كتاب فصلت أياته قرأنا عربيا لقوم يعلمون ” – فصلت – 2- من تكلم العربية فهو عربي – حديث شريف – نحن أفصح وأنصح وأصبح – علي بن أبي طالب .
اليوم العالمي لللغة العربية يحتاج منا أن نتأمل في علاقتنا باللغة هل هي علاقة عهد وأمانة ومسؤولية ووفاء ؟ أم أن علاقتنا بلغتنا العربية أصابها الوهن والجفاء حتى تنكرنا لها وكثرت في ألحاننا ولهجاتنا عجمة أصبحت طاغية في حديث وخطاب البعض مثل كلمات “
Sorry – thank you – please- by by – hallow – sport – train – tier – radio – television – good morning – my Love – my dear – father – mother – school – university – my car –
وهناك كلمات وألفاظ كثيرة أصبحت شائعة التداول بين الناطقين باللغة العربية نتيجة ضعف العلاقة باللغة العربية التي أصبحت من الدروس المملة في المدارس بسبب خطأ المناهج وعدم كفاءة القائمين عليها
ومثلما ضعفت علاقتنا بلغتنا العربية ضعفت علاقتنا بكتاب الله القرأن الكريم وهو الذي حافظ على سلامة اللغة العربية وأظهار جمالها وبلاغتها مثل قوله تعالى ” ماجعلنا لرجل من قلبين في جوفه ” ثم أن القرأن الكريم قدم لنا صورة رائعة للحوارات والمخاطبات وهي تتحدث عن أدق المشاعر ألآنسانية لاسيما الحالة الجنسية عندما قال ” فلما تغاشاها حملت حملا .. ” فأجاءها المخاض الى جذع النخلة قالت يليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ” – 23- مريم – وقوله ” قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا ” – 20- مريم –
بينما نرى الشعر لايحافظ على الحياء وينتهك ألآخلاق عندما يقول :-
سيرتي لي من ناظريك رسالة .. ما كان أحوج مثلها لمترجم
تطغى علي حروفها فتثيروني .. وأجن بالحرف الذي لم يعجم
ويقول :-
أبناء القحبة أعرب أنتم والله .. أنا في شك من بغداد الى جدة ؟
ومثلما لم يكن بعض الشعر أمينا على سلامة اللغة , كذلك فعلت القصة وفعل المسرح والتمثيل والرسم والنحت , والتحقت بهم الرياضة فهتكت بعضها حرمة المرأة وصادرت حريتها وتجاوزت فسلجتها وحرمتها من أنوثتها جهلا وضلالا .
لقد وصل الجفاء والتنكر والعقوق مع اللغة العربية أن نادى بعضهم بالكتابة باللهجة العامية وأستبدال الفصحى بالعامية .
وما دمنا نحتفل باليوم العالمي للغتنا العربية , هل ننتهز هذه الفرصة لآعادة ألآعتبار للغتنا العربية لكي نجعلها لغة ألآعلان , ولغة المصطلحات , ولغة العناوين والشعارات في دوائر الدولة والمؤسسات ألآهلية مثل : الفضائيات , وألآذاعات , والفناق وأسماؤها والمطاعم والمقاهي والمسابح والمتنزهات والحدائق العامة .
ثم أننا نحتاج الى الحفاظ على سلامة اللغة في المخاطبات والمراسلات الحكومية والمدارس والجامعات , والفضائيات , وهذا لايتم بدون دورات مكثفة , وبرامج تحبب اللغة من خلال تسليط الضوء على جماليات اللغة وأسرار بلاغتها وعلاقتها بالعلوم الحديثة وأهمية ذلك لما فيه حفظا لمستقبل الشباب ومستقبل أمتنا في خضم هذا التلاطم الذي جرف كثيرا من قيمنا وقطع صلتنا بأصالتنا ومنبعها البنيوي وهو اللغة بأعتبارها حاملة ثقافتنا وهويتنا.