18 ديسمبر، 2024 11:20 م

ليس المستهدف الطوائف الأسلاميه فحسب بل الموروث الأسلامي ككل

ليس المستهدف الطوائف الأسلاميه فحسب بل الموروث الأسلامي ككل

بدون شك ان المستهدف هذه الأيام ليس الطوائف الأسلاميه فقط  بل الدين الأسلامي ككل .  و يدرك كل متابع لما يعرض على بعض الشاشات العربيه والأجنبيه حجم الهجمه المركزه والممنهجه على كل مايمت بصله الى العرب والمسلمين للنيل من تراثهم ودينهم ومقدساتهم. وكأن قوى شريره تعمل جاهدةلتسفيه وشيطنة الأسلام  وتابعيه والأيحاء المستمر بأن الاسلام دين خلقه البشر وفرضوه على الأخرين بقوة السلاح وما الرسول الكريم (في أحسن توصيفاتهم) سوى رجل سياسي استغل سذاجة وجهل قومه وحقق ما خطط له بدهاء وامعان.ويصاب المرء بالدهشه والذهول لما يراه من حملات كبرى ممنهجه ومبرمجه تطعن وتشكك  بكل ما جاء به الاسلام من تعاليم  وقيم  وطقوس. وتسير الحمله  الشرسه المعاديه  بأتجاهين  متوازيين يكمل بعضهما البعض  لتحقيق أهداف شيطانيه لا تخفى على أحد :

الأتجاه الأول: يرمي القائمين على هذا الأتجاه الى زرع الفتنة بين الطوائف والمذاهب الأسلاميه وتشتيتهم وأضعافهم  معتمدين على أعادة انتاج  وأجترار روايات تأريخيه قديمه وأحاديث ووقائع مختلف عليها وأحيانا ليس لها سند موثوق,ومن ثم ترويجها كمسلمات لأثارة صغار العقول  من ابناء الطوائف المختلفه ضد بعضهم البعض. ويضطلع بهذه المهمه ذباب ألكتروني مدرب ومجند من قبل مؤسسات ظلاميه, تدفع  لمن ينجح في أثارة النعرات الطائفيه وكسب جمهور أوسع سواء كان مع أو ضد. المهم  أيصال محتوى أستفزازي لأكبر عدد من المهتمين. ويعمل أغلب المكلفين تحت اسماء مستعاره, ومعظمهم  يمتلك أكثر من حساب وأكثر من هويه طائفيه على وسائل التواصل الأجتماعي, وما على المشارك بهذه الحملهسوى خلق محتوى جدلي يسفه طقوس ومعتقدات الطائفه الأخرى ويقزم رموزها. وللأسف يعضد ويدعم حملة الذباب الألكتروني رجال دين غلاة (من المجندين وغير المجندين)الذين يعتاشو على نبش الماض السحيق والمبالغه  في خلافات الأوليين وجعل منها مبررا لتكفير وسحق الأخر الذي لايتفق مع طروحاتهم السمجه. ويعطي الغلاة  الحق لأنفسهم في  تنزيهفلان وتكفير فلان والأفتاء  دون خجل بمصير الأخرين رغم علم الجميع أن كل من أختلفو عليهم هم الأن تحت رحمة رب العباد وهو وحده القادر على مكافئة المحسنين ومعاقبة أو العفو عن المذنبين. والأخطر من  غلاة الوعاظ غير المجندين أؤلائك الذين يعملوا ضمن أجنده هدامه رسمها مشغلين لهم لقاء  مقابل. والمجند لا علاقة له بزيد أو عمر بل يردد دون وجل ما يطلب منه مشغله. وهذه الفئه هي اشد فتكا وتفتيتا من غيرهم  للوحده العربيه والأسلاميه, كونهم مدربون على خلق الفتن وتأجيج النعرات الطائفيه والعنصريه. وهناك فئة اخرىلاتقل خطورة عن طبقة الوعاظ, هم حملة  الشهادات العلميهالعليا والرتب الأكاديميه الذين انخرطو باللعبه الطائفيه لغايةفي نفس يعقوب. وخطورة هذا الصنف المتخندق خلف شهاداته العلميه تأتي  من الأحترام التقليدي الذي يكنه العامه للشهاده واللقب العلمي.  لذا تؤخذ طروحاتهم على علاتها كمسلمات يعتد بها ويرددها طبقة  الجهله والتابعين. والأثنين معا, غلاةالوعاظ ومدعو العلم, يساهمو بشكل مرعب في نشر الكراهية والعنف ومن ثم خلق مجاميع متطرفه همها الوحيد القضاءالمبرم على كل انسان يختلف معها  بالعقيدة والطقوسأوالرأي. أما التابعين وحمالة الحطب فأغلبهم من الدهماء لا يدركو ما يسببه زعيقهم وعويلهم  من أثار كارثيه على حاضر ومستقبل الأمه جمعاء.    

