لا اعتقد ان هناك اختلافا بين اثنين في ان الانتخابات البرلمانية القادمة قد تم الاهتمام بها اهتماما لم يسبق له مثيل في كل الاحداث التي مر بها بلدنا المظلوم وحقيقة هي تستحق ذلك لأنها ستكون اللبنة الاساسية في بناء الديمقراطية وحرية الاختيار وهي التي ستكون الخطوة الاولى على سلم الحرية بعد ان عاش العراقيون تداعيات ثلاث عقود من الذلة والاحتقار هذا من جهة ومن جهة اخرى فان هذه الانتخابات تكاد تكون الوحيدة التي يكون فيها توحد بين المراجع الدينية والسياسية على حد سواء فالكل مجمعون على ضرورة التغيير والكل متفقون على ان الحكومة الحالية وبالتحديد شخص رئيس الوزراء قد فشل فشلا ذريعا في كل الملفات وهذا التغيير وان حاول بعض المتملقين ووعاظ السلاطين والنفعيين تفسيره على ان معناه تغيير السياسة في الادارة فمثلا كانت الحكومة تدعي انها حكومة شراكة واما اليوم فنحن نريدها حكومة اغلبية مع بقاء نفس الوجوه دون تغيير يعني بالعراقي (صب بيها جب بيها) وانما هو يعني تغيير هذه الوجوه الكالحة التي لم تجني منها البلاد الا الدمار والخراب وعليه قامت المرجعيات السنية سواء في النجف الاشرف او كربلاء او الكاظمية والمرجعيات الدينية بالتأكيد على ضرورة احداث ذلك التغيير مبينة على انها الفرصة الوحيدة والاخيرة التي منحت للشعب العراقي في العودة الى ميدان الحرية وكسر قيود الاستعباد والرق وهنا تكمن الخطورة لان اجماع المرجعيات على امر واحد ونحن بطبيعة الحال نحسن الظن بتلك المرجعيات سواء كانت شيعية ام سنية سيؤدي في حالة المخالفة الى امور قد لا تحمد عقباها لان الطاعة ليست مسألة قولية انما هي فعلية اي ان طاعتي لفلان يجب ان تكون قولا وفعلا خصوصا اذا كنت معتقدا ان هذا الشخص حكيم ولا يريد بي الا الصلاح لأنني ولو لم اطعه سأكون مصداقا للمقولة المشهورة ” من اراد عزا بغير الاسلام اذله الله “وعليه فعلى كل ابناء وطننا المظلوم من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه الا يفوتوا هذه الفرصة وان يستغلوها افضل استغلال بان ينتخبوا الاكفأ والاصلح من القوائم الاخرى غير قائمة الحزب الحاكم او القوائم التي غيرت اسمائها ظنا منها انها يمكن ان تخدع ابناء الشعب العراقي الابي والا يفكروا مجرد تفكير بان النكرات التي تحكمت بمصير الشعب ولمدة ثمان سنوات يمكن ان تغير اسلوبها او تصورها لإدارة البلاد فهم اناس كانوا ولايزالون همهم الدينار والدولار والتسلط على رقاب المسلمين ولا حول ولا قوة الا بالله .