خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
كسّب أصوات الجيل (Z)؛ لا يقتصّر على البرامج الجيدة، وإنما يولي هذا الجل أهمية خاصة للصدق والشفافية. بحسب ما استهل “نويد كمالي”؛ خبير القضايا الاستراتيجية، مقاله التحليلي المنشور بصحيفة (روزگار) الإيرانية.
فقد كان بمقدور من يسّعون وراء القيادة في التسعينيات والعقد الأول من الألفية الثالثة، الوفاء بوعودهم والمسّاهمة في تحسّين حياة الشعب بشكلٍ حقيقي.
وعليه سيحظى المرشح؛ الذي يستطيع إبداء الصدق والشفافية، والإجابة على متطلبات ومخاوف الجيل (Z) بفرصة أكبر للحصول على أصوات هذا الجيل وسيفوز بالانتخابات.
الجميع يتبارون للفوز بالجيل (Z)..
ومع انطلاق مارثون الانتخابات الرئاسية في دورتها الرابعة عشر، وتنافس ستة مرشحين على كسّب ثقة الحد الأقصى من أبناء الأمة الإيرانية الشريفة، يحظى دور الشباب باعتبارهم جزءً من كتلة المصوتين بأهمية خاصة.
ووفق المعطيات يُشكل الشباب نحو: (40%) من كتلة المصّوتين في هذه الدورة الانتخابية؛ وهم الشباب المولودون في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين ويعرفون باسم الجيل (Z).
وهذا الجيل مرتبط بعكس الأجيال السابقة، بالفضاء المجازي، والاستخدام الواسع للإنترنت وخدمات الفضاء الإلكتروني في الحياة اليومية. لذلك فإن كيفية الوصول إلى الإنترنت من أهم القضايا محل اهتمام الجيل (Z) وبنظرة على الأوضاع الإيرانية الحالية، فالتوسع الكيفي للفضاء المجازي بالدولة، والزيادة الكبيرة في المنصّات المحبوبة المحجوبة، يوضح أن الشعارات الانتخابية القائمة على التوسّع الكّمي والكيّفي في الإنترنت، والحد من القيود على المنصّات الرقمية، قد يستّحوذ على انتباه الجيل (Z) الذي لا يعتبر الإنترنت والخدمات الإلكترونية من الأدوات الضرورية للمضُّي قدمًا في الحياة الحديثة فقط، وإنما بمقدورهم التأثير على أصوات باقي أعضاء الأسرة الإنتخابية.
وعليه كل مرشح يستطيع كسّب أصوات الجيل (Z) سوف يمتلك القدرة على كسّب أصوات رفاق وأسر هؤلاء الشباب أيضًا.
أهمية الإنترنت والفضاء المجازي..
وتأسيسًا على هذه النقطة تُجدر الإشارة إلى أن الإنترنت قد تحول في العقود الأخيرة إلى أداة أساسية في تطور الحياة الحديثة، وبدونه سيكون من الصعوبة البالغة؛ (لو لم نقل من المستحيل)، الحصول على أغلب الخدمات والفرص، بدايةً من التعليم والبحث وحتى الصّلات الاجتماعية، والعمل؛ حيث يلعب الإنترنت والفضاء المجازي دورًا رئيسًا في الحياة اليومية لآحاد الناس من كل الأعمار والطبقات الاجتماعية.
لذلك يوليّ هذا الجيل أهمية كبرى لجودة الفضاء المجازي مقارنة بالأجيال السابقة، علاوة على ذلك يبحث أبناء هذا الجيل عن فضاء مجازي يكفل لهم حرية مشاركة أفكارهم دون خوف من القمع أو القيود غير المنطقية.
لذلك فقد تحول موضوع الإنترنت وجودته إلى أحد المحاور الأساسية للنقاشات الانتخابية. من ثم يتعين على المرشح الذي يُريد أصوات هذا الجيل، تقديم برنامج شاكل وعملي لتطوير الإنترنت والحد من القيود المفروضة عليه.
في حاجة إلى برنامج عصري..
ويجب في هذا البرنامج الإجابة بشكلٍ خاص على تساؤلات وتحديات الجيل (Z)؛ والتأكيد على توفير الفضاء المجازي باعتباره أداة مفيدة وفاعلية ذات أسعار مناسبة للجميع.
من جهة أخرى، يجب الاهتمام بسرعة الإنترنت ليس فقط من المنظر التكنولوجي، وإنما أيضًا من المنظور الاجتماعي والاقتصادي، ذلك أن الحصول على إنترنت بجودة عالية قد يخلق فرص اقتصادية جديدة للشباب من مثل ريادة الأعمال الرقمية، والإتجار عبر الإنترنت، بما يسُّهم في الحد من معدلات البطالة بين الشباب، ويحول دون هجرة القوى الشبابية العاملة للخارج.
ومن ثم فإن تطوير الإنترنت وتحسّين وتطوير الجودة لن يسُّاهم فقط في تحسّين الوضع الاقتصادي الحالي للدولة، وإنما قد يكون ذا تأثير طويل المدى على الاقتصاد والمجتمع. أضف إلى ذلك أن الحد من القيود على الإنترنت قد يُساعد على تحسيّن النظام التعليمي، والإرتقاء بمستوى المهارات الأدائية في المجتمع، وهو ما يُفرض الإهتمام بشكلٍ أكبر لترويج التعليم الأونلاين، والحاجة المجتمع الكبيرة إلى مصادر للتعليم الرقمي؛ إذ أن تمكين التلاميذ والطلاب من الحصول على إنترنت بجودة عالية قد يهييء مجالات النمو والإرتقاء العملي والتعليمي.
وعليه فالاستثمار في البُنية التحتية للإنترنت والحد من القيود غير الضرورية قد يُحسّن جودة التعليم ويحقق العدالة التعليمية في الدولة.