تقاسيم وجهها بعد (عمليات التجمل)؛  هل هذه (الجراحات التجميلية) استطاعت إن تستأصل من ذاتها.. وتمسح من ذاتها تاريخ أحاسيسها.. ومشاعرها.. وتجاربها…………..؟ .

–     وهنا لابد إن نذكر الجميع بان (جمال الأم)؛ لا يكمن بشكلها بل يكمن بروحها.. وضميرها.. وعقلها.. وبقلبها الذي تحمله؛ بكون (الأم) جميلة ‏بروحها.. بعطائها.. بحبها.. باهتمامها.. برعايتها.. وبوجودها الدائم بجانب أطفالها وأبنائها، لذلك فان جمالها (لا) يكمن في شكلها أو بـ(عمليات التجميل)؛ وإنما بأخلاقها.. وضميرها.. وصبرها.. وعطفها الذي يمنحك شعور بالراحة والأمان .

 

 

         يقينا؛ بان الإنسان منذ إن يخلق (لا) يبقى على حاله وشكله وهو يتقدم في العمر يوم بعد أخر؛ وكل يوم يمضي من العمر؛ يترك في النفس ذكرى، في سن الصغر قد لا نحس بها؛ ولكن مع تقدم العمر نلمس معانيها في عمق وجداننا وبحسب نمط تأثيرها في النفس؛ أكانت مفرحة.. أم محزنه.. أو رتيبة؛ ورغم ذلك لا نتوقف.. بل نمضي مع مضي اللحظات.. والدقائق.. وساعات النهار؛ ومن نهار إلى نهار.. ومن سنة إلى أخرى.. وهكذا دواليك تمضي بنا الحياة بسنوات (العمر) الذي يمضى بلحظات فرح.. وحزن.. و أمل.. ويأس؛ ومن محطة إلى محطة؛ نأتي.. ونمضي؛ نقف.. نتأمل.. نحزن.. نفرح؛ ونحن مع كل مشاوير الحياة نتطلع للمستقبل مشرق بقصص شوق.. وحب.. وبقصص خوف.. وفزع.. ولحظات قلق.. وعدم اليقين؛ وفي أعماقنا السحيقة تنمو أحلام جميلة.. وأحلام حزينة؛ لتصنع لنا الأمل تارة.. وتارة أخرى نصطدم بجدار الإحباط.. والانكسار .

كل هذه (اليوميات) التي تمر ونحن نعيشها بمرها.. وحلوها.. ترسم تاريخنا، وهذا (التاريخ) هو الذي يرسم ملامح (العمر)؛ وما مضى من حياتنا بكل ألوانه.. وأطيافه؛ بسواده.. وبياضه؛ وهو من يرسم (تجاعيد الوجه)؛ وهذه (التجاعيد) هي (تاريخ عمرنا) الذي مضى وما حملناه بمسراته.. وإحزانه على أجسادنا؛ لتؤرخ هذه (التجاعيد) كل ما مضى من عمرنا، فـ(التجاعيد) هي تاريخ أجسادنا..  تاريخ يومياتنا المليئة بألاحاسيس والمشاعر التي أحسسنا بنبضاتها.. وبمشاعري التي شعرنا بخفقاتها.. وبتجارب التي عشناها بمرها.. وحلوها، فإخفاء هذه النبضات التي رسمت تجاعيد.. وأخاديد بجانب العين وعلى الجبين؛ هي ذكريات (العمر) الذي مضى؛ وأنت يا أيتها (المرأة) بها أجمل من محوها بالتجميل الكاذب،  فلا تحاولي أخداع  الآخرين بإزالتها؛ لأنك مهما فعلت لن تستطيع أخداع نفسك بالعمر الذي تحملينه بكل يومياته، لان (التجميل) قد يطمس هذا الآثار التي تركها (العمر) في الذكريات والتي لا يطمسها من أعماقك، لان (التجاعيد) ما هي إلا محطات من تاريخ عمرك؛ إزالتها بجراحات التجميل لن تزيل سنوات العمر؛  فلا (الفلتر).. ولا (بوكاست).. ولا حالات النفخ بزرق (الإبر) عند الشفاه وفي الخدود من اجل تكبير (الشفايف) ونفخها.. أو بجراحات التجميل للأنف أو لازالت التجاعيد من اجل (التشبيب القسري) سيصغرك سنا إلا في (المظهر) أو (الشكل) الذي هو مخادع؛ ولا يخدع إلا أنت قبل الأخريين؛ لان (الآخر) مقياس (الجمال) عنده لا يكمن بالصور.. والألوان، لان (الجمال الحقيقي) هو ما تكتشفه الروح في سلوك النفس وروحها؛ روح النقاء.. والجمال، لان الإنسان هو بذاته.. ولحظة التي يعيش فيها.. وما يحمله من أحاسيس.. ومشاعر.. وعقل.. وفكر؛ وليس في وجه مخادع للشكل والمظهر، فتصغير المظهر لن.. ولن ينفع مع (العمر) الذي تحملينه مهما استعملت من وسائل تصبيب الكيماوية .