الأتجاه الثاني: يهدف المنخرطون بهذا الأتجاه ,وأغلبهم من مدعي العلم والتجديد والتنوير, الى أثارة  الشك عند المتلقي حول روحانية الدين الأسلامي ونبيه وكتابه ورموزه ككل. ويبدو أن الداعمين لهذا الأتجاه  قد بنوا أستراتيجيتهم على قناعهمفادها أنهم حققوا نجاح ملموس بشق الطوائف الأسلاميه, وحان الوقت لدعم الهدف الأهم وهو ليس أثارة الطوائف على بعضها فحسب بل العمل على ترويج   فكرة أن الأسلام دين لا سماوي, و الموروث الأسلامي ككل مجرد أساطير أختلقها الأولون ليسهل عليهم قيادة البشر والوصول لغايات سياسيه دنيويه بحته. والملاحظ  ان أغلب سرديات وطروحات القائمين على هذه الحمله تقود المتلقي البليد الى الشك وترديد ليس فقط ماردده السفهاء سابقا (لا خبر جاء ولا وحي نزل) بل تسليط ضلال الشك على الروايه بأكملها, ابتداء بقدسية القرانالكريم وقدسية الرسول الأكرم, وموقع الكعبه المكرمه وتضحيات ومناقب المسلمين الأؤائل. ولم يسلم من تخرصات(التنويريين)  سوى الذات الألهيه,  والسبب لا يخفى على العقلاء, ومن المرجح لكي لايثيرو حفيظة أتباع  الديانات السماويه الأخرى التي يتبعها العالم الغربي المتقدم!! وتلك مسألة لا يعيها سوى العارفين بأهداف وطلاسم المشغلين. دون شك ان القائمين على الحمله المسعوره دهاقنه متمرسين في لي الحقائق و الضحك على ذقون البسطاء. وما يثير الدهشة والأستغراب هو ما يجري من اعادة انتاج وبث وترويج برامج ومحتويات قديمه وحديثه كلها مصممه للطعن  بكل مايمت الى الٍأسلام بصله, كتابه ونبيه ورجالاته ومعتقداته  وطقوسه. ولم تستثني الحمله  ملة او طائفه,  بل الكل في دائرة الأستهداف دون استثناء. والمنفذون نوعان. منهم من يبحث عن الشهره على قاعدة   خالف تعرف , ومنهم مجندين وعارفين لأبعاد اللعبه التي جندوا من أجلها,  وهي بأختصار نسف المرتكزات الأساسيه للدين الحنيف. و لكل الخائضين بهذه  اللعبة الخطره ,سواء جندوا أو أجتهدوا كما يدعون ,  أمثال هاله الوردي, ومحمد المسيح, (بتشديد الياء) ,وراغب السرجاني, وابراهيم عيسى واحمد سعد زايد وغيرهم   ممن يصفون أنفسهم بالمجددين أوالتنوريين, نقول كل طروحاتكم الجدليه تخدم ,عن قصد او غيره, أهداف الداعمين لحملة الأسلام فوبيا وتصبمزيدا من الزيت على الخلافات المستعره  اساسا  بين ابناء الأمه الواحده وتقود بالمحصله  الى مزيدا من الفرقة والعنف والكراهية.

وختاما آدعو الأخوه الكتاب والمثقفين من كل الطوائف والمذاهب والأديان الى التمعن فيما يكتبون وتجنب كل عباره أو  فكره تؤجج الخلافات والمشاحنات بين أبناء  الأمه الواحده. وأذكر ثانية  وثالثة أن انغماس بعض المثقفين في الجدل الطائفييقدم خدمة مجانيه لمن  يريد  السوء بالأمة التي ننتمي اليها.لذا على الكاتب الغيور الذي ينوي خدمة  وطنه وأمته فظح منيريد السوء بالعقيده الأسلاميه,  وتقديم محتويات تعزز وحدةالامه وسلامتها وازدهارها,  وتجنب كل ما يتسبب في فرقتها وتقزيمها.  والله من وراء القصد.