لان (التجاعيد) هي محطات من (سنوات العمر) بمرها.. وحلوها.. هي محطات إحباط.. ومحطات أمل، فوراء كل خط من خطوط (التجاعيد) المرسوم على الجبين تذكرنا بليالي السهر.. والليالي التي قضيناها مع التفكير.. والأحلام.. والتجارب.. وتفاصيل عمرنا.. وتطلعاتنا للمستقبل.. وقصص الحب.. وأخطائنا.. وإحباطنا؛ هي محطات الأحلام الجميلة التي تشبثتا بها لنصنع الأمل.. وأخرى اصطدمنا بجدار الفشل.. والانكسار؛  فضاعت من أيدينا وتكسرت، لذلك فكل خط من خطوط (التجاعيد) التي رسمها الزمن في وجوهنا؛ هي محطات من تاريخ أحاسيسنا.. ومشاعرنا.. وتجاربنا.. وأوجاع الروح.. وأوجاع القلب.. وأوجاع الآلام على من فارقناهم في الحياة من أحبة.. وأصدقاء .

ويوم بعد يوم.. وكل ما مضى.. ترك للعمر أثاره؛ لترسم هذه الآثار على وجوهنا؛ فتاريخ العمر يرسم وجهك بما هو عليه لحظة أنت فيه وكما تبدين عليه، وأنت أجمل في عمر الذي أنت فيه الآن؛ لان لكل سنة من سنوات العمر جمالها؛ وبما يلاءم عمرك.. وبما يقدرونه عليك الآخرون.. ولمن يراك؛ وعداه هو نشاز.. وتناقض.. لا يستسيغه العقل، لان (لا) يمكن طمس آثار العمر مهما أجريت من عمليات تجميل بـ(البوتوكس).. و(الفيلر) من اجل إملاء وتسمين مناطق التشققات والتجاعيد الوجه والحاجب وحالات تجميل الأنف بمشرط الجراح أو النفخ وزرق (الإبر) عند الشفاه وفي الخدود من اجل تكبير (الشفايف) ونفخها؛ وذلك لأن (الشفايف) تعد الجزء الأبرز من ملامح الوجه التي تجذب أنظار الآخرين إليها،  لذلك تسعى الكثيرات للحصول على ابتسامة جذابة ساحرة.. وشفاه ممتلئة من اجل زيادة من نسبة (الجمال) في الوجه ؛وكذلك تسعى الكثير من (الفتيات) و(النسوة) إلى إجراء عمليات تسمين الوجه بـ(الهورومانت) لتكبير الخدود.. وغيرها من وسائل إخفاء التجاعيد.. وعمليات (التشبيب القسري) وهي أيضا من (عمليات التجميل)، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل امتد إلى (الأنف) و(عدسات العيون) وتلوينها.. ورفع الحاجب وإبداله بـ(التاتو) و(الوشم) على الأماكن الحساسة .. وابتكار تسريحات الشاذة للشعر وتلوينه؛ بحيث أصبح (تجميل الوجه) بالنسبة لـ(المرأة) موضة تطلبه النساء وتبحث عنه، مما اتسع نطاق (مراكز التجميل) و(صالونات التجميل) في كل مدن العالم، لان (التجميل) في عصر الانترنيت.. والاتصالات الحديثة.. ومواقع التواصل؛ أصبح له مؤيدون وتصدر المواقع التسويقية في الشبكات الإلكترونية؛ بكون طبيعة (المرأة) وسيكولوجيتها تدفعانها للبحث عن (الجمال) وعن كل ما يزيدها بهاء.. وجاذبية، ولكن ما يستغرب هو ما نراه اليوم باندفاع (فتيات) وتسابقهن لإجراء (عمليات التجميل) في أعمار مبكرة؛ في وقت يكون فيه جمالهن الطبيعي ما زال في مرحلة النضوج؛ ويعود لجوء هذه النماذج من (الفتيات) بسبب انتشار (عمليات التجميل) و(صالونات التجميل) والسعي لتشبيه وجوههن بمظهر الفنانات والمشاهير السينما؛ أو السعي لمواكبة معايير (الجمال) في هذا العصر التي ظهرت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ومع خطورة بعض (عمليات التجميل) إلا إن (الفتيات) و(النساء) يواصلون على إجرائها.. متغاضين عن خطورة أعراض بعض العمليات؛ بل وحتى الصبر على الأعراض التي قد تكون مؤلمة ومزعجه؛ وكل ذلك من اجل الحصول على المظهر الأجمل كما تضن هي لذاتها .

 وهذا (لا) يعني عدم ضرورة (الجراحات التجميلية الترميمية)؛ وهي الجراحات المخصصة لعلاج عيوب الوجه.. والجسم الناتجة عن التشوهات الخلقية نتيجة الحروق والصدمات والمرض، ويهدف برامج عمليات التجميل الترميمية تصحيح التشوهات الخلقية أو أجزاء الجسم غير الطبيعية لاستعادة وظيفتها ومظهرها الطبيعي، فـ(عمليات التجميل) لغرض العلاج تعتبر حاجة وضرورة؛ ولكني (عمليات التجميل) لغرض زيادة (الجمال) الخارجي للوجه فتلك هي المشكلة، لان (جمال الشكل) ممكن أن يلفت الأنظار؛ لكنه أين هذا (الجمال) من (جمال الروح) وجاذبيتها التي ترافق مع ملامح الجسد وتقبله لنفسها كما هي، لان (المثل يقال).. بان  (الروح الطيبة تميل للروح الجميلة لا الشكل أو للمظهر الخارجي)، وكل تغيير تقبل النساء على إجرائه في شكلها الطبيعي؛ إنما يأتي نتيجة ضعف الثقة بالنفس؛ والتي تجري عملية تجميل واحده – حتى وان كان على سبيل التجربة – فإنها لا محال ستقبل على العشرات غيرها، لان مقياس (الجمال) هو مقياس مطلق.. لا حدود له.. ولا ثوابت.. ولا مقاييس محددة يتحدد بشكل معين للملامح .

 فهذا هوس (التجميل) عند (النساء) و(الفتيات) يأتي لعدم الثقة بالنفس، ومتابعة مشاهير الفنانات ونجمات الشاشة؛ وهذا ما يزيد الإقبال على (عمليات التجميل)، أو إن بعض من (النساء) يكون هاجسها بأن تكون (جميلة) دائما؛ لإثارة زوجها وشد انتباهه إليها؛ الأمر الذي يدفعها لـ(عمليات التجميل)، وهي تقدم إلى ذلك لأنها غير واعية وغير مدركة بان  لكل مرحلة من (العمر) جماله الخاص؛ ولا فائدة من تحدى الزمن أو إخفائه؛ وعلى (المرأة) المتزنة؛ أن تكون واثقة من نفسها وترفض مقارنة شكلها بالممثلات.. والعارضات.. ومشاهير شاشة السينما والتلفاز، لان لكل (امرأة) لها شكلها الخاص بشخصيتها وجمالها الطبيعي؛ و(المرأة) المتزنة برجاحة عقلها ومنطقها الشخصي ترفض رفضا قاطعا أن تكون نسخة من (الفاشينيستات) هذا العصر؛ أو تقتدي بهن لتضع نفسها ضمن هذه المعايير والمقاييس الجمالية الزائفة والوقتية لتكون جميلة في نظر الآخرين؛ لان كما يقول الفيلسوف الفرنسي الشهير(جان بول ساتر) بان (الآخرون هم الجحيم)، فـجمال (المرأة) الحقيقي يكمن في أخلاقها ولا يمكن إن يختزل قيمة (المرأة) في معايير مرتبطة حصرا بالجمال، فلا يمكن اختزال دور (المرأة) كأم.. وأخت.. وزوجه.. ومربية أجيال في بشرة مشدودة وفي مقياس معين للخصر والطول وفي غياب تام للتجاعيد وفرض عليهن شبابا دائما للوجه .

وعلى كل إنسان –  وتحديدا (المرأة) – إن يتصالح مع عمره الذي يتقدم به إلى الأمام؛ لأننا لن نعيش أبد الدهر؛ لأننا سنشيخ.. وسنتعب.. وسنموت؛ هذه هي مسيرة الحياة كلما تقدمت بنا السنوات.. وسنوات العمر الذي يمر؛ وهذه (السنوات) لا بد لها إن تترك على أجسادنا أثارا؛ لان العداد لا يتوقف.. وأن في يوما (ما) وفي موعد لم يعد بعيدا سيبدأ العد العكس؛ فلكهولة.. وسن العجز.. والموت؛ ولا احد يستطيع الهروب من هذا القدر مهما حاول التشبث بكونه (شباب دائم) .

 والى إن تحين الساعة؛ لابد لنا إن نعيش كل لحظة مع الأمل.. والصحة ونعتني بصحة البشرة.. والشعر.. والجسد؛ ولهذا يجب إن نتصالح مع عمرنا وتفاصيلنا.. وعيوبنا.. وحتى مع تجاعيدنا.. لان (تجاعيد الوجه) هي من تذكرنا بالعمر الذي مضى بكل تفاصيله بليالي الحب.. والسهر.. والأحلام .. والأمنيات؛ لتكون هذه (التجاعيد) محطات تروي لنا قصص الحب قصص عمرنا؛ لان (تجاعيدنا) هي تاريخ أجسادنا.

 فعلى (المرأة) الناضجة أن (لا) تسمح لـ(مشرط الجراح) أو لـ(مراكز التجميل) بأن يفصلها عن تاريخها.. وعن تاريخ جسدها؛ لان ذلك بمثابة وضع (قناع) و(تصنيع) وجها جديدا لها لا يشبهها؛ فالكثير من النسوة أجروا عمليات التجميل أصبحوا كالنسخ للأخريات من المشاهير.. والعارضات.. ولا يشبهون أنفسهم لا من قريب ولا من بعيد؛ ولا اعلم كيف تنظر هذه (المرأة) في (المرآة) فلا ترى ذاتها الحقيقية بتفاصيل عمرها من نجاحات وإخفاقات ………….!

وهنا يجب على (المرأة) إن تحاور ذاتها وهي تشاهد وجهها في المرآة  وبما تغير من تقاسيم وجهها بعد (عمليات التجمل)؛  هل هذه (الجراحات التجميلية) استطاعت إن تستأصل من ذاتها.. وتمسح من ذاتها تاريخ أحاسيسها.. ومشاعرها.. وتجاربها…………..؟

………………….!

 ان كان ضنها ذلك؛  فهي مخطئة؛ فلتحاور ذاتها؛ لأن (مشرط جراح التجميل) لا يستطيع استئصال المشاعر.. والأحاسيس من ذات الإنسان .

 أنها محاوله بائسة.. وفاشلة؛ لان (التجاعيد) وماضي الروح.. وأوجاع القلب؛ (لا) يمكن لـ(مشرط جراح التجميل) إن يخفي آثار العمر من نبضات القلب المتعبة.. ومن ذكريات العمر الذي مضى بحلوه.. ومره .

ومن هنا علينا إن ندرك بان (الجمال الحقيقي) هو (جمال الروح) الذي يبقى على الدوام نابضا بنبضاته الجميلة في أعماق القلب؛ وهو جمال الضمير.. وجمال الروح الداخلية.. والنفس المحبة للحب.. والفضيلة.. والخير للجميع، فبدل إن نسعى إلى (مشرط جراح التجميل) في (صالونات التجميل)؛ علينا إن نسعى لتحسين الصفات الداخلية في ذواتنا.. وتحسين شخصيتنا.. عبر التعليم.. والتربية.. والقراءة.. والمطالعة؛ وهي التي ترفد عقولنا بالوعي وبالضمير الحي؛ فتزيد أعماقنا بـ(الجمال الداخلي) لأنه هو (الجمال) الحقيقي.. والدائم.. ويمكن تجميله بالفكر.. والأخلاق الفاضلة.. والضمير الحي النابض.. والعمل المخلص.. والتفاني في خدمة الأخريين؛ وهذا هو(الجمال الحقيقي.. الطبيعي.. النقي.. الشفاف)؛ ليس بحاجة لرتوش؛ فهو (لا) يحتاج لـ(مستحضرات التجميل).. و(لا) لـ(صالونات الجراحة التجميلية).. و(لا) يحتاج لـ(ملابس فاضحه) لكي يبرز مفاتن الجسد.. و(لا) يحتاج لـ(عرض أزياء).. و (لا) لمنصات (التواصل الاجتماعي والانترنيت)، لان (الجمال الطبيعي) هو (جمال الروح) النابض في أعماق العقل.. والروح.. والنفس الصافية، فالجمال صور والألوان، ولكن ما تكتشفه الروح في سلوك النفس وروحها هو الجمال الحقيقي .

 وهنا لابد إن نذكر الجميع بان (جمال الأم)؛ لا يكمن بشكلها بل يكمن بروحها.. وضميرها.. وعقلها.. وبقلبها الذي تحمله؛ بكون (الأم) جميلة ‏بروحها.. بعطائها.. بحبها.. باهتمامها.. برعايتها.. وبوجودها الدائم بجانب أطفالها وأبنائها، لذلك فان جمالها (لا) يكمن في شكلها أو بـ(عمليات التجميل)؛ وإنما بأخلاقها.. وضميرها.. وصبرها.. وعطفها الذي يمنحك شعور بالراحة والأمان؛ الذي تنفرد بها (الأم)؛ مما يجعلها (جميلة جمالا حقيقيا) لا علاقة له بـ(جمال وجهها) مهما كان؛ لان جمالها يكمن في عطائها.. وصبرها.. وحنينها.. وحبها لأبنائها، وهذا (الجمال) هو روعة (الجمال) في أعيننا.. وبصيرتنا.. وعقولنا؛ وهو (الجمل الطبيعي الحقيقي) بلا رتوش؛ وهو أفضل بكثير من (الجمال) المصطنع في (صالونات التجميل) وبـ(المشرط الجراح)  الذي (لا) يدوم، لان (جمال) الذي يصنع في (مختبرات المعامل) و(صالونات التجميل) و(غرف لعمليات التجميل)؛ هو (جمال) مصطنع ليس له أية قيمة تذكر سوى في الشكل.. والمظهر؛ والتي هي أولا.. وأخيرا؛ مظاهر زائلة مع مرور الأيام .

أحدث المقالات